الأشياء القديمة تبهت،تغيم وراء أسداف ،في زمن التيه حاول أن يستبقيها،تومض لحظة ثم تفارق غير آبهة،الشيخ والمسبحة،الكتاب العتيق المنزوي فوق رف خشبي تركت يد الدهر عليه آثارا لا تمحى،جال بنظره في سقف حجرته التي اعتراها الوهن،عناكب نسجت خيوطها،برص يصدر صوته الكريه،أخذته لحظة من شرود،هل لو عاد به العمر أكان سيرحل مجددا؟
الأماكن تستقر في مخيلة العاشق مثل نتوء بارز،لا قيمة للمرء إن تخلص من أشيائه فهو مجموع كل هذه المزايا وملخص تلك التفاهات.
نفسه تلح عليه في حوار صامت،استرجع الملامح التى بهتت، حلم حياته الذي انكفأ على جرح نزفت منه روحه كثيرا،الرفض المغلف بكلمة مهذبة ،النصيب الذي أخطأ سهمه،الكتب التي قرأها،الأفكار التى اعتنقها،كل هذا صار ردف النسيان.
في الجهة المقابلة لنافذة مهشمة بقايا مرآة أصاب العجز صفحة وجهها، خيوط العنكبوت التفت حولها،أتربة تركت غلافها، أخرج يده من جيبه، بإصبع سبابته أزال بعضا منها،رسم قمرا لكن النهار كان باهتا،ابتسم في مرارة،المرآة لأول مرة يراها تكذب،عكست وجهها،إنها تبدو مثل خيال يتماوج مع أشعة الشمس،الدفء سرى في جسد كان من لحظات باردا،تدب الحياة حيث تكون الأشواق ماثلة.
استعاد وعيه شيئا فشيئا،إنها الومضة الخافتة وراء ظلال منسدلة،الحلم الذي آن له أن يرى واقعه،استدار في عفوية أمسك بها،كانت المفاجأة صورة لها قد رسمها على الحائط يوم آلمته تلك الكلمة المغلفة برفض مهذب،حين عاد جاء بها النهار،الشمس تذيب برودة الشتاء، على المقعد الوحيد ألقى بجسده،أنفاسه تتلاحق في تراتب مخيف،بحث في حقيبته عن حبة الدواء،أصوات بالخارج يعرف بعضها،والأكثر مجهول إليه،الصغار يلعبون ويمرحون،صوت بائع "الروبابكيا" ينادي،وقف عند باب الحجرة،يغري بالثمن،يقدم نصحه :تخلصوا مما لا فائدة منه!
هل آن له أن يضعها في زاوية توصد بألف قفل؟
لم تعد به طاقة أن يعيد الخضرة لساق ذبلت أوراقه؟
كلما مضى العمر برح به الشوق إليها،طائر نار يدور في مدار يجذبه،ود لو أماتها في نفسه،الرغبات تستبد بصاحبها،تجنح به صوب مرافئء لا تأتي،الأمواج تذر اليفن حطاما،والهوى يميد بالربان في قرارة البحر،
التمعت في ذهنه فكرة مجنونة؛أن يبيع الحجرة بما فيها،أدار الأمر في رأسه الذي ضربه الوهن،ترى هل سيكون له شيء يبكي عليه؟
وماذا جنى من هذه العاديات؟
لقد خذلته يوم أن احتاج أن تكون عشا لذات الثوب الأبيض،ثمة مسافة بين عالمه المتلفع برداء القهر،وبين شوقة قلب مطوي على عاطفة وأدها الاحتياج.
الهاتف يصدر رنيننه المكتوم،هم أن يرد عليها،إنه صوت يشبه همساتها،أحقا تذكرته بعد مضي هذا الزمن؟
ربما عاودها مثل ما طوى جانحة قلبه عليه،فللقلوب سفير لا تضل رسائله،علها خيالات تأتيه في هذا المكان،فما أكثر ما تنال الهواجس من المتواري في أقبية حجرية،ملأ عينيه بكل البقايا،حتى شقوق الحائط ترتسم ظلالا تنطق!
نظر في شاشة الهاتف،وجد رسالة،فتحها فإذا هي تطلب منه أن يعاود طرق الباب الذي أوصدته منذ عشرين عاما،سرت فيه جمرة كان قد خفت وهجها.
د. سيد شعبان
www.facebook.com
الأماكن تستقر في مخيلة العاشق مثل نتوء بارز،لا قيمة للمرء إن تخلص من أشيائه فهو مجموع كل هذه المزايا وملخص تلك التفاهات.
نفسه تلح عليه في حوار صامت،استرجع الملامح التى بهتت، حلم حياته الذي انكفأ على جرح نزفت منه روحه كثيرا،الرفض المغلف بكلمة مهذبة ،النصيب الذي أخطأ سهمه،الكتب التي قرأها،الأفكار التى اعتنقها،كل هذا صار ردف النسيان.
في الجهة المقابلة لنافذة مهشمة بقايا مرآة أصاب العجز صفحة وجهها، خيوط العنكبوت التفت حولها،أتربة تركت غلافها، أخرج يده من جيبه، بإصبع سبابته أزال بعضا منها،رسم قمرا لكن النهار كان باهتا،ابتسم في مرارة،المرآة لأول مرة يراها تكذب،عكست وجهها،إنها تبدو مثل خيال يتماوج مع أشعة الشمس،الدفء سرى في جسد كان من لحظات باردا،تدب الحياة حيث تكون الأشواق ماثلة.
استعاد وعيه شيئا فشيئا،إنها الومضة الخافتة وراء ظلال منسدلة،الحلم الذي آن له أن يرى واقعه،استدار في عفوية أمسك بها،كانت المفاجأة صورة لها قد رسمها على الحائط يوم آلمته تلك الكلمة المغلفة برفض مهذب،حين عاد جاء بها النهار،الشمس تذيب برودة الشتاء، على المقعد الوحيد ألقى بجسده،أنفاسه تتلاحق في تراتب مخيف،بحث في حقيبته عن حبة الدواء،أصوات بالخارج يعرف بعضها،والأكثر مجهول إليه،الصغار يلعبون ويمرحون،صوت بائع "الروبابكيا" ينادي،وقف عند باب الحجرة،يغري بالثمن،يقدم نصحه :تخلصوا مما لا فائدة منه!
هل آن له أن يضعها في زاوية توصد بألف قفل؟
لم تعد به طاقة أن يعيد الخضرة لساق ذبلت أوراقه؟
كلما مضى العمر برح به الشوق إليها،طائر نار يدور في مدار يجذبه،ود لو أماتها في نفسه،الرغبات تستبد بصاحبها،تجنح به صوب مرافئء لا تأتي،الأمواج تذر اليفن حطاما،والهوى يميد بالربان في قرارة البحر،
التمعت في ذهنه فكرة مجنونة؛أن يبيع الحجرة بما فيها،أدار الأمر في رأسه الذي ضربه الوهن،ترى هل سيكون له شيء يبكي عليه؟
وماذا جنى من هذه العاديات؟
لقد خذلته يوم أن احتاج أن تكون عشا لذات الثوب الأبيض،ثمة مسافة بين عالمه المتلفع برداء القهر،وبين شوقة قلب مطوي على عاطفة وأدها الاحتياج.
الهاتف يصدر رنيننه المكتوم،هم أن يرد عليها،إنه صوت يشبه همساتها،أحقا تذكرته بعد مضي هذا الزمن؟
ربما عاودها مثل ما طوى جانحة قلبه عليه،فللقلوب سفير لا تضل رسائله،علها خيالات تأتيه في هذا المكان،فما أكثر ما تنال الهواجس من المتواري في أقبية حجرية،ملأ عينيه بكل البقايا،حتى شقوق الحائط ترتسم ظلالا تنطق!
نظر في شاشة الهاتف،وجد رسالة،فتحها فإذا هي تطلب منه أن يعاود طرق الباب الذي أوصدته منذ عشرين عاما،سرت فيه جمرة كان قد خفت وهجها.
د. سيد شعبان
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com
