وآسفاه على الراحلين

كثيرًا ما يسألني الأصدقاء والمتابعين: أين نجد روايتك لنقرؤها؟، هذا السؤال كثيرًا ما يتكرر، فأجيب مبتسمًا: ليس لدي رواية مطبوعة، جميع رواياتي لم تطبع بعد، وأنا أعتقد أن الروائي لا يحتاج لرواية لتثبت موهبته، أنا شخصيًا يعجبني العقاد في سطوته وأمل دنقل في تمرده، الكاتب الموهوب مختلف عن الآخرين، واختلاف الأزهار لا يقلل من قيمتها، وستظل الزهرة زهرة سواء كانت زهرة تفاح أو زهرة ياسمين.​
سيقول لي أحدهم: طيب، متى سنقرأ رواياتك؟، وهل هناك فائدة من رواية غير مطبوعة؟، أنا أقول: الشجرة أولى من الثمرة، فشتان بين كتاب المؤلف وبين روح المؤلف، بصراحة قرأت الكثير من كتب المبدعين الراحلين، فلا تزيدني كتاباتهم إلا ظمأ لهم، هناك مبدعون رحلوا، سعدت بالتهام جودة الإبداع، ولكن الأسف كل الأسف أني لا أستطيع أن أحدثهم إلا بتلاوة الفاتحة!​
من الحمق أن نفتش عن رواية لمحفوظ في زمن يكون نجيب بين أيدينا، الكتاب سيبقى على الرف مخلدًا، ولكن المحزن المؤلم أن نكتشف المبدع بعد أن يدرج في الكفن!، كم من مبدع هو على قيد الحياة؟، ونفتش عن رائعته الناصعة الضياء، دون أن نهرع إليه لنرتشف من نمير روحه!​
أنا أشكر أصحاب الحوارات التي قيدت لنا الكثير من أحاديث المبدعين، وأشكر المبدع الذي دوّن تجاربه ويومياته على ناصية الرقاق قبل الرحيل، ولكن الغصة أن نسمع برحيل موهوب دون أن نحتفي به وهو معنا، أسفتُ لرحيل أعزة كتبهم بين يدي، ألتهم ثمراتهم، لكني لم أرتو من نميرهم ولم أكتف مما لديهم، فكيف السبيل إلى المبدعين قبل رحيلهم؟​

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى