ارتسمت على وجهه بوادر حيرة. تصلبَ لسانه في وضعه الأفقي داخل ثغر فمه. علّقت رقبته علامة تعجب لم تجد من نقطة لتقف عليها شاهدا، سوى وقفة جسده العمودية والحاجزة لاختراق أشعة الشمس لصفحة وجهها الماثلة بانعكاس ظله، بعينين جاحظتين ومدار كحلي براق، ولسان لا يتوقف عن الكلام، والاحتجاج ، والتساؤل، واللوم، والتعجب، والتعقيب.
في مونولوغ يسحب دور الحوار من شخص زوجها الذي صيره المشهد إلى متفرج ومتلقٍ للخطاب والكلام، تذكر سر دخول المرء لجهنم وتعليقه من طرف لسانه عذابا. اشتهى المشهد صورة درامية غيبت سمعه صمما لحظة اشتعالها واحتراقها.
لم يسعه التدخل، لم يسعه التصديق. داخل بحر كلامها، انبثقت الجزر حقائق صلبة وسط مناخ علاقة رخوة وهشّة.
كان باستطاعته المجاراة والتموج والاغتسال من كل عاصفة ببدايات أخرى أخف، تُلطف حتى تعصف. كان باستطاعته تسوية تقلبات الطقس بما يشفع له سطح الماء من هدير صامت. لولا هذه الجزر التي تفرقعت كنيء أبدان نافقة. التي طفا على سطح مائها ما انسحب من تتويجها كمملكته الزرقاء وحوريته المعترشة على حوضها.
تلونت بلون صدفيات فتحت محاراتها لتبدي عن أسرارٍ، طالما تذرعت بها لآلىء ودررا تبتهج بامتلاكها خزانا لبحورها. لم يجدف بما أوتي، كما لم يعمل على الغطس بدرجات يكتشف بها أعماق هذا المحيط الأنثوي الذي عانق شواطئه واغترف بأنهاره ووديانه...
طالما ملوحته كانت طعما حلو المذاق في كل مد و جزر، لم يميزا بين مفارقاته. طالما كانت هي المطالبة به دوما جدولا ومصبا تختطف منابعه الجارية إليها، وسماءً تلتحفها لتشكيل حلولٍ أزرق، واتحادٍ نوراني غير مرئي للأنام. كانت هزاتها التي ارتعشت لها أركان الفضاء، في خروج عن المألوف والمعتاد. لم يعد للقعر سر، كما لم يعد للبحر سحر
كان جزيرتها التي تتشكل هي بأمواجها، لمعانقتها بهدير الأصيل، والتي تسجل حمرة الشفق، وقعَ الاستحمام المعطرِ للماء بعطر الرمل اليابس.
رافَعَ السماء ببوحه كل حين:
أنا منك خلودٌ بقانون المسير. أطبِقي على الحقيقة نشيدا للخلود.
وكلما شحب العلا بغيوم هاربة وظلال مكتئبة، كبُرت علامات الاستفهامِ، شجرَ غابٍ يقارع هذه السماء حول ما تحمله من أنداء فجر بعيد.
لَفَّتْ وجهها بحجابها الأبيض اتقاء رماد البراكين. فجأة، كانت الجزر المفرقعة والطافحة بارتجاج بركان لسانها، حمما لأشباح مختبئة، تطايرت لهيبا متشظيا، متوعدا بغدر الموت بالحياة والخيانة للوفاء والأنانية للحب الموهوب.
رفع كفَّيْه تضرعا للسماء. وحوّل مجرى أنهاره لطللٍ في الفضاء. انسحب من معانقة المد، ومن ذوبان الصخر. تمثَّل شبحا مسافرا، مودعا، بعيدا عن هذا البركان الطافح والنافق.
في مونولوغ يسحب دور الحوار من شخص زوجها الذي صيره المشهد إلى متفرج ومتلقٍ للخطاب والكلام، تذكر سر دخول المرء لجهنم وتعليقه من طرف لسانه عذابا. اشتهى المشهد صورة درامية غيبت سمعه صمما لحظة اشتعالها واحتراقها.
لم يسعه التدخل، لم يسعه التصديق. داخل بحر كلامها، انبثقت الجزر حقائق صلبة وسط مناخ علاقة رخوة وهشّة.
كان باستطاعته المجاراة والتموج والاغتسال من كل عاصفة ببدايات أخرى أخف، تُلطف حتى تعصف. كان باستطاعته تسوية تقلبات الطقس بما يشفع له سطح الماء من هدير صامت. لولا هذه الجزر التي تفرقعت كنيء أبدان نافقة. التي طفا على سطح مائها ما انسحب من تتويجها كمملكته الزرقاء وحوريته المعترشة على حوضها.
تلونت بلون صدفيات فتحت محاراتها لتبدي عن أسرارٍ، طالما تذرعت بها لآلىء ودررا تبتهج بامتلاكها خزانا لبحورها. لم يجدف بما أوتي، كما لم يعمل على الغطس بدرجات يكتشف بها أعماق هذا المحيط الأنثوي الذي عانق شواطئه واغترف بأنهاره ووديانه...
طالما ملوحته كانت طعما حلو المذاق في كل مد و جزر، لم يميزا بين مفارقاته. طالما كانت هي المطالبة به دوما جدولا ومصبا تختطف منابعه الجارية إليها، وسماءً تلتحفها لتشكيل حلولٍ أزرق، واتحادٍ نوراني غير مرئي للأنام. كانت هزاتها التي ارتعشت لها أركان الفضاء، في خروج عن المألوف والمعتاد. لم يعد للقعر سر، كما لم يعد للبحر سحر
كان جزيرتها التي تتشكل هي بأمواجها، لمعانقتها بهدير الأصيل، والتي تسجل حمرة الشفق، وقعَ الاستحمام المعطرِ للماء بعطر الرمل اليابس.
رافَعَ السماء ببوحه كل حين:
أنا منك خلودٌ بقانون المسير. أطبِقي على الحقيقة نشيدا للخلود.
وكلما شحب العلا بغيوم هاربة وظلال مكتئبة، كبُرت علامات الاستفهامِ، شجرَ غابٍ يقارع هذه السماء حول ما تحمله من أنداء فجر بعيد.
لَفَّتْ وجهها بحجابها الأبيض اتقاء رماد البراكين. فجأة، كانت الجزر المفرقعة والطافحة بارتجاج بركان لسانها، حمما لأشباح مختبئة، تطايرت لهيبا متشظيا، متوعدا بغدر الموت بالحياة والخيانة للوفاء والأنانية للحب الموهوب.
رفع كفَّيْه تضرعا للسماء. وحوّل مجرى أنهاره لطللٍ في الفضاء. انسحب من معانقة المد، ومن ذوبان الصخر. تمثَّل شبحا مسافرا، مودعا، بعيدا عن هذا البركان الطافح والنافق.