منظومة محمد ود دوليب في أحوال السودان ‐ الشاعر الذي رأى

1- الحمد لله الذي في كل آن
يظهر من شؤونه في الكون شان
2- ثم الصلاة والسلام أبدا
على شفيع المذنبين أحمدا
3- وبعد فإني مخبر بالواقع
وليس ذاك للقضاء برافع
4- خذ بني ثم عي المقالا
وأكتم فبالإفشاء تنل أهوالا
5- يوقظ هذا فتنة السودان
فلا تنام أبد الأزمان
6- لأنها قد غيرت في الدين
بفسقها فعوقبت في الحين
7- والخير لا يصل للأشرار
والشر قد يحيط بالأبرار
8- ناديت فيهم باتباع الشارع
لم نجد لقولنا من سامع
9- فخامس القرون لا يرسمه
ابن أنثى قولهم فأفهمه
10- واختلفوا في رابع القرون
أكامل أو ناقص التكوين
11- يظهر في أثنائه كل حرج
وها لفتح بعضها هذا خرج
12- فيهلك الحرث كذا النسل
فه المحصنات فرجها يبح له
13- كذاك كل ثيب وبكرة
أمة أو حرة أحذر شره
14- كذا يبيح لدماء المسلمين
وأخذ أموالهم ظلما مبين
15- ولحسان العين حبه عجيب
وحرصه لجمع الأموال غريب
16- وإن للنساء فيه رغبة
لفسقه بها تزد محبة
17- وهكذا كل فاسق جهول
حتى ينل من الفساد ما يهول
18- له شياطين يروا مقامه
حذا مقام الرسل وهو زعمه
19- يعزي لخير الخلق قولا
بافترا يجمعه به وهذا فرى
20-يفيد كل ذا تحبير يمناه النحس
يظهر ريبه بذا ومنه قس
21- وبيننا لا جمع الإله
فجمعنا دين الهدى يأباه
22- وقد جرى القلم بالذي يكون
في بأسنا من بيننا سر مصون
23- سيغلب العساكر المصرية
بقطرنا وتعظم الرزية
24- في مقرن البحور لا شك هناك
هلاكه يكون منه ربنا وقاك
25- في عام ب من رابع القرون
يحل به سوء الختام في المنون
26- وبعده الأعرج يملك البلاد
يد بظلمه سيهلك العباد
27- ياويل أهل الغرب من سطواته
وظلمه والجور في مكراته
28- من سفك دم وإباحة الفروج
ونهب أموال بملك لا يروج
29- قومه الأعراب أهل الطغيان
الكاتمين الكفر أهل البهتان
30- النابذين الشرع من ورائهم
الباغضين الحق من شقائهم
31- فيصفون الدين بالمهدية
ويخرجون منه كالرمية
32- وإنهم قد جبلوا على حب البدع
وهكذا حب النساء والطمع
33- وهؤلاء فهم الأشرار
وهم بنص شرعنا كفار
34- والأغبياء تراهموا كالأنبيا
فبئس هم وهم بغاة أشقيا
35- ويل وويح هؤلاء الكفار
سيسبقون الحجاج حتما للنار
36- هم البغاة وهم الكفار
ويزعمون أنهم أخيار
37- قد بدلوا وصحفوا عن الهدى
وارتكبوا الفسق ومالوا للردى
38- فصاحب البدعة والضلال
لديهموا ذو الفضل والكمال
39- وتابع السنة والكتاب
فهم له أعدا بلا ارتياب
40- ثم تكر الدولة العلية
و تأخذ البلاد بالقهرية
41- تهلك قوما لئاما كفرة
تسر أقواما كراما بررة
42- فنعم هم ميتهم للجنه
ياليتني منهم أفز بالمنه
43- قطب الورى الشعراني حقا قال
في دولة الأتراك عي المقال
44- فملك مهدي الورى لو قاما
فهو أشد منه انتظاما
45- والآن لكن له أيادي
من إنكليز تسطو في البلاد
46- ومع ذا فإن أمرهم أخف
وآخر الدهر جميعه أسف
47- وبجملة الدول صارت أعدا
لدولة الإسلام تخفي الكيدا
48- ويظهرون الحب والمودة
يخفون للشر وهم في عدة
49- فيبغون إطفاء نور الله
والله يأبى طول ذي الملاهي
50- أهل الكتاب وجهت أفكارها
لنحو هذا القطر من أقطارها
51- فينشرون الحرب في الأنام
لجمع ما أحبوا من الحطام
52- يعلوا ويرجعوا على أعقابهم
ويجرعون السم من طغيانهم
53- ثم تثير فتنة دينية بها
تقوم السنة السنية
54- ويسلكوا الطريقة المرضية
ثم يعودوا لابتغا الدنية
55- وهكذا شؤونهم بالغرب
شن مغارات وشد الحرب
56- سوداننا حب لجمع المال
فيهلك الجل من القتال
57-ومنشأ الفساد من أهل الطرق
فهم معادن البلايا وحمق
58- لأنهم انتدبوا عبادا
مع جهلهم فزادهم إبعادا
59- وجمعوا من هؤلاء الجهال
مجامعا منها فساد الحال
60- حتى تشوقوا لكرسي السلطنه
وزهدت نفوسهم في المسكنة
61- ونبذوا أحوال أهل الله
ورغبوا في حال ذي الملاهي
62- فسيرهم بعكس نص الشرع
ودهرهم قابل كل بدعي
63- ترى حمارا راكبا حمارا
منافقا وفاجرا كفار
64- فإنهم كلاب دنيا زايلة
قد بدلوا آجالهم بالعاجلة
65- فبذلوا المال لنيل الجاه
ويضربون نوبة الملاهي
66- ويجمعون بين النساء والرجال
وذاك منشأ الفساد والضلال
67- ينتسبون كهداة الأمة
لا ريب هم أعداء للأئمة
68- حاشا مقام المجد والإجلال
تدوسه أخامص الجهال
69-بعدا عن القوم فيافي قطعوا
وبالمعاصي عنهم قد قطعوا
70- لو يعلموا بحالهم ولاتنا
لهدموا عليهم المساكنا
71- ولو رأوا الأمر الي حل بهم
لبذلوا الهمة في إصلاحهم
72- وبذلوا الأهوال للمعلم
وألزموا الجهال بالتعلم
73- والأخضري نص حين قال
في حقهم وأوضح الأحوال
74- ويشهقون الشهق كالحمير
ويذكرون الله بالتغيير
75- وينبحون النبح كالكلاب
مذهبهم ليس على صواب
76- فما دعى من حالهم مثقال
نصحا وتبكيتا إلى أن قال
77- لم يبق من دين الهدى إلا اسمه
و لا من القرآن إلا رسمه
78- فليبك داعي الحق ما استطاعا
عليه وليسترجع استرجاعا
79- والعلماء باتباع العلم
هم أولياء باختصار الرسم
80- والعلم يهدي من هداه الله
وليس يجدي للذي شقاه
81- متى تراهم سلكوا سبيل الهوى
فعدهم والأغبياء سوى
82- والذل لا ينفك عن أعناقهم
حتى يصيروا حاملي أغلالهم
83- تحملهم محبة الدينار
لفعل ما يهوى بهم في النار
84- فيجعلون علمهم وسيلة
لجلب الدنيا فبئس الحيلة
85- قد بيننا شرعا أتانا واضحا
من زاغ عن ذاك الطريق افتضحا
86- من لم يسر به فلا ولاية
له و لا تقوى و لا هداية
87- اللهم اجعلنا من الذين
بهدي خير الرسل مهتدين
88- ولطريق الشرع سالكين
ولجموح النفس مالكين
89- أيا بني احفظ الوصية
وارتحلوا لمصر بالكلية
90- واستعضدوا بالأوحد الزبير
فإنه عونا لكل خير
91 وأنه سيطرق السودان
لاخير في السودان بعد الآن
92- وآخر الدهر جميعه كدر
منها اجنحوا نحو الشفيع للبشر
93- حثوا نحوه مطايا السير
قبل السبيل تمتلي بالضير
94- واستمسكوا بالعلم والعبادة
واستعضدوا بالتقوى والزهادة
95- وفتن السودان سبعة بلا مرا
فهذه منها وشرها يرى
96- بالرمز زمع ثم بعده افتدي
كل بها خراب يبتدي
97 في ايق شيحيغ ترون العجبا
وتقصد القرى الجبال هربا
98- وفي آق شغاك فتنة تدور
برا وبحرا وتهدم القصور
99- لا سيما في غاي شالغ يقع
بين ذوي الكتاب حرب يقتضع
100- حافظ دينه ينال الأجرا
كقابض براحتيه الجمرا
101- صحب الضلال خلفه أفواجا
يسعى وذو الهدى يرى اعوجاجا
102- أبياتها ثلاثة وعد قاف
وعامها غش جرى الخلاف
103- ثم صلاة الله بعد والسلام
على الرسول المجتبى خير الانام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى