محمد علي عزب - مصطلحات ومفاهيم (7) الاٍبهام والغموض فى الشعر

(7) الاٍبهام والغموض فى الشعر


ينتج الاٍبهام فى الشعر عن الشطط والتعسف فى صياغة النصّ الشعرى, وغياب الروابط السياقية بين المفردات اللغوية فتتحول لغة النصّ اٍلى ألفاظ مبهمة مستغلقة, وكأنها ألغاز وطلاسم لا يستطيع القارئ أن يخرج منها بأى معنى أو دلالة اٍذا كان بها دلالة أصلا, وبذلك يموت النصّ الشعرى بعد أن فقد مشاركة القارئ للشاعر فى اٍعادة اٍنتاجه عبر القراءة واكتشاف كيف يقول وماذا يقول النص ؟, بل أن النقد الحديث قد أشار اٍلى أهمية معرفة القارئ لما بين السطور وما لم يقله النصّ, وذلك من خلال تفاعل القارئ تفاعلا واعيا مع سياق النصّ والقوانين الرمزية التى تحكمه, والاٍشارات النصية الموحية التى يبِثَّها الشاعر أو الأديب فى ثنايا نصّه, ليبحث عنها القارئ ويسترشد بها فى قراءة ما بين السطور
وهناك فرق بين الاٍبهام وبين الغموض الشعرى حيث أن الغموض الشعرى خصيصة جوهرية من خصائص الشعر التحمت به منذ القدم, فقد قال ضياء الدين بن الأثير فى "المثل السائر فى أدب الكاتب والشاعر": ( اٍن أفخر الشعر ما غَمُض فلم يعطك غرضه اٍلاّ بعد مُمَاطلة منه )1, فالغموض الشعرى ضد التقريرية والمباشرة فهو غموض فنى قائم على استخدام الاٍيحاء والاٍيماء والتلميح عبر توظيف الخيال والمجاز, لاستثارة ذهن ومخيّلة القارئ فيسعى لاكتشاف اٍيحاءات ودلالات النص وجماليته, وبذلك يعطى القارئ / القُرّاء للنصوص حيوات متعددة بتعدد القراءات الواعية, ( والغموض بهذا المعنى يشكل جوهر الشعر, وهو نتيجة أساسية تميز الشعر عن غيره, وتمنحه الخصوصية الفنية والجمالية )2



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ ابن الأثير ـ المثل السائر فى أدب الكاتب والشاعرـ تقديم د. أحمد الحوفى ود. بدوى طبانة ـ دار نهضة مصر ـ الفجالة ج4 ص 7
2 ـ كمال أبو ديب ـ فى الشعرية ـ مؤسسة الأبحاث العربية ـ بيروت ط1 1987م ص 213
هذذا المنشور محفوظ فى الملفات المثبتة بصفحة نادى أدب القليوبية المركزى مع منشورات أخرى تحت عنوان مصطلحات ومفاهيم



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى