رسائل الأدباء رسالة من أنطون سعاده إلى إبراهيم أفيوني

20/2/1945

أيها الرفيق العزيز،
منذ أيام أرسلت إليك كتاباً رسمياً في ما ظننت أنه مستعجل من التعليمات والتوجيهات المتعلقة بحفلة أول مارس/آذار، التي أرجو أن يكون ابتهاجكم بها وفاقاً لما تطمئن إليه نفوسكم.
إنّ الزعيم كان قد أظهر تقديره لمواهبك وما لك من مؤهلات، وأراد تشجيعك في كل ما يمكن أن تؤديه للحركة من الخدمات. وقد ظهر من أعمالك على رأس المنفذية ما ثبّت فراسة الزعيم، وإذا صرف النظر عن بعض أغلاط إدارية اعتيادية، فلا شك أنّ عملك كان جيداً. ولكننا يجب أن لا نقف عند الجيد نسبياً، فنحن نرمي إلى التحسين والإكمال. وقد أحببت أن تتخذ من الزعيم قدوة في النظر في مواهب الرفقاء الذين حولك وتشجيعهم ليدركوا أنّ الحركة لا تغفل عن حق ولا عن جميل أو تقدير لحقيقة الأشخاص. ثم إنه يجب علينا أن نعطي فرصة لكل من نظن أنه مستحق ليبرهن عن مبلغ استحقاقه ومقدرته. وفي مقدمة الأعضاء الموجودين في بوينس آيرس الرفيق خليل الشيخ، الذي شهدت أنت وشهد غيرك له بحسن النظر واتساع معارفه على معارف بقية الرفقاء هناك وبجودة يقينه القومي الاجتماعي. وهذه قيم يجب أن يفسح المجال لتأخذ محلها اللائق بها. وإذا كان لا بد من الافتراض أنّ الرفيق خليل الشيخ لا يزال غير مجرّب فيجب عدم تأخير تجربته لتظهر مزاياه ونتائجها بسرعة. وصاحب الفكر أو الكلام إذا لم يجد حفولاً بفكره أو كلامه ولا تقديراً لقيمته تضعف همّته ويقلّ ميله إلى الإنتاج الفكري. ونحن نريد تنشئة المواهب لا إهمالها. فأتمنى أن يكون جرى ما أشرت به، وإن كان متأخراً إعطاء التوجيه به نظراً لضيق الفسحة بين وصول الخبر وموعد الحفلة.
لم أتمكن من إرسال المواد التي ذكرت في كتاب سابق، وإني مرسلها عاجلاً، لأنّ الأعمال هنا وضيق الوقت الباقي بعدها لم تسمح لي بالنظر في رسالة خوخوي قبل إرسالها إلا اليوم، وها أنا أرسلها مع هذا الكتاب حتى إذا كانت مواد العدد الأخرى أصبحت جاهزة تصبّ هذه الرسالة وتوضع في صدر العدد في الصفحة الأولى، ثم يتلو ذلك مقال «نسر الزعامة» وتأتي بقية المواد. وإني أرسل أيضاً قصيدة الرفيق يعقوب ناصيف الشعبية لإثباتها في مواد عدد أول مارس/آذار التي أنتظر وصولها إليّ للنظر فيها وترتيبها.
وأزيد، في هذا الصدد، أنه إذا لم يكن جاهزاً قسم من العدد المعدّ للصدور فإذا وردتني مواد عدد أول مارس/آذار حالاً، فإني أعيدها سريعاً ليصدر هذا العدد أولاً. وإذا كان قد أنجز تحضير بعض مواد العدد الذي كان مقرراً إصداره أولاً فليسر فيه بسرعة ويتلوه بسرعة عدد حفلة أول مارس/آذار ليصدر بتاريخ آخره أو أول أبريل/نيسان القادم.
إني أرسل إليك في هذا البريد عدة نسخ من الدستور.
من الأمور الهامّة التي شغلت فكري وتشغله الآن أمر تقديم بيان موثوق إلى إدارة الضرائب على الدخل عن أعمالي الكسبية في السنوات الخمس الأخيرة. فيجب أن أقدّم بياناً عن الزوبعة وسيرها منذ أول صدورها. ثم يجب أن أقدّم دفاتر المحل التجاري. ولما لم يكن للمحل دفاتر مسجلة ولا كاملة، كما أنه لم يكن ذلك للجريدة فستكون عملية تبيان الداخل والخارج شاقة. وبينما أنا أسعى الآن، ولو متأخراً، لوضع بيان عن سير المحل التجاري، أطلب منك جمع ما أمكن من الوثائق عن سير الجريدة كسجل المشتركين والمعلنين ووصولات المطبعة وإدارة البريد وصندوق البريد، وجميع ما يمكن أن يثبت كمية الدخل والخرج في كل سنة. وكل الدفاتر القديمة ودفاتر الوصولات تكون لازمة لإثبات صحة البيان المقدم. وقد يلزم أن تمضي أنت وصولات بالشهرية المعيّنة لك، كما أني سأطلب من الرفيق يعقوب ناصيف إمضاء وصولات بما أنفق عليه. وجميع ذلك يكون ضرورياً، وبعد ذلك سأرى ما يكون مناسباً للوقت الحاضر، فيقال إنك توقفت حسب ما نشر في الزوبعة وبهذا لا يلزم تقديم إثبات بتخصيص المبلغ المعيّن لأجل التقاعد وما شاكل، فإذا أتممت ذلك فأرسل جميع ما تجمع إليّ على عنوان محلي. وبهذه المناسبة أقول إنه لم يعد يصح اعتماد عنوان شارع متاقودو لأني سأنقل البيت غداً إلى منزل قرب المحل.
أرجو أن تكون والعائلة وجميع الرفقاء بخير.
سلامي القومي لكم جميعاً، ولتحيى سورية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى