نادية عيلبوني - أكبر خدمة تقدم للاحتلال، اظهار قضيتنا بمظهر ديني!

لقد حاولت اسرائيل منذ احتلالها فلسطين، ان تجرد القضية الفلسطينية من مضمونها الوطني لشعب احتلت ارضه وشرد وطرد من وطنه ، وحاولت بكل الطرق والوسائل ان تقدم نفسها للعالم كضحية من ضحايا التمييز الديني ، وان صراعها مع الفلسطينيين، هو صراع بين المسلمين الذين لا يريدون اليهود بينهم .
حاولت اسرائيل هذا منذ البداية وفشلت .فشلت بسبب الوعي الفلسطيني الذي تجلى لدى كل التنظيمات الفلسطينية ابان قيام الثورة الفلسطينية في الستينات ، والتي رفعت شعار دولة فلسطينية علمانية تعترف بكل مكوناتها، الا ان الحركات الاسلامية التي خرجت علينا بعد ما سمي بالصحوة ، والتي اختطفت القضية كلها ، حولتها الى صراع ديني بين مسلمين ويهود ، وهذا بالضبط ما سهل على اسرائيل اختراق الرأي العام العالمي، من خلال زرع هذه الاكاذيب في اذهان العالم ، من ان الفلسطينيين متعصبون دينيا ويريدون ابادة اليهود!
اليوم خالد مشعل ، يعطي اسرائيل المزيد من الاوراق لتكذب على العالم براحتها، وذلك عندما اشترط لوقف اطلاق الصواريخ من غزة ، السماح للمسلمين بالصلاة في المسجد الاقصى، ولكن ماذا عن مصادرة اسرائيل لبيوت اكثر من ٢٠٠٠ عائلة فلسطينية في القدس واحلال المستوطنين مكانهم؟
ماذا عن مصادرة اسرائيل لأراضي الفلسطينيين وبناء مستوطنات عليها؟
ماذا عن حصار غزة ؟ ماذا عن اقتحامها لمناطق السلطة واعتقال الفلسطينيين؟ ماذا عن الحواجز والمستوطنات التي تقطع اوصال الضفة الغربية ؟ ماذا عن عدوان المستوطنين المستمر وبحماية الجيش والشرطة الاسرائيلية على الفلسطينيين؟ ماذا عن انهاء الاحتلال؟؟
ماذا عن منع اسرائيل مشاركة الفلسطينيين في القدس في الانتخابات الفلسطينية؟
اهذا هو كل شيء؟ أهكذا تقزم قضيتنا فقط بالسماح للفلسطينيين المسلمين للصلاة في الاقصى؟ طيب ما هني دائما يصلوا بالاقصى عدا عن الايام التي يكون في توتر في القدس، فهل يعقل ان تقدم كل هذه الضحايا فقط من اجل الصلاة بالاقصى ؟!
أحقر شيء تفعله حركة حماس ، هو ان تجهض قضية الفلسطينيين من مضمونها الوطني ، وتحولها الى مجرد صراع بين يهود ومسلمين ، والاحقر انا تختزل مطالب الشعب الفلسطيني بالسماح للصلاة في الاقصى !
هذا بالضبط ما تسعى اليه اسرائيل ، وهذا ما قدمه خالد مشعل وعصابته ،بشكل مجاني وعلى طبق من ذهب للإسرائيليين ؟



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى