محمد نجيب محمد علي - البكاء في هامش القصيده

كل يوم في الصباح

أرتدي حزني قميصاً
وحذائي شارعاً لا ينتظر
ومجاعاتي التي تسرق من عطر المطاعم
كان لي بيت
وأمرأة وعصفورٌ جريح
كان لي يوماً وظيفة
أشتري منها وطن
غير أني
لم أجدها
لم أجدها
لم تجدني
حينما قابلتها
دخلت إلى ظلي
وقالت: هيت لك!
لم أكن أقوي على فعل الخطيئة
كان نجم الليل يغرق في الرمال
وسمائي لم تكن تعرف عنوان القمر
ويدي تعبث في خبز الكلام
وأنا أطرد عن جلدي ظهري
لم تكن أمي بقربي
غادرت أمي جحيم الأرض
حتي لا ترانيّ أحترق
غادرت صوتي لتتركني أغني للبكاء
وأنادي لعيال الصمت حتى لا يناموا
فأنا أعرف أن الصمت يمتلك الحقيقة
وأنا أعرف أن الصمت لغة المتعبين
قلت للطفل الذي يخشي الظلام:
خذ منامك في يديك
ثم أغمض جفنُ أسرارك
حتى لا تطاردك الظلال
قلت للبنت التي تنظر في وجهي مليّا:
من أنا؟
كانت تطارد وجهها حتي تراني
لا تراني
نحن كنا قاب قوسين من الموت وأدني
نحن كنا داخل الجُبِّ المغطي
بترانيم الدموع
لم أقل لله إلا:
ياالهي
دثِّر الوطن من الحمي
وزملني
وامنحني يدي
كي لا تطاردني خطاي


محمد نجيب محمد علي. السودان


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى