نوادر إبراهيم عبدالله - زوايا الدائرة

تحيطني أجراس الذاكرة
ترمم ملمس صيواني
يُعمر الشمع متاهاته بحنكة
تجذب أقطاب العصب الشائكة

بات التعقيد يدر عليَّ بالحنظل
وأستمتع كثيرًا لكوني مُرة الملامح
تخطفني عجلة الفرضيات لأشذ عن مقياس الإثبات
يلجأُ صوتي إلى مكامن النمل وثرثرة اليرقات
يعود جاهرًا بِلغتهِ الغريبة

أدرك أن المعصية تشبه اعوجاج الأمس
ويقين النجاسة لن يغفر هفوات الحنين
البعض يصفني بالماكرة اللعوب
وأنا وحدي مَنْ يعي نزاهة وصفهم وبلادته

الشوك على مسامي لا يُدمي
النار على أعيني لا تُبكي
والجليد حتمًا يستطيع قتلي
يذكرني برحيلٍ ما زالت أمياله قاحلة

الليل أجوف، عاتٍ وظليل
يجثو على صدري كأغنية النورس
يوشم على عنقي كف اللعنة
ينازلني على قطعة نيزك عتيق
يضيء الكهرمان على مبسمي ويختفي
أهجر ظليَّ وأرتدي نقاء العصافير
يأتي الخريف فيبطش أوراقي

على قارعة الروح ما يشبه إبهامي
وعلى وجه النجوم ما يضاهي حدقاتي
تشاركني الطبيعة في الزهد والملل والتجلي
ولا أشارك خوفي إلا مع الورق

أُهان على أرضٍ سوداء عقيمة
أدنو إلى شبر نهايتي وأحفر
أرى الأبيض ينزف بي
يلفظ آخر ما تناولته أفكاري
يبدو أن الفكرة تلونت بي فتحررت

ربما تعود زوايا الدائرة
تسأل عن أقطارها المُحتلة
تتربع على مركز المنافذ
لتتشكل على هذه المجرة
هي فقط الفائزة بالدوران
وأنا وحدي أتضلع إلى بؤرتي

تنبذني قوانين الجهات
يترصدني خط الاستواء
ثم تأتي السماء بغيمها
تغيثني بدمعٍ سخي
أتبلل بكبرياء دمعي
والكحل على مجرى خدودي
يرفض السقوط
يقاوم تضاريس شفتاي

#نوادر_إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى