حميد العنبر الخويلدي - أيكون حبا بعد بضعةِ أشهرٍ.. شعر.. واثق الجلبي.. استجلاب العوض.. وسد النقص في الحياة

أيكون حبا بعد بضعةِ أشهرٍ = أم أنهُ وهمٌ من الأوهامِ ؟
أم لحظة فاقَ التوقعُ صدقها = ما أشرقت شمسٌ بغير ظلامِ
فأنا بكف الغيم قطرةُ مائه = هطلتْ على رملٍ من الأعوامِ
وكأنها باتتْ بغير فراشها = عيني فما شبعتْ من الأحلامِ
قالت أما تكفي الجراح تهابنا = فالبعدُ أولى من عصيفِ ضرامِ
طمأنتُ خافقها ولكن ليتها = عادتْ كما مطرتْ بغير غمامِ

شعر.. واثق الجلبي


*****************

استجلاب العوض ،،،
وسد النقص في الحياة

لو عرّفنا الشعر تعريفاً كما قال عنه المعنيّون، لقلنا فيه ، (هو إكثارُ النوعي)
فلو نظرنا للوجود نظرة استطلاع ولو عابرة ، لوجدناه محبوكاً مترابطاً باتقان ونسبيات محسوبة حساب العلم البارع والقياس ، ومن كل شيءٍ فيه ، منظور وغير منظور، ورغم هذا كله ، فالنقص يلازمه،هذا من باب قراءة مبدع ايما مبدع ،وباي اتجاه ،
فكيف لو كان شاعراً يرى بعقله وذهنه وشعوره وحدسه وجميع جوارحه ومركبات جسمانيته ، نظرة الشاعر كلية دون غيره من المبدعين ، قد لايكون الرسام ولا الموسيقي ولاغيرها باكتمال نصاب النباهات جميعاً وتحت قانون ، جامع مانع ، وكما ذكروا نقاد التراث الاوائل انّ ابلغ النواميس هو الجامع المانع ، وهذا ينطبق على الشاعر ، الشاعر اعلى السلم باحاسيسه ومواهبه، ليس تحيّزاً ، انما يكتب بجسد كامل وما غرز به الله من مودعات للابداع ،
واثق الجلبي كتب القطعة الشعرية هذي
نعم استجلبها من روح وترابط الكمي الوجودي ، بعد ان حوّلها الى روح النوعي الجمالي ، واتانا بها كخامات ، وبتقانة فنان تعبيري وبين اللفظ المنتقى كاختيار موائم مع المعنى الذي راه في العدمي ، حتى سحبه والتحم بمعناه الذي رصده المبدع، في موقف التصيّر ، وهنا تمت صورة المخلوق.
ولو سألنا ، اين كانت هذي المفاهيم الجمالية التي استجلب طينتها واثق، وكيف تم جرّها من جيوب الطبيعة
طبعاً هذا موضوع واسع ، انما ناخذ منه مايتعلق ببحثنا المقتضب هذا.
مادة الشعر هذي تتالف من نصفين ، الاول موجود اصلا بالواقع فيتم هدمه من قبل المبدع من كتله الصلبة ، عند اللحظة الكثيفة ووفق عوامل الخلق.
والثاني خامات تأتي محدثةً من العدمي ومنسوخةً من انموذجاتها المثالية هناك ،
فتحتاج الى هجرة الذات السامية اليها، ولتكون واسطة حمل ولقاء مع النصف الاول ، فتتم الكيانات وتنخلق ابتكارات اللحظة ، وبها مهورات المُوجِد ،
كل هذا من اجل ان يتم العوض وينتقض العوز والنقص في الحياة
واثق راى نقصا ، وغيره من المبدعين وهكذا ديدن كل فنان حتى الراقص والموسيقي
يستشعر نقصاً في الماحول. وهذا النقص
اول ما اشّرته ضرورة مستترة للقدر
، بعدها نزلت بايعازياتها على روح المبدع
فتلبّسته الحمى فانفعل معها وهاجر الى امنيته وغنيمته ،،وعندها ركب مآله ونسميها بالإغارة المتعالية، المبدع يغيّر كما يغيّر على هدفه الفارسُ يستجلبه وهو فرحان

الناقد الاعتباري
حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى