كنا صديقين هامشيين فجائيين ، لا يجمع بيننا الكثير، فهو أنيق إلى حد مزعج وكل عطوراته أوروبية، أما أنا فكائن بسيط أو يدعي البساطة يحمل أحلاما لاتتحقق، لكن بطريقة ما استطاع ان يحصل على رقم هاتفي، تقابلنا على المقهى عدة مرات وهو ماسمح بتناول بعض اكواب الكافايين، وببعض كلمات بسيطة دخلنا في حوارات طويلة عن الزواج والطلاق والابناء والوحدة، لم يكن يعمل شيئا، فهو يقضي ايامه ولياليه على المقهى، ورث عدة ملايين عن أبيه ملك سوق الألبان الذي رحل وتركها له، اذا تطلعت لملابسة بشكل جيد ستجد انها كلها سوداء، وحين رأيته عدة مرات بنفس لون الملابس، سألته ان كان في حالة حداد، ضحك طويلا ونفى ذلك، قائلا بأنه يحب اللون الأسود، هكذا برر الأمر، فجأة طلب منى ان نتعشى سويا، وفي بيته، كان الطلب غريبا، فاعتذرت فورا، مدعيا ارتباطي بموعد، ، قال لي في استسلام، "عدنى ان نتعشى معا قريبا"، قلت له ان شاء الله، مرت عدة أيام دون ان اذهب للمقهى، رن هاتفي لأجده هو، قال لى انه الان يتعشى في المنزل على طاولة طويلة لا يجلس عليها سواه والخادمتان تقدمان لها طعاما جميلا لكنه يشعر بالشبع، لذلك ترك الطعام وهو موضوع امامه واراد ان يكلم أحد اصدقاءه فوقع اختياره علي.
وحين بدأنا الحديث بدات اسمع اصوات الملاعق وقضمه للطعام، انهيت المكالمة بعد ان انتهى من الاكل تقريبا، أو بالأحرى قطعت الخط، ورحت افكر في الامر.
بعد يومين التقينا على المقهى مساء دون اتفاق مسبق، وأصر هذه المرة على دعوتي للعشاء في واحد من أفخم فنادق مصر، لم أجد مانعا، ركبنا سيارته الامريكية الطويلة، اشعل التكييف والموسيقى واعطانى سيجارا من علبته، واشعل هو الاخر سيجارا، لم ارفض فأنا لم أشرب سيجارا يوما، لكن على الاقل مع السيجار يمكننى التفكير كواحد من اثنين تشي جيفارا الذي قتل وحيدا في غابة بسبب الخيانة او كاسترو الذي عاش ملكا يتحدث عشرات السنين عن الشيوعية، فصورتهما وهما يدخنان السيجار لاتغادر ذاكرتي.
في الفندق طلب لي كل انواع الطعام، اكلت في نهم واضح بينما لم ياكل هو سوى لقمتان تقريبا، لكنه لم يتوقف عن الكلام، في اليوم التالي دعانى لمنزله، كانت الخادمتان المصرية التي تعمل طباخة، والسنغالية التى تقوم بوضع اطباق الطعام على المائدة، ونحن منهمكين في الاكل والحكايات التي لامعنى لها دخلت ابنته الكبرى وألقت سلاما ولم تنتظر رد اى احد منا وصعدت لغرفتها، بعدها بدقائق دخل ابنه وفعل الامر نفسه، لكنه نادى عليه ليسلم علي، لكن الولد وبكل ادب القى علي التحية من بعيد واعتذر لانه اتى الان من النادي، ويحتاج لدش سريع لانه سيخرج بعد دقائق وصعد لغرفته في الطابق الثاني من الفيللا، استأذنته بأن انصرف، ابتسم في هدوء وطلب لى (اوبر)، وخرجت بعدها بدقائق.
في اليوم التالي لم اذهب الى المقهى، لكنه في موعد العشاء اتصل بي، ودخل في احاديث كثيرة وكان جالسا يتناول طعامه، تكرر نفس الامر عدة أيام، ثم تقابلنا مرة أخرى وحدث مثلما حدث في المرة السابقة مع ابنائه.
في المرة الأخيرة تقابلنا على المقهى، ودعانى للمنزل لكنى رفضت بلطف، فضحك ومنحنى سيجارا ، واستأذن منى، وانتقل لطاولة أخرى حيث نهض اثنان كانا عليها وركبا معه سيارته، حيث كان ذاهبا للفندق أو المنزل لا أتذكر جيدا، وفي السماء السوداء فوقنا أطلق كروان وحيد صيحته.
وحين بدأنا الحديث بدات اسمع اصوات الملاعق وقضمه للطعام، انهيت المكالمة بعد ان انتهى من الاكل تقريبا، أو بالأحرى قطعت الخط، ورحت افكر في الامر.
بعد يومين التقينا على المقهى مساء دون اتفاق مسبق، وأصر هذه المرة على دعوتي للعشاء في واحد من أفخم فنادق مصر، لم أجد مانعا، ركبنا سيارته الامريكية الطويلة، اشعل التكييف والموسيقى واعطانى سيجارا من علبته، واشعل هو الاخر سيجارا، لم ارفض فأنا لم أشرب سيجارا يوما، لكن على الاقل مع السيجار يمكننى التفكير كواحد من اثنين تشي جيفارا الذي قتل وحيدا في غابة بسبب الخيانة او كاسترو الذي عاش ملكا يتحدث عشرات السنين عن الشيوعية، فصورتهما وهما يدخنان السيجار لاتغادر ذاكرتي.
في الفندق طلب لي كل انواع الطعام، اكلت في نهم واضح بينما لم ياكل هو سوى لقمتان تقريبا، لكنه لم يتوقف عن الكلام، في اليوم التالي دعانى لمنزله، كانت الخادمتان المصرية التي تعمل طباخة، والسنغالية التى تقوم بوضع اطباق الطعام على المائدة، ونحن منهمكين في الاكل والحكايات التي لامعنى لها دخلت ابنته الكبرى وألقت سلاما ولم تنتظر رد اى احد منا وصعدت لغرفتها، بعدها بدقائق دخل ابنه وفعل الامر نفسه، لكنه نادى عليه ليسلم علي، لكن الولد وبكل ادب القى علي التحية من بعيد واعتذر لانه اتى الان من النادي، ويحتاج لدش سريع لانه سيخرج بعد دقائق وصعد لغرفته في الطابق الثاني من الفيللا، استأذنته بأن انصرف، ابتسم في هدوء وطلب لى (اوبر)، وخرجت بعدها بدقائق.
في اليوم التالي لم اذهب الى المقهى، لكنه في موعد العشاء اتصل بي، ودخل في احاديث كثيرة وكان جالسا يتناول طعامه، تكرر نفس الامر عدة أيام، ثم تقابلنا مرة أخرى وحدث مثلما حدث في المرة السابقة مع ابنائه.
في المرة الأخيرة تقابلنا على المقهى، ودعانى للمنزل لكنى رفضت بلطف، فضحك ومنحنى سيجارا ، واستأذن منى، وانتقل لطاولة أخرى حيث نهض اثنان كانا عليها وركبا معه سيارته، حيث كان ذاهبا للفندق أو المنزل لا أتذكر جيدا، وفي السماء السوداء فوقنا أطلق كروان وحيد صيحته.