محمود شاهين - الأمراض والموت قدر إلهي ومع ذلك يكرههما المؤمنون!

الأمراض والموت قدر إلهي ومع ذلك يكرههما المؤمنون!

شاهينيات 1476

الأمراض والحوادث والموت قدر إلهي لدى المؤمنين ، ومع ذلك لا أحد يتقبل الأمر كقدر، حتى هؤلاء الذين يعتقدون بوجود جنة فيها حورعين عذراوات فائقات الجمال لا يتبولن ولا يتبرزن مثل الإنسيات، ويعدن عذراوات كلما افتضهن المؤمنون ، يكرهون الموت والأمراض والحوادث وكل ما يسيئ إليهم .. ربما انتحاريو داعش وأشباههم من الحالمين بالجنة وحور العين قد يتقبلون الأمر نتيجة لما برمجت عليه عقولهم .

أيوب رفض المرض والموت فقط !

حين ابتلي النبي أيوب بنهب أغنامه وإبله وأتنه ومقتل أبنائه وبناته ودمار ممتلكاته تقبل الأمر وقال : (1)

" عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى هناك ، الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا" 1/21

غير أن الرب لم يكتف بذلك، فلم يدرك عمق إيمان أيوب، ولم يرض عنه ، فقرر أن يبتليه بجسده ، بإيعاز من الشيطان ! فأطلق يد الشيطان ليعبث بجسد أيوب حتى أخذ الدود يعبث به. وهنا لم يعد أيوب قادرا على الاحتمال فتحول ايمانه العظيم إلى تمرد على الله :

" ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه " 3/34

" إذا أتكلم ولا أخافه .. لأني لست هكذا عند نفسي" 3/35

وغير ذلك كثير مما قاله أيوب في حق الله إلى حد أنه تمنى لو في مقدوره أن يتحاكم معه:

" لأنه ليس هو انسانا مثلي فأجاوبه ، فنأتي جميعا إلى المحاكمة " 3/32

" ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا " 3/33

بهذا يكون أيوب أول المتمردين على القدر الإلهي.

وإذا عدنا إلى الانسان المعاصر الذي لا يتقبل الموت والأمراض والحوادث والكوارث كقدر إلهي ، فهل سيتقبل عذاب جهنم في الحياة الآخرة ، مهما كان ذنبه ؟! بالتأكيد لا على ضوء هذا الواقع .. وهذا يعني أن الانسان على خلاف مع الله في بعض ما صورته المعتقدات .. ويطمح إلى إله محب ورحيم وعطوف .. ألخ ..

****

(1) مقتل الأبناء والبنات في سفر أيوب مسألة غامضة ، ففي الوقت الذي يشار فيه إلى مقتلهم ، نرى في بعض فقرات السفر أنهم أحياء ، كما أن السفر لم يأت على ذكرهم من ضمن ما أعاده الله إلى أيوب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى