إبراهيم ناجي - حبيبان.

كنا نتلاقى فى شرفة لوكاندة الأقصر كل مساء : أصحابى الثلاثة وأنا . جمعتنا الغربة وألف بيننا الشباب والفراغ والكسل . وكان أكثر حديثنا - كالشباب - عن المرأة . كان كل من الأصدقاء الثلاثة يبوح بتجاربه همساً . أما أكبرنا سناً فمدرس وله شهرة خاصة عن النساء وبسبب فضيحة سابقة نفته وزارة المعارف إلى الأقصر .

وأما الثانى فطبيب بيطرى مغرم بأن يقص تجاريبــه عن الحب فى الحيوان . وأما الثالث فهو بطل قصتنا هذه . موظف بالزراعـة . على بساطة مركزه يلبس أغلى الثياب ويحمل عصا مذهبة نقش عليه اسـمه . ويضع وردة حمراء فى عروة سترته هذا إلى جمال وصباحة عجيبين إلى قوام كامل إغريقى ! وقد كنت أصغرهم سناً . وأقلهم تجربة فكنت أصغى دائماً وأبدى ملاحظاتى معتمداً على ما قرأته فى علم النفس . وفى قصص موباسان وبورجيه ومارسيل بريفو .

ذات مساء كانت الشمس تغرب على أطلال الأقصر الرائعة وتمسح بأشعتها الحزينة رمال وادى الملوك كفم باهت يقبل خدا شاحباً عليه جلال الذبول . وكانت الظلمة تتجمع فى شرفة الفندق . وكان مكين أفندى يحدثنا عن غزواته الممتازة . وحين قارب أن يقص علينا كيف سلمت المدينة رفع قامتـه الجميلة فى زهو وانتصار ثم انحنى ناظراً إلى وردته الكبيرة التى لا تفارق عروته وشمها كأنما يسـتروح من عبيرها نسيماً قديماً من الذكريات : ثم مرت سائحة جميلة تتهادى فالتفت إلينا قائلاً إنى أحب فى المرأة كبرياءها . قلت وأنا أحب ذكاءها . ثم مرحها . وضع ما تشاء بعد ذلك . أجاب ساخراً إن الآراء تختلف وأنت تعتمد على ما تقرأ ، وما تسمع من الغير ! قلت "ما علينا" استمر فى قصتك أيها المجرب فاستعاد حديثه قائلا فى فلسفة واتئاد : إن الوصول إلى قلب المرأة يستلزم بعض القواعد ، على أنه يجب أن تعرفوا أن ما يسمى بجاذبية الجنس موهبة من الله . وهى قد توجد فى شخص ما وهو لا يعرف كيف يستغلها ! ثم أعاد النظر إلى وردته الكبيرة ، واتكأ على عصاته المذهبة وأخذ يتمهل ويسـتجمع أفكاره ويستعد للكلام كأستاذ يشرح درسا . على أنه لم يكد يبدأ من جديد حتى جاء الجرسون يخبرنا بأن التليفون يريد الدكتور فقمت لأجيب عليه . وعدت لأخبرهم أن عائلة الخواجا قلدس الغنى المعروف بالأقصر يطلبوننى ، واسـتأذنت منهم ملتفتاً إلى مكين أفندى قائلا فى دعابة : غـدا نكمل محاضرتك الشيقة .

فى اليوم التالى انتظرنا مكين أفندى فلم يحضر فأرسلنا من يسأل عنه فلم يجده فحين هممنا بالقيام إذا به يقبل علينا شاحب الوجه ، ولأول مرة من يوم معرفتى به لم أجد الوردة الكبيرة فى مكانها . وكان ذابل العينين يبدو عليه انكسار . شبه قائد فقد النصر فى معركـة ، وكان وجهه فى العادة مشرقاً . وعيناه واسعتين تلمعان ببريق ونشاط غير عاديين . وكان حاضر البديهة ذا ذكاء يغلى كالمرجل . وكان كثير الإدلال بشعره الفاحم اللامع الذى يمشطه إلى الوراء ، ويتعمد أن يلقى بطربوشه إلى الخلف ليرينا إياه . ولكنه فى الليلة التى ذكرتها كان كالمشرف على هاوية بعيدة الغور . فقد هرول مسرعاً وقال "عن إذنكم عاوز الدكتور فى كلمة" . أخذنى إلى جانب وقال "عايزك تكشف علىَّ حالا . لأنى بصقت دم أحمر اليوم" . وأرانى إياه فى منديله خفية . فمرت فى ذاكرتى كاللمــح صورة خاطفة لذلك الشاب ، صحته التى كان يعتز بها ويقول "الحمد لله اللى عمرى ما احتجتش لحكيم" ، وحوادثه الغرامية المكللة بالنصر ، وجرأته وآماله وسعة حيلته ومشاريعه الكثيرة . ذلك "الرمز" الذى التقينا به فى الأقصر طالما ذكرنى بتوت عنخ ، جماله وعيناه ، فهل يكون مصيره مصير ذلك الملك ، مصير الذكاء حين يكون قرينا للجمال والسـحر والفتنة ؟ هل يكون الذى يشكو منه الآن هو "السل" السل الذى أودى بالنوابغ شيللى وكيتس وكاترين مانسفيلد ؟

قلت كاتماً قلقى : لا تخف : يمكن يكون الدم من زورك !

وأخذته لعيادتى وفحصت بصاقه .

فرأيت مع الأسف تحت الميكروسكوب "عصيات " كوخ اللعينة صفوفاً صفوفاً حمراء اللون كجنود عليها أردية من الدم .

فتجلدت وقلت لا تخف إن هذا الشئ بسيط . فى أوله . رطوبة فى الرئة غير أنك محتاج للعلاج فى مصر . أجابنى بذكائه الخارق تريد أن تقول : حلوان . أجبت بصوت مبحوح " نعم " .

2

بعد شهرين كنا جالسين فى لوكاندة الأقصر كعادتنا كل مساء فجرى ذكر مكين أفندى ، وكانوا إذا سألونى عنه قلت إنه مسافر من أجل حمى أصابته . فقال المدرس

- والله النهارده وصلنى جواب منه وهذا هو .

أخرج الخطاب من جيبه وقرأ :

" عزيزى سلمان

أقبلك وباقى الأخوان وأرجو أن تكونوا جميعاً فى أتم صحة وعافية . انقطعت أخبارى عنكم لأنى كنت فى تعب مميت ولذلك لم أستطع الكتابة . أخبر الدكتور أن حالتى تحسنت . وأشكره على عنايته الفائقة بى . أظنكم مشتاقين لأن تعرفوا باقى المحاضرة التى بدأتها لكم عن قلب المرأة ولم أكملها . لا تخافوا فإنى عـائد إليكم قريباً إن شاء الله وسأكمل لكم البحث ثم أعقد لكم امتحاناً وأعطيكم درجات . غير أنى أؤكد من الآن أن الدكتور سيأخذ صفراً لأن كلامه كله خيالى غير معتمد على الواقع . هل تذكر " مارى " التى تعرفت إليها فى الأقصر واستعصت عليك وأذاقتك العذاب ألواناً !!إنها فى حلوان وعندما أعود سأحكى لك حكايتها لتعرف وتتعلم !

ختاماً تقبلوا تحيات المخلص مكين "

***

طوى سلمان أفندى الخطاب ووضعه فى جيبه قائلا مكين ده مدعى ، هوه فاهم إن الشكل الكل فى الكل ! ومد يده يتحسس أنفه الكبير المشوه ليؤكد لنا فضيلة الدمامة . ثم استطرد قائلا دة كان بيكح فى المدة الأخيرة وصحته ماكنتش عجبانى هو عنده إيه بالحق يا دكتور ؟

قلت " حمى اعتيادية "

أجاب فى لؤم ظاهر "أمال ليه راح حلوان !"

فتعمدت ألا أجيب . وغيرت مجرى الحديث قائلاً فى سخرية " ومين يا سيدى مارى دى التى استعصت عليك وأذاقتك العذاب ألواناً ؟ "

قال فى خبث " ده مكين واد مجنون . والله دى كانت تفضلنى عليه وتحلف بحياتى قدامه . مسكين ! كان دائماً يفتخر بقوته ونشاطه المتواصل . وآهى آخرته المرض اللى جاله " .

قلت : "مظلوم ! ده النشاط الفائق نذير ! كان عارض من أعراض المرض . لو كان قالى عليه كنت حذرته . اللى كان بيعده دليل الصحة كان إشارة الخطر !" .

فمسح سلمان العرق من فوق جبينه شأن القلق الخائف فبدا لى كأنه يشعر بهذا النشاط الفائق . وشمت فيه لخبثه .

3

ذات مساء جلست فى حديقة ليمونيا بالقاهرة مع المستر هول وكيل شركة التأمين وكان يغرينى بفوائد التأمين عند شركته . ويستريح ليحشو بيبته . ثم يستجم ويندفع فى إغرائه مستغلا ضعفى خبيرا بأمرى.

فلما صار بينه وبين الانتصار دقيقة . وبينى وبين قبول الصفقة مثل ذلك الزمن لمحت مكين أفندى مقبلاً من بعيد . فكأن القدر أرسله فى الوقت المناسـب . برافو أيها القدر !

صاح وهو مقبل فى فـرح استلفت الأنظار " يا دكتور إزيك وحشتنا إلى آخر ذلك السطر الطويل العريض . دعوته للجلوس فجلس ثم عرفته بالمستر هول . على أن هذا إذ لم يجد مجالاً لبضاعتـه الليلة استأذن وانصرف . لاحظت أن مكين قد ازداد نحولاً . وازدادت عيناه اتساعاً وبريقاً . وعندما دفع طربوشه إلى الخلف وجدت شعره قد ازداد حلوكة والتماماً . أردت أن أسأله عن شأنه فسبقنى هو . وأخذ يتكلم فلاحظت فى صوته رنة موسيقية هادئة كترجيع ناى بعيد . وافتكرت انى قرأت لا أدرى أين هذا الصوت الأخاذ الموسيقى هو من أول صفات " الدون جوان " . أخبرنى أنه عولج بحقن الجير وأنه لا ينقطع عن أخذ زيت السمك . وأن الدم فى البصاق امتنع . وأنه حلل البلغم وعمل أشعة فوجد الحالة أحسن . هنأته ونصحته بأن يحافظ على تحسنه بالاعتدال فى حياته . ثم ذكرت فجأة المحاضرة التى لم تتم فى الأقصر . وسلمان المدرس ومارى التى " استعصت عليه وأذاقته العذاب ألواناً " ! فقلت ضاحكاً إنك لم تتم محاضرتك ولم تخبرنى عن قصتك مع مارى التى عذبت سلمان !

قال "لما المحاضرة يا سيدى الدكتور فخلاصة تجارب دفعت ثمنها الدم الذى رأيته فى منديلى ، والعـذاب الذى جشمنى الأرق ليالى لا تنسى ، تريد أن تعرف سر الوصول إلى قلب المرأة قلت ضاحكا " بالعجل" .

قال "فى بضع كلمات : هى أن تكون جريئاً مغامراً ، وأن تعطى المرأة كل وقتك ، وأن تعنى بصغائرها وتستمع إلى شكاياتها وأحوالها التافهة بصبر . وأن تعلم أن لكل امرأة لحظة واحـدة : لحظة تمر على " الأهبل " بدون أن يدركها . أما "الدون جوان" فلا تفوته . ومع ذلك فما لزوم كل هذا ! إنه ينتهى بأن تلعن نفسك ونفسها . ويوم تكسب المعركـة تجد نفسك قد خسرتها . يا دكتور إنك تسألنى عن مارى التى أذاقت سلمان العذاب . فاعلم أن الواحد منا قد يعثر بامرأة كالصخرة يكسر رأسه عليها أو يرجع ليغير طريق حياته ويخلق نفسه خلقا جديداً .

إن مارى هذه فتحت عينى لشئ لم أكن أعلمه . علمتنى أن فى روح المرأة كنوزاً هى التى يجب البحث عنها . أما الجسد فكتفاحـةٍ الجنة تعطب وتجر إلى الطرد والحرمان !

ومن هى مارى ؟ هى فتاة بسيطة فقيرة يخيل لك أنك تصل بسهولة إلى اكتساب قلبها بمالك وحيلك . فإذا بك تحار وتكاد تجبن لأن أوفر منها غنى وأكبر جاها سقطن صيداً سهلاً . أما أنا فأحببتها حقا . فى يوم واحد انكشف لى أفق غريب غير مألوف وتعاقب على سرور وحزن كلاهما رائع ومطهر وعجيب . فى لحظة واحدة سمعت نداء حنوناً كيد مشفقة تمسح جفناً نائماً . ووجدتها بجانبى فعلمت ما هى الحياة ، وكان يتكلم باندفاع وحماس وإيمان فأمسكت بيده مهدئاً وقد أثر بى تغيره أى تأثير !

4

مرت سنة ، لم أسمع خلالها شيئاً عن مكين ! وعينت طبيبا بالمجلس البلدى بأسكندرية وكانت لى عيادة فى كرموز ، ذلك الحى الوطنى الآهـل بالفقراء ، المنسى البائس فكنت أغشى غمار ذلك البؤس ولى لذة خاصة فى أن أتغلغل إلى أعماقـه وأن أنتقل من العامل البسيط إلى صاحب القهوة البلدى ، كنت أجد راحة فى أن أجلس إليهم وأفهم كيف يعيشون ، وعم يتكلمون ، وكانت لى لذة خاصة فى أن أصطحب صديقـاً مـن الأغنياء بدون أن أخبره لأطوف به الحى ، ومعى لعبة أو لعبتان للأطفال ، وكنت أجـد لذة خاصة فى أن أفجع ذلك الغنى ، وأنقله من عالمه وأرى الدموع على طرف محاجره ، وتمت لى بسرعة شهوة هائلة بينهم ، فكانت العيادة تزدحم بهـم وبأولادهم ، وكنت لا أبالى أى قيمة يدفعون لى فكنت أعثر آخر اليوم بين نقودى على قطع القرش والقرشين ، فأتأملها صــامتاً مجففاً إياها بيدى شاعراً أنى أجفف العرق السائل على ألف جبين متعب مكدود .

ذات يوم جاءتنى الخياطة "إيلين" وابنتها : والخياطة إيلين اعتادت أن تأتى بنفسها وتجيئنى بالزبائن ، كانت مريضة فلما شفيت صارت تتحدث عنى لكل عميلاتها الفقيرات وتأتى بنفسـها معهن : ولم أكن أعلم أن لها ابنة إلا هاته المرة حين جاءت مضطربة خائفة . يا لله ! هذه ابنة الخياطة !! هذه القامة اللدنة ، ذلك الخصر الجائع ، تحت الصدر الريان ! . ذلك الفم المتكلم وهو صامت ، والعيون التى تسكن أرواحاً بينما هى تذبح . هذه الزهرة من أنبتها فى ذلك الطين ؟ هذه الدرة من ألقاها فى سلة الأقذار ! . ! وجلست تلهث وهى جالسة ، وظلت تلهث بعد أن استراحت ففهمت كل شئ بدون أن أمد يدى إلى سماعتى ، فقد شاهدت آلافاً من الأحوال الشبيهة بهذه ، لابد من وجود سائل عندها فى الصدر .

وقمت ففحصتها فتأكد ظنى ، ودفعت بإبرتى فى تجويف الصدر ، فأخرجت صديداً مخضراً سئ المنظر ، فسقطت الإبرة من يدى على غير عمد ، راعتنى تلك الضحية الجديدة ، راعنى ذلك القربان الفخم يقدم للهيكل الذى لا يرتوى ! على أنى تكلفت عدم المبالاة وقلت لأمها : متخافيش ده دمل فى الصدر ! وإن شاء الله ناخد المِدَّة ، وبعد قليل كان كل شئ مجهزا فاستخرجت الصـديد من الصدر ، وكانت الفتاة شجاعة لم تتأوه وذكية خيـل لى أن عينيها تنظران إلى اللانهاية : وأشفقت على أمها فلم أجعلها تشهد أخذ الصــديد ، غير أنى دعوتها أخيراً لتطمئن على ابنتها ، فدخلت صائحة "مارى !" فعند تلك الصيحة مرَّ فى بالى كاللمح أن "مارى" هذه هى حبيبة مكين ! لا أدرى كيف اسـتنتجت ذلك . هناك ألف مارى ! ومارى التى كانوا يتكلمون عنها فى الأقصر . أمـا هذه ففى كرموز ! . ولكنى لم يكن عندى برغم ذلك شك أنها هى : فصـممت على أن أعرف ! فحين جلست أمها أمامى لتتلقى إشارتى جعلنا ابنتها ممدة فوق مائدة قريبة .

قلت بينما أكتب تذكرة الدواء ، " والله من سنة جالى واحد اسمه مكين أفندى حالته تمام زى حالة مارى ! " فانتبهت مارى والتفتت إلى ، وفهمت كل شئ !

5

وكنت أعود مارى كل يوم فى بيتهم الفقير فكنت أرى فى كل ركن زهوراً وصوراً وكتباً ، وكانت المسكينة لا تفارق الفراش ، وبالرغم من ذلك ، لم تقع عينى مرة على ملاءة قذرة . وكانت الشمس تبعث كل صباح شعاعاً بخيلاً يقبل فم المريضة وفراشها وصورها وزهورها وكتبها ثم يمضى مفجوعاً ! علمت أن مكين يكتب إليها وأنه انتكس " والحكما قالوا له إن عنده سـائل فى الرئة " فكتبت إليه كاذبة إنها متحسنة وأنها تنتظر أن يشفى ويعود إليها ، وأخبرنى أنها كانت تشتغل فمرضت بالأقصر وهناك تعرفت على مكين وسـلمان وعندما يجيئ ذكر مكين يشحب لونها وتقول ما أطيبه إن فى قلبه أعماقاً أبدية من النبل ! وعندما يأتى ذكر سلمان تنقلب ضاحكة وتقول إن عنده أنف سيرانو على غرور كازانوفا !

وكانت تطلعنى على خطابات مكين من يوم لآخر ، وأحيانا تطلعنى على ردها عليه وقد أنست بى واتخذتنى ناصحاً وصديقاً . فلم يكن يروعنى غير الآمال التى يبتغيانها فكلما ازدادت حالته وحالتها سوءا ازدادا تعلقاً بالرجاء ، وازدادت خطاباتهما صفاءً وحناناً ورقة وكنت أتساءل أكانت تخدعه ويخدعها ، أم هذا هو الرجاء الواسع الذى يصاحب ذلك المرض اللعين !

ومرت الأيام وطوى القدر صحيفتيهما ، هى فى الأسكندرية وهو فى حلوان طياً هادئاً هى تبتسـم تحلم وتحب وهو كذلك يبتسم ويحلم ويحب وأنا وحدى أشهد سخرية القدر ، وأذكر المأساة من بدئها لنهايتها !.


إبراهيم ناجي


* ُنشرت فى العدد الرابع من مجلة (حكيم البيت) بتاريخ (1/4/1934)



أعلى