في عصر المماليك أفتي شيخ الاسلام العز بن عبد السلام بأن المملوك عبد والعبد لايحكم أحرار الذلك بجب بيع السلطان المملوكي في مزاد علني لأنه عبد - إذا لم يعتق -
ثم يعتقه من اشتراه فيصلح حرا وبذلك يصلح سلطانا علي المسلمين الأحرار
استلهم توفيق الحكيم هذه الحادثة التاريخية ونسجها بإبداع فائق في مسرحية شهيرة كتبها في البداية باللغة الفرنسية تحت عنوان ( اخترت) ثم أعاد إبداعها في نص عربي تحت عنوان ( السلطان الحائر)
وبني الحدث الدرامي علي أسلوب شبه فانتازي عن حق ملكية الشاري للسلطان المبيع في مزاد علني
خاصة أن من ملكته كانت إحدي الغانيات - سيدات المجتمع المنفتحات علي المجتمع من صويحبات ا الصالونات الثقافية في ثقافة عصرنا -
وحاول قاضي السلطان الحصول علي توقيعها علي التنازل عن ملكية السلطان بتوقيع صك عتقها له وتحريره . غير أنها ترفض ولا تهتم بتهديدات وزير السلطان الذي شهر سيفه .
يفشل القاضي في إقناعها بتوقيع صك عدم ملكيتها لما تملك وتدخل السلطان بنفسه درءا لسفك دمها تهديدا بهمة وزيره وقرر مفاوضتها مستميلا لها بالحيلة والملاينة حتي نجح أخيرا بالمراوغة التفاوضية غير المتكافئة في الحصول علي توقيعها بالتنازل عن ملكيتها له:
(( الغانية: أنت مملوك لي
السلطان : لك ولغيرك من أبناء الشعب كله.
الغانية: إني أريد أن تكون لي وحدي
السلطان : وشعبي ؟
الغانية: شعبك لم يدفع فيك ذهبا ليحصل عليك ))
يشكل هذا التفاوض المراوغ أسلوب الوسطية التي ابتدعتها نظرية الوسط الذهبي لأرسطو حيث( الفضيلة وسط بين رذيلتين)
فتنازل الغانية عما ملكته بالشراء - عندما يكون حاكما - رذيلة . (امتلاكها لسلطان البلاد رذيلة) فليس لائقا أن يكون الحاكم رهنا لشخص ما يتحكم فيه وهو المفترض أنه يحكم شعبا
لذا فشل القاضي في حل المشكلة قانونا فمن حكم في ملكه ما ظلم وكذاك فشل تهديد الوزير باستخدام العنف الجبري لأنه يظهر الحاكم متسلطا وضد القانون الذي وضعه وجاء لتطبيقه
فما كان أمام السلطان إلا التحايل ( الظهور بمظهر الديمقراطي - بالضحك علي الدقون بالاستمالة حتي يتحقيق هدفه :
السلطان : في هذه الحالة لابد من التضحية
الغانية: من جهتي ؟
السلطان: أو من جهتي أنا
الغانية: أتخلي عنك ؟
السلطان: أو اتخلي أنا عن العرش
الغانية: وعلي أنا أن اختار
السلطان: بالطبع عليك أنت أن تختاري ؛ لأن زمام الأمر كله في يدك الآن ))
هكذا تفعل الاستمالة فعلها ويتم التحايل فتوافق الغانية علي مبدأ - إقرار بأن من يملك ؛ هو في الحقيقة لا يملك-
(( الغانية: سأوقع الحجة
السلطان: حجة العتق
الغانية: نعم
السلطان: ها هي ذي الحجة ))
أما فلت ( إن شر الأنور الوسط )
مما سبق نري أن أحد أطراف القضية المختلف حولها ( الغانية : رمز الشعب) تخسر مالها عن طريق الحيلة والاستمالة العاطفية ومراوغة الحاكم .
وهذا معناه أن الوسطية تكون لصالح طرف من أطراف القضية وهو الطرف الأقوي مكرا وحيلة علي حساب الطرف الأضعف
ألم أقل إن (شر الأمور الوسط!!)
ثم يعتقه من اشتراه فيصلح حرا وبذلك يصلح سلطانا علي المسلمين الأحرار
استلهم توفيق الحكيم هذه الحادثة التاريخية ونسجها بإبداع فائق في مسرحية شهيرة كتبها في البداية باللغة الفرنسية تحت عنوان ( اخترت) ثم أعاد إبداعها في نص عربي تحت عنوان ( السلطان الحائر)
وبني الحدث الدرامي علي أسلوب شبه فانتازي عن حق ملكية الشاري للسلطان المبيع في مزاد علني
خاصة أن من ملكته كانت إحدي الغانيات - سيدات المجتمع المنفتحات علي المجتمع من صويحبات ا الصالونات الثقافية في ثقافة عصرنا -
وحاول قاضي السلطان الحصول علي توقيعها علي التنازل عن ملكية السلطان بتوقيع صك عتقها له وتحريره . غير أنها ترفض ولا تهتم بتهديدات وزير السلطان الذي شهر سيفه .
يفشل القاضي في إقناعها بتوقيع صك عدم ملكيتها لما تملك وتدخل السلطان بنفسه درءا لسفك دمها تهديدا بهمة وزيره وقرر مفاوضتها مستميلا لها بالحيلة والملاينة حتي نجح أخيرا بالمراوغة التفاوضية غير المتكافئة في الحصول علي توقيعها بالتنازل عن ملكيتها له:
(( الغانية: أنت مملوك لي
السلطان : لك ولغيرك من أبناء الشعب كله.
الغانية: إني أريد أن تكون لي وحدي
السلطان : وشعبي ؟
الغانية: شعبك لم يدفع فيك ذهبا ليحصل عليك ))
يشكل هذا التفاوض المراوغ أسلوب الوسطية التي ابتدعتها نظرية الوسط الذهبي لأرسطو حيث( الفضيلة وسط بين رذيلتين)
فتنازل الغانية عما ملكته بالشراء - عندما يكون حاكما - رذيلة . (امتلاكها لسلطان البلاد رذيلة) فليس لائقا أن يكون الحاكم رهنا لشخص ما يتحكم فيه وهو المفترض أنه يحكم شعبا
لذا فشل القاضي في حل المشكلة قانونا فمن حكم في ملكه ما ظلم وكذاك فشل تهديد الوزير باستخدام العنف الجبري لأنه يظهر الحاكم متسلطا وضد القانون الذي وضعه وجاء لتطبيقه
فما كان أمام السلطان إلا التحايل ( الظهور بمظهر الديمقراطي - بالضحك علي الدقون بالاستمالة حتي يتحقيق هدفه :
السلطان : في هذه الحالة لابد من التضحية
الغانية: من جهتي ؟
السلطان: أو من جهتي أنا
الغانية: أتخلي عنك ؟
السلطان: أو اتخلي أنا عن العرش
الغانية: وعلي أنا أن اختار
السلطان: بالطبع عليك أنت أن تختاري ؛ لأن زمام الأمر كله في يدك الآن ))
هكذا تفعل الاستمالة فعلها ويتم التحايل فتوافق الغانية علي مبدأ - إقرار بأن من يملك ؛ هو في الحقيقة لا يملك-
(( الغانية: سأوقع الحجة
السلطان: حجة العتق
الغانية: نعم
السلطان: ها هي ذي الحجة ))
أما فلت ( إن شر الأنور الوسط )
مما سبق نري أن أحد أطراف القضية المختلف حولها ( الغانية : رمز الشعب) تخسر مالها عن طريق الحيلة والاستمالة العاطفية ومراوغة الحاكم .
وهذا معناه أن الوسطية تكون لصالح طرف من أطراف القضية وهو الطرف الأقوي مكرا وحيلة علي حساب الطرف الأضعف
ألم أقل إن (شر الأمور الوسط!!)
Zum Anzeigen anmelden oder registrieren
Sieh dir auf Facebook Beiträge, Fotos und vieles mehr an.
www.facebook.com