غرباء كثيرون مروا بالقرية. البعض منهم ظل حاملا لصفة الابهام منذ لحظة ظهوره إلى حين اختفائه. و آخرون طال بهم المكوث لحد احتلال موقع داخل ذاكرة الأهالي.
من هؤلاء أسترجع " مصطفى اللحمدي" و بالرغم من أن مدة إقامته لم تكن طويلة، فقد نجح في حفر اسمه في الأذهان.
حين ظهر فجأة، أعطى انطباعا عنه ألا شئ وراءه. أو أنه آت من حطام كلي انفلت منه مثلما يحدث لصخرة انزاحت بعيدا عن تجمع الركام. إلا أنه مع الوقت بدا أن شيئا ما فيه يثير فضول الناس. ذلك أنه حين كان يجلس في مكان ما، كان يتحول إلى جزء من الجمادات المشكلة له. أو كأنه بفعل ساحر كان يتحنط و يصبح كتمثال لا حياة فيه. لكن عينيه كانتا تظلان مفتوحتين. وضعه ذاك كان يثير الفضول و يدفع الناس للاقتراب من وجهه و مد اصابعهم و تحريكها قريبا جدا من عينيه، لكن لم يكن يرف له جفن. و بعد أن يظل لوقت طويل على تلك الحال، كان يهب فجأة واقفا، و قد ينطلق مسرعا كمارد تخلص من أسره. و أخرى كان يطلق العنان لصوته و يشرع في الغناء.
بين حالتي السكون المطلق و الحركية المثيرة، كان الناس يقفون عاجزين عن فهم ما يجري. و البعض منهم كان يحاول ايجاد تفسير من داخل انشودته التي كان يرددها من حين لآخر. ذلك أنه في حالة استعادته للحركة، كان يبسط يده اليمنى بشكل مستقيم لتظهر رؤوس انامله المبتورة، ثم يثبت بصره على الأفق البعيد ليبدو و كأنه لوحده يرصد أشياء متحركة لا يراها غيره، و يشرع في الغناء.
شوف يا ولدي
اللوطا و اللواطي
ماجيا كلا كطاطي
حق الجامع الودكية
و لحكام د سيدي العربي
الصغار كانوا يضحكون مما كانوا يسمعونه. لكن الكبار كانوا يستقبلون كلامه بشكل مختلف. و يبحثون في كلامه عن معنى ما او سر كامن في تلك الأنشودة. غير أنهم في الغالب كانوا ينتهون إلى فكرة لم تكن تكتمل إلا بتأويلاتهم. و ربما تساءلوا عن تلك الأرض الواطئة الهاربة وهي سيدة البدايات و النهايات. و عن الجامع" الودكية" و موقعها في ذلك القسم دون غيرها. و أحكام " القايد بلعربي" و تلك القدسية التي صارت لها.
من هؤلاء أسترجع " مصطفى اللحمدي" و بالرغم من أن مدة إقامته لم تكن طويلة، فقد نجح في حفر اسمه في الأذهان.
حين ظهر فجأة، أعطى انطباعا عنه ألا شئ وراءه. أو أنه آت من حطام كلي انفلت منه مثلما يحدث لصخرة انزاحت بعيدا عن تجمع الركام. إلا أنه مع الوقت بدا أن شيئا ما فيه يثير فضول الناس. ذلك أنه حين كان يجلس في مكان ما، كان يتحول إلى جزء من الجمادات المشكلة له. أو كأنه بفعل ساحر كان يتحنط و يصبح كتمثال لا حياة فيه. لكن عينيه كانتا تظلان مفتوحتين. وضعه ذاك كان يثير الفضول و يدفع الناس للاقتراب من وجهه و مد اصابعهم و تحريكها قريبا جدا من عينيه، لكن لم يكن يرف له جفن. و بعد أن يظل لوقت طويل على تلك الحال، كان يهب فجأة واقفا، و قد ينطلق مسرعا كمارد تخلص من أسره. و أخرى كان يطلق العنان لصوته و يشرع في الغناء.
بين حالتي السكون المطلق و الحركية المثيرة، كان الناس يقفون عاجزين عن فهم ما يجري. و البعض منهم كان يحاول ايجاد تفسير من داخل انشودته التي كان يرددها من حين لآخر. ذلك أنه في حالة استعادته للحركة، كان يبسط يده اليمنى بشكل مستقيم لتظهر رؤوس انامله المبتورة، ثم يثبت بصره على الأفق البعيد ليبدو و كأنه لوحده يرصد أشياء متحركة لا يراها غيره، و يشرع في الغناء.
شوف يا ولدي
اللوطا و اللواطي
ماجيا كلا كطاطي
حق الجامع الودكية
و لحكام د سيدي العربي
الصغار كانوا يضحكون مما كانوا يسمعونه. لكن الكبار كانوا يستقبلون كلامه بشكل مختلف. و يبحثون في كلامه عن معنى ما او سر كامن في تلك الأنشودة. غير أنهم في الغالب كانوا ينتهون إلى فكرة لم تكن تكتمل إلا بتأويلاتهم. و ربما تساءلوا عن تلك الأرض الواطئة الهاربة وهي سيدة البدايات و النهايات. و عن الجامع" الودكية" و موقعها في ذلك القسم دون غيرها. و أحكام " القايد بلعربي" و تلك القدسية التي صارت لها.