رسائل الأدباء رسالة من أنطون سعاده إلى فخري معلوف

عزيزي فخري!
كنت هذه المدة الأخيرة قلقاً عليك وعلى أهل البيت فإن تطور الحالة جعل الجو يتجهم، خصوصاً بعد الإشارة الصريحة في الجرائد إلى اسمك وهو ما أرجّح أنه من عمل [محمد] الباشا [المناصفي]. وبعد وصولي إلى رومة أخذت أطالع الصحف كل يوم وأبحث عن أخبار الوطن وحتى الآن لم أجد ما يحمل على القلق ولكني لا أزال قلقاً نوعاً نظراً لقلة أخبار الوطن.
في كتاب أسد [الأشقر] الأخير إلى قبرص لا ذكر لوصول نسخة من نشوء الأمم إليه وفيه يقول إن الناس بانتظار وصول الكتاب. وقد استغربت عدم وصول شيء إليه مع أني أرسلت نسختين بواسطة الرفيق منير واحدة إليه والثانية إلى خالد [أديب] وكلاهما من الطبع الفاخر.
يقول أسد إن الكتاب يساعده كثيراً في مهمته. وأنا لا أدري إذا كانت النسخ التي أشرت بإرسالها قد أرسلت ولا بأية طريقة أرسلت. وأظن أني ذكرت لك في كتاب سابق أنه يحسن إرسال الكتاب بطريق فلسطين إذا كانت الطريق غير مأمونة من بيروت.
ويمكن استدعاء أحد من حيفا أو نايف [قعوار] ليقوم بنقل الكمية المطلوبة. وإذا كانت النسخ قد أرسلت من بيروت فيحسن إرسال عدد قليل بطريق حيفا احتياطاً.
كذلك النسخ المقصود إرسالها إلى أميركة يمكن إرسالها بطريق حيفا. وإرسال هذه النسخ ضروري لأنها تساعد كثيراً مهمتي في أميركة.
فيما يختص بالمال العائد من البيع في الوطن يمكن أن ينفق بتحويل مبلغ كبير منه إلى إدارة الحزب ليبذل في سبيل التدريب في الدرجة الأولى والإذاعة في الدرجة الثانية.
وإذا أمكن جمع خطبي ومقالاتي في كراس يطبع باسم شخصي فليفعل ذلك وليرسل مقدار من النسخ إلى المهجر.
يشكو أسد من الإذاعة في المهجر أنها ضعيفة ويقترح الاتصال بالسيد إبراهيم معلوف رئيس الاتحاد السوري في الولايات المتحدة وبـ [إيليا] أبي ماضي وبالشاعر القروي و[إلياس] فرحات وحبيب أسطفان لعقد اجتماع سري حال وصولي إلى أميركة فرأيت أن أذكر لك أنه يحسن الاتصال برئيس الاتحاد لأن بينك وبينه مراسلة وإخباره بعزمي على زيارة المهجر وتوجيه نظرة إلى القضية واستحسان التعاون مع الزعيم ومقابلته حالاً والتفاهم معه على جمع كلمة السوريين.
عسى أن تكونوا جميعاً بخير.
سلامي للماما وكمال وجميع أهل البيت.
ولتحيى سورية!

** الرسالة غير مؤرخة. الأرجح أنها كتبت في أيلول / سبتمبر 1938.


المجلد التاسع 1926 - 1940

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى