روجيه غريب - لنا جميعاً

لا تدعونَّها معركةً .. زيّنوها بالعتاب
*
عند دخوله من إحدى بوابات المدينة ترجل بضيق الصدر : إنها ليست هجرتنا الأخيرة .
*
ترتشف الخوف من كفيك, القزحية بلغت مداها كبوابة ,
فيضان الداخل أغرقَ ما في جعبتي من أجوبةٍ
بعدما خسرنا موعد القطاف حان لنا أن نزرع أسئلةَ العمقِ
لنعيش ثمرها
*
اللون الوحيد الذي تراه لن يزين الرؤية بعد الآن
يحدثني وعيي عن صلابة الدعابة و خديعة الشفافية .
*
شفافٌ كوجهةِ نظر ،حادٌ كزاوية الرؤية ،
خفيفٌ إلى حدِّ أنهٌ يصعبٌ على بشرية كاملة حملك ،
صامتٌ إلى حدِّ أنَّ صَدَاكَ يَتَّسِعُ بقدرِ المدى ،
هنا على حبلٍ مُهتزٍ تحتَ قدميَّ
أطيرُ إلى المنتصف .
*
السكوت معنى.. والصمت معنى آخر !!
*
كالأبله أعيدُ تمثيلَ كل الحوارات التي أتخيلها،
أداري نفسي دائماً بقليل من الحقائق,
أعاود تشكيل الحلم /الواقع كما يروق لأوهامي المستمرة و خيالاتي المريضة ،
سأبلغ صداع الصدى إن بقيتْ برلين ترددني و لا تتكلم معي .
*
البشر يفعلون بالمكان بقدر كبير كالشجر
ببساطتهم يشكلون الغابة .
*
من هؤلاء ؟
أشواكٌ في ملامح أصدقاءْ
*
أعترفُ أنَّ ضَحكاتهم عالية الحدة,
ضعيفةُ الفكاهة قدْ اِخترقت عُزلتي و شوّهت أحزاني
هنا مجدداً
في المدينةِ الجديدةِ
حيثُ أنَّ الحرب أبتعدت بما يكفي لتكون سماءً
تتفتح على فمِ المشهد
متخفيةٌ بشتيمةٍ ،اِستهزاءْ ،أو صباح الخير مثلاً
**
حين بعد الصوت أن يكون أغنية
حين اِصطدم الكلام بالنفاق
تزحلقت هواجسنا عن شرفة السمو
و ذاك الطفل البسيط
الذي يعوِّض ثقل العالم
لم يرمِ أوزان الطفولة كما خُيِّلَ له .

لا بد لنا من متابعة تقديس الخفة و الاِحتفاء بثقل الحقيقة
**
طقوسي الداخلية ليست هشةً بما فيه الكفاية كيْ أمجد أو أقدس
من الممكن أن أعجب أو أقدم الصلوات للغرابة وحدها
*
ما أعظم هذا الصراخ الذي يعترف ؛
أنا العالقُ بنفسي المتأرجح على حوافِ الحقيقة
*
تأتي الذكرى على هيئة أنقاض ميت
تتصدع تتهشم
لتهبَّ كنثارات مخيِّبة تغيب إلى حدود الأشياء
*
كلما خرجتُ من نفسي إليك وجدت عينيَّ في الحجرة الاخرى و قد أُطفِأتْ الأنوار و بدأ العرض .
*
أنا ممثلٌ بارعٌ عندما يتعلق الدور بكوني أنا وبكون هذا العرض يتعلق بحياتي .
*
عندما نتذكر القصص الطفولية الآن لا نتفاجأ فقط بلْ نمتعض أيضاً
كيف اِستطاعوا خداع أنفسهم و توسيخ الشفافية إلى هذا الحد.
*
وبأيِّ أفقٍ يحلم ذاك الأوديب الذي يعبر ؟
انظر مع ذلك، ربح الصحو
كلما يوافي الصمت، تتبددُ
حكمة جديدة
*
كتموج طفيف أنصّبُ الربَّ معجزة التلوي
*
لا بد أن نسعى دوماً ، في فترات التنقيب المظلم عن طبائعنا إلى تحويل شلالات دموعنا إلى نهر المعرفة الخالد .
*
كان هنالك كفاية من الصدى لسماع أصوات الاِنكسار
كل قلب ذهب في طريقه نحو الداخل و كل نبضة أعادت إِحياء إيقاع التكرار
ليس لنا منا سوى القليل ، و من العتمة اِختباء مخفي و من رعشة الحلم/الحياة ليس لنا سوى حبكة سوريالية أُخرى .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى