د. صبرى محمد خليل خيرى - قراءة تكاملية لأبعاد الوجود الانسانى بين العلم والفلسفة والدين

تمهيد: الوجود الانسانى مركب وليس بسيط، فهو وجود مركب من أبعاد مادية وروحية متعددة ومتفاعله (عضوية " فسيولوجية"، وجدانية - انفعالية "عاطفية"، عقلية ، اراديه – سلوكية ، روحيه).

العلاقه بين ابعاد الوجود الانسانى:

مذاهب الأولوية المطلقة والالغاء:
هناك مذاهب تتطرف فى اثبات وجود بعض هذه الابعاد ، لدرجه الغاء وجود بعضها الآخر" فوجود الاولى حقيقي ووجود الأخيرة غير حقيقى". فهي تقول بالاولويه المطلقة لبعض هذه الأبعاد"المتضمنة للوجود والقيمة"، والتي يترتب عليها إلغاء بعضها الاخر.

مذهب الاولويه المقيده- النسبيه والابقاء: والمنظور الاسلامى الصحيح للوجود الإنساني يستند الى مذهب يقوم على الاقرار بوجود كل ابعاد الوجود الإنساني"فكلها ذات وجود حقيقي". فهو يقول بأولوية بعض أبعاد الوجود الإنساني ولكنها أولوية مقيدة – نسبيه.

القراءه التكاملية: وتنطلق هذه الدراسة من قراءة تستند الى المذهب الاخير. لذا فهى تجعل العلاقه بين هذه الابعاد المتعددة علاقه تكاملية ، اى علاقه تحديد وتكامل ، فكل بعد من أبعاد الوجود الانسانى يحدد البعد اللاحق عليه كما يحدد الكل الجزء ، فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه. وليست علاقه تناقض وإلغاء كما في القراءات التناقضية التى تستند الى المذهب الاول,وهى إذ تقول بأولوية بعض أبعاد الوجود الإنساني فهي أولوية مقيدة نسبية ،فللابعاد الروحيه مثلا أولوية قيميه ، بينما ل لابعاد المادية أولوية وجود ،فهى سابقة عليها فى الوجود بالنص القرآني (فإذا سويته ونفخت فيه من روحى).

العلاقه بين العلم والدين والفلسفة:

مذاهب التناقض والالغاء:فهناك تجعل العلاقه بين هذه المجالات المعرفية علاقه تناقض وإلغاء.

مذهب التحديد والتكامل:والقراءة التكاملية تجعل العلاقة بينهما علاقه تحديد وتكامل.

وهى تتحقق عندما لايتجاوز كل مجال معرفى حدوده الموضوعية والمنهجية. فموضوع الدين ما هو مطلق وغيبى ،ومنهجه الإيمان بالوحي. الإيمان هو الإقرار بصحة فكره لا تتوافر إمكانية التحقق منها بالتجربة والاختبار العلميين.موضوع الفلسفة ماهو كلى ومجرد ، ومنهجها الاستدلال العقلى وخصائصه( العقلانيه والمنطقيه والروح النقدية والشك النسبى " المنهجى"- هو ما يقارب مفهوم التحقق فى منهج المعرفة الاسلامى-).وموضوع العلم ما هو جزئي وعينى ، ومنهجه الاستقراء الحسى، ومراحله " الملاحظة فالافتراض فالتحقق".

اولا: البعد المادي:ويشمل:

1-البعد العضوى" الفسيولوجى":وبتمثل فى الجسد كتركيب مادى، تؤدي وظائف حيويه،معينه،مكون من مجموعه من الاجهزه الحيويه، التى تعمل بطريقة تكامليه،والذى تدرسه علوم معينة "كعلوم الفسيولوجيا والطب والتشريح..."،وهو جزء من الوجود الطبيعى، خاضع لقوانينه"سننه الإلهية بالتعبير القرآنى" الكليه،، مع خضوعه لقوانين" سنن الهيه" نوعيه.

2- الحواس:كوسائل لمعرفة الواقع المادي الموضوعي.

رفض التطرف فى اثبات او نفى دورها المعرفى: نظريه المعرفه الاسلاميه لا تتطرف فى اثبات دورها المعرفي ، لدرجه تحويلها لوسائل معرفه مطلقه ،مستقله عن غيرها من وسائل معرفه (العقل ، الوحى...)، كما فى التيار التجريبي فى الفلسفه الغربيه، كما لا تتطرف فى نفى دورها المعرفي كما فى التيارين العقلانى والحدسي فى الفلسفه الغربيه، بل ترى ان دورها المعرفي محدود بوسائل المعرفه الاخرى ( العقل ، الوحي...).

رفض القول بالاولويه المطلقه: فهى ترفض القول بالأولوية المطلقه للحواس على العقل بما يلغى الاخير، او العكس. وتجعل العلاقة بينهما تكاملية, وهو ما اثبته العلم الحديث من خلال إثباته انتماء كل من الحواس والعقل الى ذات الجهاز (العصبى ) فالعقل هو الجهاز العصبى المركزى ، والحواس هى الجهاز العصبي الطرفي.ومن خلال اثباته ارتباط الحواس والعقل، من خلال إثباته ان مراكز الحواس موجودة فى المخ(التخصص المخى)

المعرفه الانسانية تجمع بين الاكتساب والفطريه: وهى لا ترى ان كل المعرفه البشريه مكتسبه (كما فى التيار الحسى فى الفلسفه الغربيه)،ولا كلها فطرية (كما فى التيار العقلاني فى الفلسفه الغربيه). بل ترى ان بعضها نظري يأخذ شكل امكانيه معرفيه ، تنتقل الى تحقق معرفى بالاستعانة بالمعرفة المكتسبة ، سواء كانت حسية او عقلية او دينية " مصدرها الوحي".

3-الغرائز: هى إشباع للحاجات العضوية " الفسيولوجية" اللازمة لاستمرار الوجود المادى للوجود الانسانى. وهي على قسمين:الأول: قسم ضرورى لاستمرار جميع أفراد النوع البشري(كالشرب والأكل..) . الثانى: قسم ضرورى لاستمرار النوع البشرى ككل ، وليس بالضرورة جميع افراده (الجنس او التكاثر).

نقد المذاهب الاباحيه:

1-التطرف فى إثبات البعد المادى للوجود الانسانى، الى درجة إلغاء ابعاده غير المادية (الوجدانية ،العقليه ،الروحيه... )

2- الفشل فى تحديد الفارق بين الانسان والحيوان، فكلاهما يشترك فى الغزائز، لكن هناك فارق بينهما ،هو ان إشباع الإنسان للغرائز خاضع لضوابط وآداب خلافا للحيوان. و للانسان المقدره على الكف الذاتى اى الاراده بما هي القدرة على وقف الامتداد التلقائى للواقع والتحكم فى الغرائز خلاف للحيوان.

3-اطلاق الغرائز يهدد وجود المجتمع الإنساني ذاته ، لان وجوده مرتبط بوجود تنظيم اخلاقى او ديني او قانوني له .

4- خطأ الربط بين السعاده واشباع الغرائز، لأن للسعادة أنماط متعددة ، بتعدد أبعاد الوجود الانسانى،تتصف بقدر من الاستقلال النسبي. فالسعادة الحسية هى نمط واحد من أنماط السعاده المتعددة (سعاده وجدانيه ،عقليه ، روحية...) .فضلا عن ان السعادة الحسية لحظيه وتفتقد صفة الاستمرارية.

5- الإفراط فى إشباع اى حاجه يؤدى الى تقليل قيمتها (قانون الغلة الحديه).

6- لا وجود للذه بدون الم ولا الم بدون لذة ، فكلاهما إشارات من ذات الجهاز (المخ).

7- الالم لا يمثل الشر المطلق ، كما ان اللذة لا تمثل الخير المطلق، لان هناك حالات يكون الالم فيها خير كما فى حالة الألم كتنبيه لوجود خلل ما فى الجسم ، كما ان هناك حالات تكون اللذة شر، كما فى حالة اللذة الصادره من تناول مواد ضارة بالجسم كالمخدرات.

نقد مذاهب الرهبنه:

1- التطرف فى نفى الغرائز ، لدرجة محاولة إلغاء وجودها.

2- محاولة إلغاء الغرائز يؤدى الى مظاهر من الانحراف فى إشباعها.

3-الحرمان يؤدى الى نقيضه ، أي الإفراط فى اشباعها فهى تطرف يقابله تطرف كرد فعل مساوى له فى القوه . هذه المذاهب هى من اسباب ظهور المذاهب الاباحيه (كما فى حالة اوربا العصور الوسطى وأوروبا الليبراليه ).

موقف المنظور القيمى الاسلامى من الغرائز:

1. ينطلق من الاقرار بوجود الابعاد المتعددة للوجود الانسانى "الماديه والروحيه.."

2. ويقوم على التوازن بين الحاجات الماديه والروحيه ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) ويجعل للاولى أولوية ترتيب ( اى ان إشباعها سايق على إشباع الاخيره ) ، وللثانية أولوية تفضيل (اى أولوية قيمية مقيده، وليست أولوية مطلقة تنتهى الى الغاء وجود الاولى)

3. فهو يرفض الغاء او اطلاق الغرائز، ويدعو الى تحديد إشباعها من خلال وضعه لضوابط موضوعية - مطلقة لإشباعها.

4. ويرفض محاولة إلغاء الغرائز، والمنع الوارد فيه هو لاشباعها بكيفية معينة لضررها

5. والاصل فى الأشياء الإباحة ولا يقع التحريم إلا في عدد محدود من الكيفيات لثبوت ضررها على الفرد او الجماعة.

6. فاسباب مشروعية العقوبات حفظ المصالح (تحريم الخمر لحفظ العقل، تحريم القتل لحفظ االحياه، تحريم الزنا لحفظ النسل ، وتحريم السرقه لحفظ المال ، وتحريم الرده لحفظ الدين)

7. وهو يرفض الزهد المطلق الذى يلزم منه منع اشباع الغرائز مطلقا ، ويقول بالزهد المقيد الذى يضع ضوابط لاشباعها ، ويرفض إشباعها خارج هذه الضوابط.

ثانيا: البعد الوجداني – الانفعالى " العاطفى":

· الانفعال هو تغير نفسى"سيكولوجى"، يؤدى الى تغيير عضوي " فسيولوجي".

· وهذا البعد مكون من نسق من الانفعالات الايجابية يقابلها نسق من الانفعالات السلبية(الحب، الفرح...)( الكراهية ، الحزن...).

· وهذا البعد هو جزء من البعد الذاتي للوجود الانسانى الذى اشار اليه القران فى بعض دلالات مصطلحات النفس والقلب.

· وهو منهجيا يتصل بمرحلتي الشعور بالمشكلة بما هي تناقض بين الواقع وغايه، والشعور بحل المشكلة فى الذات بما هو محاولة لالغاء التناقض اعلاه.

· والمنظور الإسلامى لا يتطرف فى اثبات وجود هذا البعد لدرجه تحويله الى وجود مطلق وقائم بذاته ، كما فى المذاهب الذاتية المطلقة فى الفلسفه الغربيه" كالوجوديه والتيار الرومانسى". كما انها لا تتطرف فى إنكار وجوده لدرجة الغائه كما فى المذاهب الموضوعية المطلقة فى الفلسفه الغربيه " كالتيار العقلانى".

· وهو إذ يقر بوجود هذا البعد، فانه فى ذات الوقت يجعل وجوده محدود تكوينيا بالحواس والعقل، وتكليفيا بالوحي .

· فهو لا يهدف الى إلغاء الانفعالات او العواطف كوجود ذاتى، انما وضع لها ضوابط موضوعيه - مطلقه للتعبير عنها بالقول او الفعل.

ثالثا: البعد العقلى:

رفض التطرف فى النفي والاثبات
: هناك مذاهب تطرفت فى إثبات وجود هذا البعد، لدرجة تحويله الى وجود مطلق، مستقل عن الحواس فى إدراكه لعالم الشهادة ، والوحي فى إدراكه لعالم الغيب " التيار العقلاني فى الفلسفه الغربيه ".كما ان هناك مذاهب تطرفت فى نفى هذا البعد لدرجة إلغائه " التيارين الحسي والحدسي فى الفلسفه الغربيه " .

وجود مقيد وليس مطلق: ونظرية المعرفة الاسلامية تتجاوز هذين الموقفين، الى موقف يثبت وجود هذا البعد، لكنه لا يتطرف فى هذا الاثبات، الى درجة تحويله الى وجود مطلق ، بل يجعله وجود مقيد بالحواس فى إدراكه لعالم الشهادة ،والوحى فى ادراكه لعالم الغيب.

من الياته: ويشمل هذا البعد تذكر" الماضى"، وادراك" الحاضر" وتخيل " المستقبل"، فضلا عن الخبرة المعرفية المتراكمة "الذاكرة بأنواعها المتعددة بتعدد مجالاتها" .

العقل الباطن: والعقل الباطن هو نشاط ذات العقل الظاهر، لكن فى حالة انقطاع اتصاله بالواقع- انقطاع جزئى وليس انقطاع كلي" ، نتيجه لتوقف الحواس عن وظائفها "توقف جزئى ولبس توقف كلى"، وبالتالى عدم خضوع النشاط العقلى لقوانين التفكير"المنطق"، والواقع "القوانين التى تضبط حركه الطبيعه ".

المشكله "النفس- جسميه"(السيكوفسيولوجيه):وقد اختلفت المذاهب فى تحديد العلاقه بين العقل كنشاط معرفى وجهازه المادي" المخ":

مذاهب الانعكاس:فهناك مذاهب تقول ان الاول انعكاس للثانى"المذاهب المثاليه فى الفلسفه الغربيه " وهناك مذهب تقول باولويه الثانى على الاول " المذاهب المادية فى الفلسفه الغربيه ".

مذهب التاثير المتبادل:وهناك المذهب الذي يقول بالتأثير المتبادل بين العقل كنشاط معرفى والجهاز المادى "المخ" ، وهذا المذهب يتسق - فى رأينا - مع نظريه المعرفه الإسلامية.

رابعا:البعد الارادى – السلوكى:

الاراده هي نزوع"ذاتي"للفعل "الموضوعى" فهى رابكط بين الابعاد الذاتية والموضوعية للوجود الانسانى.

الفعل هو نظريا تنفيذ الفحل النظرى فى الواقع بالعمل.

العلاقه بين الارادة الانسانية والاراده الالهيه علاقه تحديد وتكامل وليست علاقه تناقض والغاء: ومنهج المعرفة الاسلامى يرفض جعل العلاقة بين الارادة الانسانية و الاراده الالهيه علاقه تناقض والغاء ، كما فى الاديان الوثنيه اليونانيه القديمه، التى اثرت فى تصور الفلاسفه اليونانيين خاصه والغربيين عامه.ويجعلها علاقه تحديد وتكامل. فالفعل الإلهي المطلق(الذي عبر عنه القرآن بمصطلح " الخلق" ) ، يحدد الفعل الانسانى المقيد ( الذى عبر عنه القرآن بمصطلح "الكسب" ) تكوينيا " بالسنن الالهيه " وتكليفيا " بالوحى"، كما يحدد الكل الجزء ، فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه (وما تشاؤون إلا ان يشاء الله).

تحديد وليس الغاء او اطلاق الاراده الانسانيه: فمنهج المعرفه الاسلامى اذا يقول بتحديد الارادة الانسانيه، وبالتالى يرفض القول باطلاقها او الغائها اطلاقها او الغاء الارادة الانسانية .

التخيير المقيد ورفض التسيير والتخيير المطلقين: كما يرفض منهج المعرفة الاسلامى القول بالتسيير المطلق "الجبر"او التخيير المطلق"، ويقوم على ان الإنسان مخير فى حالات وافعال، ومسير فى حالات وافعال اخرى،ولكن لا يقع التكليف الا فى الحالات والأفعال التى هو مخير فيها.

العلم الالهى المطلق لا يلزم منه الجبر:
والعلم الالهى المطلق السابق على الفعل الإنساني لايلزم منه ان الإنسان مجبور على فعله،بل ان الله تعالى يعلم بحدوث الفعل الانسانى على وجه الاختيار، كما يعلم بحدوث فعل الجماد على وجه الاجبار.

خامسا:البعد الروحى:

التعدد الدلالى لمصطلح روح فى القرآن
: ورد مصطلح روح فى القرآن بدلالات متعددة منها:

· ملك

· الأمر الهى ببث الحياة فى جسد الانسان

· دلالة تقارب مصطلح "خلود النفس" عند الكثير من الفلاسفه، ومضمونها استمرار بعض أبعاد الوجود الإنساني الذاتية الواعية "الوجدانيه، العاقله..."، بكيفيات غيبية متعددة ، مغايرة لكيفيتها الشهاديه"الدنيوية"، حتى بعد انقضاء وجود البعد المادى " الفسيولوجى" للوجود الانسانى"الجسد"، بتوقف وظائفه وانحلاله، وبالتالي انتفاء قدرته على الإحساس بالواقع المادي الموضوعى والفعل فيه.

ومن هذه الكيفيات الغيبية:

1- الكيفيه البرزخيه: استمرار وجودها بكيفية غيبية برزخيه، اى وجودها فى وجود غيبى، فاصل بين عالمي الغيب والشهادة ، منفصلة عن الجسد،ومتصله "جزئيا " بدرجى الوجود الغيبي" الجنه او النار" ،حسب اعمالها الدنيويه " الصالحة والطالحة".

2- الكيفيه البعثيه " الخلق الجديد":استمرار وجودها بكيفيه غيبيه اخرويه، متصلة بالجسد بعد احياءه بكيفيه غيبيه جديده عبر عنها القران بمصطلح " خلق جديد"،وفيها يتم محاسبتها على اعمالها الدنيويه، ثم نيلها الجزاء الاخروى سواء ثواب" جنه" او عقاب" نار".

· دلالة تقارب احدى دلالات مصطلح " الميتافيزيقا" عند بعض الفلاسفة ، والتى مضمونها الاجابه على الاسئله الثلاثه:كيف بدء الوجود، وكيف ينتهى ، وهل هناك قوة اوجدته؟. ومضمون هذه الدلالة النشاط الإنساني المعرفي"النظرى"، و العملى " السلوكى"، المتصل بحدود الوجود الإنساني, فهى متصلة بتحديد الوجود الانسانى بما هو فعل غائي محدود، بفعل مطلق حقيقى" عبر عنه القران بمصطلح الربوبية "، او زائف "عبر عنه القران بمصطلح الاستكبار"، وتحديده بغاية مطلقه حقيقية " عبر عنها القران بمصطلح الالوهية "، أو زائفة "عبر عنها القرآن بمصطلح "الطاغوت".

البعد الروحى مشترك كامكانيه "فطره الهبه": وهذا البعد الروحي موجود فى كل انسان كامكانيه (فهو بالتعبير القرآني فطرة إلهية فى الإنسان ) ،ودور الدين هو وضع ضوابط موضوعية مطلقة لضمان انتقاله من الامكان الى التحقق. فعلى المستوى النظري نجد ان لكل انسان اجابه على الاسئله الميتافيزيقية الثلاثه المذكوره اعلاه(سواء كانت الإجابة بالنفي او الاثبات، او معلمه او مضمره)،والفارق بين الاجابات كونها صحيحه او خاطئه ، وليس كونها ميتافيزيقية او غير ميتافيزيقية.وعلى المستوى العملي فان كل إنسان يؤمن بوجود غاية مطلقة معينة وفعل مطلق معين يحددان فعله الغائى،والفارق هو فى كونهما حقيقيين أو زائفين.


د. صبرى محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه فى جامعه الخرطوم


- للإطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان (الموقع الرسمي للدكتور صبري محمد خليل خيري).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى