إسلام العيوطي - سر السعادة

لم تكن السعادة هى مفتاح الخروج من الأحزان ذلك لأنها مشاعر مؤقتة قد تزول بزوال المؤثر أو الباعث لها ،
ويختلف مقياس السعادة من شخص لآخر ،
فهناك من تسعدهم الكلمات الطيبة والمشاعر والأحاسيس وهى سعادة معنوية ، وهناك من ربطوا سعادتهم بالمادة المجردة وفى الحقيقة هم أناس لا يعرفون شيئًا عن السعادة ، وهناك من عرفوا حقيقة هذه الكلمة وفيما تكمن ، فالسعادة الحقيقية فى أن تكون مصدرًا لإسعاد غيرك فمن أحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ، كما أن جبر الخواطر من أرقى العبادات التى تقربنا إلى الله تعالى
لذلك نجد أن مفهوم السعادة نسبي متغير لكن الأنسب للخروج من الأحزان هو الرضا التام عن الله وبما قدره لنا فيصبح المنع عين العطاء فحمدا يسمو ليليق بچلاله كما ينبغي لچلال وجهه وعظيم سلطانه على چل نعمه التى لا تعد ولا تحصى ،
لذلك تبقى كلمة الله هى سر السعادة مدى الحياة ،، فبها تبرأ الروح من ولهي وإخفاقي ويجلو صدى قلبي لذكره الباقي ،، فهى تكفي وتفي ،، لا يضاهيها ملأ الأرض مالاً وذهبًا وفضة ولا ما أقلت السماء من نجوم وكواكب عظام ولا ما حوت البحار والأنهار من اللآلئ والزبرجد والمرجان فكلها مجتمعة لا تساوي جناح بعوضة لدى الملك الجبار ،،
فالحياة تتعثر لكنها لا تتوقف ،، والأمل قد يتلاشى لكنه لا يموت ،، والصديق قد ينشغل لكنه لا يختفي ،، وقد تشغلنا الدنيا كلها بحلوها ومرها ،، ولكننا لم ولن ننسى الأوفياء الأنقياء ،، من هم للحياة ضياء وبهاء ،، فلا يمكننا الإستغناء عنهم فهم كالماء والهواء ،، بوجودهم نحيا وبدونهم يكون الفناء ،، اللهم أصرف عنا الوباء والبلاء وقنا شر الداء ،، بلطفك ورحمتك يسر لنا أيسر الأقدار وأصرف عنا أسوأها وما تشاء ،، بسر اسمك الأعظم
يا الله بها تبرأ الروح من الأحزان و الأسقام ويشفى العليل من الهموم والآلام ،، فليس بعدها قول يقال ولا غاية تنال فهى مفتاح لجنة الرحمن وهى مسك الختام .
بقلمى / إسلام العيوطي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى