أ. د. أبو الحسن سلام - ليس ثمة من وطن.. حيثما الدين وطن

إلي كل من لفظته من أرض الوطن فتوي العمائم أو شريعة قاض أو قد نفته مشيئة الحاكم !!


إن كنت تبغي شهادة ظننت أنها تبغيك ؛ فهناك من سود الضمائر يكرهون لك حتى أن تسمي شهيدا. وهناك من بالعقل توّجوا الرؤوس لا شهيد بينهم ؛ وأنت منهم . لا نريدك أن تكون شهيدا ؛ بل نريد لك الحياة. . بامتداد كلامك التنوير فينا . . كلامنا .

السابقون .. السابقون إلي الظلام ؛ ضنّوا عليك أن تكون شهيدا ، ضنوا عليك بالحياة علينا ضنّوا بالبقاء بأرضنا التي غزاها فكرهم من ألف عام وزيادة ، جاهدونا بظلام كان نورا في حياة سلفنا !!

إن تاجا قد تلألأ فوق راسك يا فتي .. إثر كلم قلته يوما تناهض ما ينافي العقل فينا ؛ إنـّا نناشدك الحضور كلمة فينا بألاّ تستجيب لدعوة لك بالحضور ؛ ولا أمان من ورائه .

إن نفرا أنكروا إنكار عقلك للذي به آمنوا مما يناقض العقول ؛ يأملون حضوركم من أجل أن يغيّبوه !! من نفاك يا فتي الفكر المضيء منذ ألف أو تزيد من السنين بنصفها ؛ عاد ثم نفاك من شرق البلاد لغربها في عصرنا ، لغرب أوطان غريبة ، وأحل غيبا سرمديا بعد ما أن غيّبك!! شّرع الغياب فينا شرعة : إذا قتلنا النفس فينا لحياة شرعهم :

" ليس ثمة من وطن.. حيثما الدين وطن "

غيبّوك من جديد بقضاء من قضي عشرة الأعوام سبعا فوقها ؛ قاضيا بقضائهم .. في البلاد الحارقات الفكر بالفكر القديم ؛ بالأوراق البنكنوت ، قيد غزو للبيوت للأعراض ؛ عبر شاشات تقابلها الحكومة بالسكوت، غيّبوها بالتكايا ، والزوايا ومواخير الكليب ؛ وادعوا أن كل شيء بالنصيب !! ولهذا غيّبوك .. غيّبونا بقضاء من أقام فيهم عشرين عاما ناقصة . . حاكموك .. حاكمونا فيك لمّا فرقوا زوجك عنك ، وما افترقت . أوقف التنفيذ لكن بقرار من عل . ما تفرق غيرنا . قد فرقوا فينا السكينة .هو ذاك ما أرادوا .. نصف عمرك ينقضي وعمرنا في وجود غيبة مباحة لكل عقل !!

الشهادة عند من نفاك عن شرق البلاد بحكم نقض نافذ عند ( الجماعة ) لا تحل لمثلنا .. فلما تلبّي دعوة لمن أراد لك الشهادة ؛ كي يضيف لمجده الموهوم مجدا قد تعذّر أن يصيبه ؛ إلاّ إذا دعاك أنت للحضور ؟!

إن أنت تنجو بالحضور ؛ فإن مجده حاضر بحضورك . وإن يغيّبك الحضور فإن مجده حاضر بغيابك . ؛ مادام ذكرك حاضرا بعد الغياب .

لا نريد لك الحضور بالغياب ؛ إذا قبلت بالحضور .

إن من دعاك تأتي من غياب بحضور ؛ إنما ابتغي حضورا في حضورك ؛ ينفي عنه غيبته !! فحضورك لغيابك ؛ وغيابك بغيابك .. فيه ما يبقيه ظلا حاضرا عبر الزمان ؛ كلما استحضر ذكرك .

يكفيك من دنياك أنك حاضر فينا حضور الكلمة . هل أنت إلاّ كلمة ؟! ما قيمة الأفكار دون كلمة ؟! ما قيمة الحياة دون كلمة؟! هل أنت إلاّ كلمة؟؟!

لا تجيء إلي بلاد قد خلت من كلمة

إن جئت غيّبك الرعاع ؛ ولا تكون شهادة لك عندهم إن غيّبوك . لا شهادة عندهم لك مطلقا إن كنت تطمح للشهادة!! كن مثلنا ومثلما قد كنت .. كن . فالشهادة عندنا هي محض فكرة . ما قيمة الإنسان مثلك ؛ مثلنا تنفيه عن دنياه فكرة!! في حين أن الفكر يحيى لا يميت .

لا نريد لك الحضور بالغياب ؛ فأ نت بالغياب حاضر .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى