نادية عيلبوني - الحرية تبدأ من امتلاك الانسان لجسده الخاص، وتنتهي بتجريده من تلك الملكية!

الجسد الفردي بما هو ملكية محصورة اصلا بصاحبها ،هو مبدأ ومنطلق الحريات جميعاً، واية حريات لا تقر بحق الانسان الفرد في امتلاك جسده الخاص وحقه وحده في التصرف به دون تدخل مجتمعي او إلهي من اي احد،هي في المحصلة تأبيد للاستعباد!
في رأيي ان العبودية لم تبدأ، كما توصف النظرية الماركسية، من لحظة بزوغ الملكية الخاصة واحتكار ادوات الانتاج بإيدي فئة قليلة في المجتمع، بالرغم من اهمية هذا العامل، بل بدأت في اللحظة التي جرد فيه الانسان من حقه في امتلاك جسده الخاص ونقل تلك الملكية من الحيز الخاص الى الحيز العام ، المجتمع او لله !
الدين، يجرد الانسان من حقه في امتلاك جسده الخاص ، لأنه يحيل تلك الملكية الى الله ، والى مجتمع عشائر المؤمنين به ، وتجريده من حقه في التصرف به،وبذلك ينتفي حقه الاساسي بالحرية!
لا يمكن لأي مجتمع ان ينجح في انتزاع حريته دون الاعتراف بحق افراده في انتزاع ملكية اجسادهم الخاصة ،سواء من الطغاة، او من الدين الذي سلبها وهيأ للطغاة التحكم به وبمصيره!
لا فرق بين حكم الطغاة ، وحكم الاديان، فكلاهما ينزع الى تجريد الانسان من حقه في امتلاك جسده ، بحيث يصير مشاعاً ، ويسهل التنكيل به ، فعندما يلجأ الحاكم الطاغية الى التعذيب الجسدي لكل من يعارضه، فذلك لأنه يعتبر هذا الجسد ملكه هو وليس ملك صاحبه وله وحده حق التصرف به، وهو بشكل او بآخر يعتمد في سلوكه هذا على مبدأ الاديان التي تدعي ان جسد الانسان ملك لله وحده يتصرف به كما يشاء ،ويعذبه كما يشاء!
لا يمكن لأي مجتمع طامح نحو التحرر من الاستبداد، ان يتجاهل تلك الحقيقة ، فالقول ان تلك المسألة ثانوية في النضال من اجل حرية الشعوب، وان الاهم هو انتزاع الحريات السياسية دون غيرها، هو محض نفاق والتفاف غير ناجح وغير موفق على جوهر الحرية الاصلي الا وهو حرية الجسد!
في اعتقادي، ان هذا هو جوهر الحرية الاساسي، وهذا هو اصلها، وتلك هي فلسفتها،فالحرية تبدأ من اجسادنا، والعبودية تبدأ بتجريد الانسان وسرقة ملكيته لجسده!
(هنا الوردة، فلنرقص هنا)!




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى