رسائل الأدباء رسالة من انطون سعادة إلى سعيد جرجس سمعان

29/4/1945
أيها الرفيق العزيز،
كنت جعلت أنت والرفيق يعقوب ناصيف آخر من أكتب إليهم من رفقاء خوخوي بعد رحلتي إليها، لأني أردت أن أقدّم الكتابة إلى أولئك الرفقاء الذين لم تكن لهم سابق معرفة بي، أو الذين كانت معرفتهم بي قليلة.
إنّ الارتياح الذي شعرت به من جراء رحلتي المذكورة كان كبيراً ومن أقوى عوامله فضلاً عن الروحية العامة الحسنة التي وجدتها في مجموع الرفقاء هناك، ما تكشف لي من كنوز نفسك الطيبة من أخلاق كريمة ومناقب جميلة أفتخر بأنها أقوى الأسس لنهضتنا القومية. فأنت من ممثلي هذه الروحية السامية في حركتنا التي هي روحية الفعل الجميل في محله بلا جعجعة وإعطاء الثقة حقها من الواجب.
إنّ الصورة التي تركها في نفسي موقفك القومي الصحيح الممتاز بإيمانك الراسخ وإخلاصك الخالص، هي صورة بارزة تأخذ مركزها بين صور الرجال والنساء القوميين الذين يكوّنون هذه القوة الأخلاقية العظيمة، التي جعلت حركتنا تثبت في وجه العواصف وتتغلب على كل صعوبة.
إني فرح كثيراً بك ومغتبط مما لقيته في بيتك من الطيبات النفسية التي يتحلى بها أفراد عائلتك.
منذ أيام قليلة وردني بريد جوي من منفذية الحزب في أميركانية وفيه عدد من النشرات الحزبية، بعضها إداري يتعلق بمنطقة لبنان حيث حاز الحزب رخصة حكومية للعمل، وبعضها ثقافي يدل على نضج القوى الفكرية في نهضتنا وقيادة تفكيرنا لمصير أمتنا. وقد أرسلت النشرة الحزبية الإدارية الأولى إلى بوينس آيرس لتنشر في الزوبعة. ثم وردني رسالة أخرى بالبريد الجوي من المصدر عينه، وفيها نماذج من صور صغيرة أخذها أحد أفراد الحزب لبعض الاجتماعات الحزبية في بعض الجهات الجبلية. وقد أرسلت اثنتين منهما لينشرا في الزوبعة، وإني أضع اثنتين أخريين منهما في هذه الرسالة ليطّلع الرفقاء عندك. الواحد من هذه النماذج يظهر فيه منصّة فوقها نشرة قماش عليها رموز حزبية، وعليها رئيس المجلس الأعلى للحزب، الأمين نعمة ثابت، يلقي خطاباً على الجمع المحتشد في ساحة تحت المنصة. وهذه الصورة ليست واضحة كما يجب. والصورة الثانية تظهر قسماً من الجماعة الحزبية الكبيرة المجتمعة في تلك المنطقة لسماع خطاب الرئيس ثابت.
بعد اطّلاع الرفقاء على هاتين الصورتين، أطلب إرجاعهما إليّ سريعاً لإرسالهما إلى الزوبعة للنشر.
أرجو أن تكون وجميع أفراد عائلتك بخير وصفاء، وأن تكون موفقاً في أعمالك ومساعيك.
سلامي القومي لك ولعائلتك ولجميع الرفقاء عندك، ولتحيى سورية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى