محمد عباس محمد عرابي - "الماضي" في ديوان (أنت لدينا متهم) للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

تحدث الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن " الماضي " في ديوان (أنت لدينا متهم ) حيث أشار إلى الشوق إلى الماضي، كما طلب من غصون اللوز أن تعيده للماضي البعيد ،وبين كيفية دخول الزمن الماضي على ظهر جواد من الحنين.
الشوق إلى الماضي
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (تجاوز ) مدى الشوق إلى الماضي ، حيث يقول:
كل شيء..
كان في القرية يزداد جمالا
ذلك النبع الذي ..
يمنحها الماء الزلالا
ذلك العشب الذي يكسو الجبال
ذلك الصوت الذي
يمنح من يسمعه السحر الحلالا
لم تزل تذكرني القرية طفلا
وأنا أذكرها أجمل في العين وأحلى
وأرى أرخصها يغدو مع الأيام أغلى
لست أدري :
لم نشتاق إلى الماضي ونهفو ؟
ولماذا كدر الماضي على الوجدان يصفو ؟
ولماذا تسهر العين على أخبار ما فات وتغفو ؟
ربما كان حنين المرء للماضي اشتياقًا للصبا
واشتياقًا للعصافير وأزهار الربى
ربما كان هروبًا من معاناة الحياة القاسية
ورحيلا بالأماني إلى صفو الحياة الماضية
ربما كان وكان
غاية القصة أن المرء يشتاق ..
إلى صدر الحنان (1)
العودة للماضي البعيد
طلب الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي من غصون اللوز أن تعيده للماضي البعيد حيث يقول في قصيدة (دوامة الهم ):
يا غصون اللوز قد أشرق حبي
فأعيدني إلى الماضي البعيد
واسمعي زفرة قلبي
عدت – والحر يعود –
فانثري الريحان والكادي بدربي (2)
دخول الزمن الماضي على ظهر جواد من الحنين
يبين الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في قصيدة (دوامة الوهم ) أنع دخل الزمن الماضي على ظهر جواد من الحنين حيث يقول :
أغلق النسيان بابه
وطوى الصمت كتابه
ودخلت الزمن الماضي
على ظهر جواد من حنيني
ما رأت عيناي إلا عجبا..
منزله كالوشم في زند الجبل
يرتدي في الفجر أثواب العمل
وإذا ما لوح الليل بكفيه ارتدى ثوب السكون
منزلٌ يسكنه صبرٌ وعفهْ
كلما أثقله الإعواز ألفيت له في السعي خفه
منزل ما عرف اليأس وما مد لغير الله كفَّه
منزل.. تملؤه الأم وفاءً وحنان
يا رعاك الله يا أماه يا من تحت رجليك رياضٌ وجنانْ (3)





المراجع :
عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) ،الرياض ،دار عالم الكتب ،1436هـ




(1)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة ((تجاوز ) ،ص76- 77
(2)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " دوامة الهم "،ص 24
(3)عبد الرحمن العشماوي : (أنت لدينا متهم) قصيدة " (دوامة الوهم ) ،ص 27

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى