حميد العنبر الخويلدي - قراءة في "نَفَحاتُ الجِنان" لكامل عبد الحسين الكَعْبي

مُرابِطٌ أَتَنسمُ نَفَحات الجِنانِ ، أتلو علىٰ قلبي آيات الصبرِ علىٰ ما يكرَهُ ، ليسَ لجوعٍ أو ظَمَأٍ بَلْ ليكونَ براحاً نَضِراً لاستقبالِ ذلكَ الزائرِ الكريمِ أيّامَ إقامتهِ الممتدّةِ في دورةِ قَمَر ، تشيّعهُ النجومُ وتحفّهُ الكواكبُ بمعيّةِ أَرواحٍ من عالمٍ آخرَ لا يمتّ لهذا العالمِ المتسافلِ بصِلَة ، يسعىٰ جاهداً خلالَ هذهِ الأيّام المعدودات لانتشال مَنْ زَلّتْ قدمُهُ أو هَوىٰ لوادٍ سحيقٍ وتزكيته من ربقةِ آثام اجترحها بمحضِ إرادتهِ وسوء اختيارهِ بعدَ أن قَدّ قميصَ البراءَةِ من دُبرٍ ودنّسَ ثوبَ الطهارةِ الأبيض بقتامِ سوءِ الخُلُقِ ، ودفع نوازعِ الشيطان التي تعتملُ في مراجلِ القُلوبِ المُستعِرَةِ ، المضمِرةِ للشَرِّ والحُنقِ على بني البَشَرِ ، وها قدْ مُنِحَ فرصة طيبة للمراجعةِ والمحاسبةِ بعدَ انخفاضِ مناسيبِ البِرِّ وتصحرِ الفكرِ وجفافِ ينابيع العزمِ ، وَقَدْ قُيِّدَ شيطانُهُ وأُلْجِمتْ نفسُهُ الأَمّارةُ ليرتقي في مراتبِ الإنسانيةِ وينأى بعيداً عن مُستنقعات سوآتهِ الآسنةِ إلى حيث بحارِ العفافِ وأنهرِ الفضيلةِ الجاريةِ ويكون إنساناً كما أرادَ لَهُ رَبّ الجلالِ مُحِبّاً للخيرِ ومستعدّاً للبذلِ في دروبِ الرجاء ومواطنِ التقوى فتزدهر الشواطِئُ بهذا المَدِّ بعدَ الجَزرِ وتينعُ أزهارُ العطاء بعدَ ذلكَ الذُبُول .

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراقُ _ بَغْدادُ

.................

. وفادة التنزيل النصي حتى العرض

قبل كل شيء يملاني فرحي المستبشر، وكانه موجةشاغرة ، من فرح طفولتي يوما ما ، وانا امام وجاهةِ اُمٍّ شيخة تغني الضحى على الرحى..لتُعِدَّ لنا متاع الرغيف..
اسالها لم الغناء ياشيختي.. تقول:
ان هاتفاً براسي يطلب ذلك فانفذ له.. ولابد ارضيه
اذن المبدع له فرضُ رضىً على موقف وفادة التنزيل النصي.. وهي ثلاث في شان ارساليتها الى العرض الكوني ..تنزل مُقَسّطة اقساطا،ًاولا من جيب الرقادة الديماسي في العدم ..جيب القوة.. وكذاك هو قوة النص وروحُها الواعيةُ زمكانَها...ثانيا ارادة التصيُّر في موقف تخلّق الصورة ... وهنا تدب حركة المخلوق وتخالطه مع المشترك الوجودي المستوفز بالدخول معه واغذاءه في موقف مكاشفته..ومن بعد ذاك موقف قدرة الذات..حيث روح واحاسيس ودم الفنان واجتهاداته التي ينوي منذ الزحزحة في العدميات نعم يسمعها الفنان ويمتثل لها احيانا قبل التنزيل.. وهي في اللاادري..وهؤلاء العباقرة..
ومن مجريات وقار ورضا المبدع على نصِّه ،هي صحة وعافية ادوات التعبير التي تستلم المايع المبتدع،في تقسيطاته ،تولّفُه تهذّبُه تحثُّه ،تؤجّلُ طرفا ،وتعجّل باخر.. هنا تزويقيته، هنا نمرقتة وهنا كثير. او قل دخوله الى صالون المحاسن..في الشكل والمضمون..
واخرا نشير الى صحة اداة التعبير ونضجها اعني اللغة عند اخي وحبيبي كامل الكاتب والمبدع. والذي سبق وان اثَرْنا حوارا واياه ،على نفس المنحى واتفقنا بروح الجد..واليوم لعلني اقطف عناقيد المحاورة بكل حزم واعتبار عال..
النص مُبشّر ديباجة اقرب الى رؤى الصوفيين اقرب الى لغة القداس والصور السجّادية..صافية كالنبع تَرْفةٌ كالمناديل بيد الجميلات الغُنَّج ،وهن يرقصن امام الامير..
طريات كرغيف القمح الصباحي.
كبلبل الفجر.
احمده واشكره لقد تخلصنا من ذلك التراكب في المضافات والصفات والمكسورات والمرفوعات مايثقل الجمال ويهيض الجناح..اللغة شخص مامؤر بداخلك هذّبْهُ ليُعادِلَكَ..
هذا عمل مؤيد بالبركة..
عذرا شكرا


......................................... .


حرفية نقد اعتباري
الخويلدي 2019
....في رمضان ليله ويومه الثامن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى