في حديثنا يا أبي عن القومية العربية والشيوعية والمد الديني في بلادنا وعن تحرير فلسطين أعترف بأنه كان لدي دائماً روح الانتقاد .... لكنني أجد اليوم بداخلي شيئاً لم أعرفه من قبل أريد أن أحدثك عنه.... شىء لا علاقة له بالتحليل ولا بالتفكير ولا بالنظريات... شىء أشبه بالداء الذي لا يشفى... دائم الوجع ....دائم الألم... شعور بالافتقاد والغربة ... كيف يقضي الإنسان كل هذا العمر بلا وطن!......
و لماذا الشعور الآن بالذات؟.. هذا ما لا أعلمه ... لكن يبدو أن هناك يوم يأتي لا محالة... يصحو فيه الإنسان ليدرك أن كل ما حاول أن يسعى إليه في الحياة... هو ليس بالحياة....وأنها كانت فقط محاولات للتناسي أو تحويل النظر عن الحياة... عن الافتقاد.. عن الانتماء... عن الوطن... عن فلسطين.. فلسطين التي كنت أظنها خطاب في مفردات الكلام .. وأنا من جيل لا يُلام يا أبي لأن فلسطين هي وطن لم نعرفه ولم نشم رائحته ولم نرَ وجهه ولا قسماته فكيف أفتقد ما لا أعرف..... و خاصة أن فلسطين في ذاكرتي و في طفولتي اسم مرتبط بالقلق... وبالإجراءات الأمنية والطفولة المصادرة... و كنت كلما سمعت جملتك الأحب إلى قلبك " كل شبر من تراب فلسطين.." أدرك أن الطريق مازال طويلأ... و هذا ما كان يعنيني في طفولتي.. متى سنصل!... حتى تنتهي هذه الرحلة القلقة....
لكن اليوم يا أبي أدرك أن ما كنت أنتظره من الحياة الهادئة البعيدة عن القلق لا لون ولا طعم له.. دون ماضٍ ومستقبل...دون ذاكرة... دون روح... دون حضن...دون وطن...وأن هذه الأرض التي جاء إليها جميع الأنبياء وولد فيها السيد المسيح ليبشر بالمحبة والتسامح والسلام و خبز الحياة ... إنما الأرض ذاتها.. فلسطين.. هي خبز الحياة....... أشاركك اليوم داء العشق الذي لا شفاء منه وأصّر على جملتك التاريخية " العودة إلى فلسطين كل شبر من تراب فلسطين..." لأن كل شبر من تراب فلسطين هو قطعة من القلب.. فكيف يساوم الإنسان على لحمه وعلى روحه...... كما أستطيع اليوم أن أشاركك التفاؤل والثقة اللذان كانا دائماً لديك و لم أكن صدقاً أفهم لهم سبباً في حينها ...
أستطيع اليوم أن أشاركك الثقة واليقين ... وأرجو أن لا تسألني كيف و لماذا .. هل ينتقل العشق بالولادة أم بالوراثة أم بالحتمية التاريخية التي تحدثت عنها كثيراً... لا أعلم... لكنني أردت أن أقول لك اليوم بالذات وبعد مرور سنوات خمس على افتقادك .. أنني أُصبت بحب لا شفاء منه وبأنني أفهمك أكثر من أي وقت مضى وبأنني أشاركك الحلم و اليقين بـأننا عائدون...
و لماذا الشعور الآن بالذات؟.. هذا ما لا أعلمه ... لكن يبدو أن هناك يوم يأتي لا محالة... يصحو فيه الإنسان ليدرك أن كل ما حاول أن يسعى إليه في الحياة... هو ليس بالحياة....وأنها كانت فقط محاولات للتناسي أو تحويل النظر عن الحياة... عن الافتقاد.. عن الانتماء... عن الوطن... عن فلسطين.. فلسطين التي كنت أظنها خطاب في مفردات الكلام .. وأنا من جيل لا يُلام يا أبي لأن فلسطين هي وطن لم نعرفه ولم نشم رائحته ولم نرَ وجهه ولا قسماته فكيف أفتقد ما لا أعرف..... و خاصة أن فلسطين في ذاكرتي و في طفولتي اسم مرتبط بالقلق... وبالإجراءات الأمنية والطفولة المصادرة... و كنت كلما سمعت جملتك الأحب إلى قلبك " كل شبر من تراب فلسطين.." أدرك أن الطريق مازال طويلأ... و هذا ما كان يعنيني في طفولتي.. متى سنصل!... حتى تنتهي هذه الرحلة القلقة....
لكن اليوم يا أبي أدرك أن ما كنت أنتظره من الحياة الهادئة البعيدة عن القلق لا لون ولا طعم له.. دون ماضٍ ومستقبل...دون ذاكرة... دون روح... دون حضن...دون وطن...وأن هذه الأرض التي جاء إليها جميع الأنبياء وولد فيها السيد المسيح ليبشر بالمحبة والتسامح والسلام و خبز الحياة ... إنما الأرض ذاتها.. فلسطين.. هي خبز الحياة....... أشاركك اليوم داء العشق الذي لا شفاء منه وأصّر على جملتك التاريخية " العودة إلى فلسطين كل شبر من تراب فلسطين..." لأن كل شبر من تراب فلسطين هو قطعة من القلب.. فكيف يساوم الإنسان على لحمه وعلى روحه...... كما أستطيع اليوم أن أشاركك التفاؤل والثقة اللذان كانا دائماً لديك و لم أكن صدقاً أفهم لهم سبباً في حينها ...
أستطيع اليوم أن أشاركك الثقة واليقين ... وأرجو أن لا تسألني كيف و لماذا .. هل ينتقل العشق بالولادة أم بالوراثة أم بالحتمية التاريخية التي تحدثت عنها كثيراً... لا أعلم... لكنني أردت أن أقول لك اليوم بالذات وبعد مرور سنوات خمس على افتقادك .. أنني أُصبت بحب لا شفاء منه وبأنني أفهمك أكثر من أي وقت مضى وبأنني أشاركك الحلم و اليقين بـأننا عائدون...