شوقى جلال - تأملات زمن مضى.. لماذا لا يوجد فكر عربى!؟

الفكر لا ينبثق تلقائيا شان اى إفراز عضوى ، ولا ينشأ فى فراغ ؛ وإنما ينشاء خلال وبتأثير العمل ، اذ العمل هو نقطة التماس بين الفكر والوجود والتفاعل المتبادل ، وهو الذى يبرز القضايا والمشكلات الحياتية التى تستوجب التاءمل والتفكير وصولا الى حلول وتتعدد الرؤى .

وليس غريبا ان اليدين ، وهما اداة العمل بدائيا ، قبل الآلة ، نشأتا وتطورتا استجابة لوظيفة تناول ومعالجة أشياء تفى بحاجة وجودية للإنسان الاول ؛ وان هاتين اليدين تشغلنا مساحة فى قشرة المخ الاحدث Neocortex هى الأكبر قياسا بالاءعضاء الاخرى. ، وهى القشرة المسئولة عن اللغة والفكر عند الانسان مع تطور مشترك لليدين والقشرة المخ معا ......بمعنى تلازم الفكر والعمل فى مسيرة تطورية مجتمعية بفضل الذاكرة والتعلم الاجتماعى على عكس الحال عند الحيوانات الأدنى .
وحيث ان الفكر لا ينشأ فى فراغ ، وحيث ان العمل بهذا المعنى هو عمل اجتماعى هادف يعبر عن قضايا لازمة لاطراد الوجود ويتجلى فى صورة خبرة مؤسسية ( لا فردية) مدرسة. او مدارس فكرية ، وسيرورة تاريخية دينامكية متطورة فان الفكر والفعل الاجتماعيين يتطوران معا على نحو جدلى او جديلة وتغذية متبادلة.
وإذا قنع المجتمع بمجرد البقاء وحياة الاستهلاك ، وكف عن العمل المجتمعى المتجدد او المتطور فانه يعيش أسير فكر ( تراث ) ماضو ى مما يرسخ لديه مشاعر النرجسية او الذاتوية الوجدانية الفجة الخرساء .وحيث ان حضارة العصر هى حضارة العلم والتكنولوجيا والفعالية الاجتماعية المكثفة فان الفكر والفعل الاجتماعيين يكونان لزوما على مستوى حضارة العصر ، اى فكر علمى ، وفعل مؤسس على العلم فى مسيرة تطورية .
ومن هنا نقول ان المجتمع الذى يفتقر الى العمل الاجتماعى على نحو يعزز وجوده الدينامو المتطور إنما يفتقر الى الهدف الجمعى ولا ينتج فكرا او معارف جديدة بمعنى ان لا يزداد رصيده المعرفى وإنما يظل أسير (ثوابت ) الموروث (إطار ايديولوجي جامد ) ويفقد المجتمع قدرته وحافزا الى الحركة الا من تاءملات او لنقل تهويمات نظرية مجردة جوفاء ، هذا بينما القاعدة هى المنافسة بين المجتمعات التماسا لوجود أفضل ، منافسة فى الفكر والعمل تدفع بها الى التقدم والسبق. فى. الماراثون الحضارى على نحو يجسد الخصائص الحضارية المحلية فى الزمان والمكان . وطبيعى مع غياب الفكر يغيب المستقبل . ولعل هذا يفسر لنا لماذا مواقف العرب. دائما هى ردة فعل وليست فعلا!!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى