روجيه غريب

  • مثبت
شعلة في بداية ثورات الربيع العربي شاهدت البوعزيزي يُضرم النار بجسده و يهرع بلا وجهة على الطرقات ، منذ ذاك الحين و أنا أفهم أنَّ الثورة هي أن تشعل فتيل النار في داخلك، و تركض عبثاً في جميع الاتجاهات. نجاة كما أن الشمس تشع كل إشراق قد هُيأَ للقلب أن يكون قلباً كانت الرؤية مجروفة خارج نطاق...
و لأن معظم المحادثات في حياتنا اليومية تبقى في حدود المحادثات العابرة و اللوجستية التي ترتكز على تسيير أمور المعيشة اليومية و تحسين ظروف الواقع الشخصي و تنظيمه انطلاقاً من المصلحة الفردية. ما زالت الرغبة الطفولية العميقة تطفو على سطح اللغو الجمعي و الثرثرة اللانهائية الفارهة لتثبت مجدداً الدور...
مذ أول خيبة -أقصد عند ولادتي- حافظت على مسافة أمان و أنا أراقب العالم و أتعلم ، أسجل السلوكيات و أحلل معضلات الصيرورات النفسية و ردات الفعل التي بقيت عصيبة على الفهم الى أن أصابتني لعنة الوعي . التقيت كثيراً من الأموات يسرحون في الخارج ، تقوضت أرواحهم و قُيدت هواجسهم غير قادرين على العطاء و...
درعا والطريق الى داكوتا "آلة قمع بغطاء دولي و ميليشيات بائدة في وجه شعب أدمن الحرية.. " - نحات السلطة القذر ، صانع تمثال القائد الخافت الذي لا يكل ولا يمل أن يصب ذات الهيكلية الطينية خالية من أيّة روح لتُزرع في قلب درعا البلد مجدداً و ليعود أهالي المدينة ليحطموا تلك الأصنام بلا ملل تعبيراً...
تراجيديا مفروضة و صيرورة عربية موصلة للآلام, فاتني موعد الأبجدية و شُلت الأحرف، كل ما يمكن له أن يقال و يفند قد قيل و أعيد ، و كُرر و أجتُر حتى الضجر كل أنواع و أشكال الاستعطاف و مداراة المظلومية المحقة التي تستجديها من الآخر قد استُنفِذت و بان انعدام جدواها بإيقاظ ذاك الطفل البسيط داخل منظومة...
اعذروني لأني طالما كنت حاداً و ثقيلاً على العالم على الجميع أعرف، من كبار السن ومحافظين،ليبراليين و يساريين،شيوعيي ما بعد السقوط و مؤمني الأديان ، أصحاب القلوب الهشة و العبيد بمختلف أنواعهم،ضعفاء الموقف و أنصاف البشر أعرف أن حركات النسوية تبغضني و المدافعون على البيئة و الحيوانات المهددة...
لا تدعونَّها معركةً .. زيّنوها بالعتاب * عند دخوله من إحدى بوابات المدينة ترجل بضيق الصدر : إنها ليست هجرتنا الأخيرة . * ترتشف الخوف من كفيك, القزحية بلغت مداها كبوابة , فيضان الداخل أغرقَ ما في جعبتي من أجوبةٍ بعدما خسرنا موعد القطاف حان لنا أن نزرع أسئلةَ العمقِ لنعيش ثمرها * اللون الوحيد الذي...
على صعيد الاعتراف يكفينا اختباء وراء هذه الشخصيات المصنوعة المعدة سلفاً لنقتبسها يا إخواتي فيَّ أنظروا إلى الطريق المفرغ من ليلكم هذا الذي لا يدعكم تنامون بهناء حدّقوا في بواقي النهارات الهزيلة التي تستغل عبثكم و طيشكم , أمعنوا الصبر في هذا الفُتُور الذي يقبع بكل كلمة تتلاعبون بها , بكل تلقائية...
لا تإنْ فقطْ عَوِّلْ كدراً , قد استُبيحَ ما تيسَّرَ لكَ مِنكَ يا كائن يا وجعَ الأرضِ الرّطبةِ مثل أحلامِك يا جسد السماء الدَّنسِ قِئْ ما التهمتْ خِرْ كما يحلو لك أنت اٍتزانُك الذي يتبخر كغبش حواف الأجساد المترنِّحة حِيَال وَهَجِ الحرارةِ طيفٌ أدْلَقٌ صنيعُ الحالاتِ اِستلهمْ اِستلهمْ كما يحلو...
نحن بين أصناف الصخب نحن واحد منها * نغرق في محلول الخيبة و نحن أرومة مكنوناتها * مرتفعاً عن الحاجز الذي يسقط متجوفاً و فارغاً من ذاته متأرجحاً مصقولا بامتلاء الفراغ و استفراغ السيل * و تلك النظرة الهاربة تتملص من عينيك ببرادة يا تمهل الوقت لا تتعجل عن الاتيان بالندبة فتلك الهمسات لن تصمت على...
الآن بعد أن تمت تصفية جميع الكائنات التي كان من الممكن أن تشكل تهديد لنا، يمكننا القول أن الأرض بلا وجود البشر ستكون هي الجنة. * إنّ ما يؤخرنا عن حضارة ما بعد السفاهة هو عدم إدراكنا لطبائعنا و احتياجاتنا و هواجسنا ، أنه في إدراكنا لذواتنا و في طريقنا للبحث عن وجهة الخلاص من هذا الوجع القدري و...
وجهه بلا ملامح , تجاعيده أقوى من أن تغتفر, لم يكن باِستطاعته أن يخطف جفنيه لوهلة .. فقد أثقل الوجوم عينيه كانت المجازر المرتكبة على مدى التاريخ البشري المعتم, كانت تعيق ثنايا الجلد على جبينه من التنفس, كانت تعيق لاوعيه من التأله كوحي تارةً و كحلم تارة أخرى لمحته.. كان لا يقدر أن يزدرد ريقه لشدة...
العديد من الأسئلة الغبية المتكررة.. هي غبية لأنها متكررة بإجابات رخيصة.. أنا الإنسان.. لا أنا إنسان بدول تعريف.. أنا لا أتقيد حتى بأدوات التعريف أو الملابس أو الأمكنة لا يهمني.. أفكر مراراً .. كم من الأيام أو الأحلام التي كادت أن تغير مسيرتي في يوم عصيب هربت عندما خرجت ليلاَ؟ أو عندما نمت بشكل...
الذاكرةُ تقارِبُ الخامسةَ ليلاً الأزقةُ فارغةٌ لا تملؤُها سِوى طرطقة قدميَّ لكنَّ الأصواتُ تَزدحِمُ في راسي الأماكنُ تجتمِعُ أمامي ثمَّ أرتطمُ بالجدارِ- حقيقةً لمْ أراها- ربما هي الذكرياتُ حاكتْ نفسها ملابساً للأيامِ أتخذتني كعنوانِ إقامةٍ و أتخذتِ المسير وسيلةً للتصوفِ تركيا عاصمةُ الطقوسِ...
لست وحدك العاجز عن النوم، عن محاولة تلفيق موعد مع صبح لن يعيش طويلا برفقتك لا تحدثني عن سهولة و بساطة الكائنات و الأحداث، لا تحدثني عن عفوية الطمأنينة غير المعقدة أين هي براءة العمر الأولى؟ إلى أي موضع اقتاد ونفسي مكبلا، علما أنني تعب حد الوهن من معاركي ضد القيود الشخصية و تلك المجتمعية و...
السحابةُ الأولى: وطنٌ مهدمٌ أحملُ أَحجارَهُ على محملِ الجدِّ لِأُعمِّرَهُ أتجاهلُ غَصّةَ الورى في حلقي لِأَجِدَ تفاصيلَ البلادِ من الذاكرةِ أتدثرُ بنصائحِ الأجدادِ المُنافقين وهُمْ يُبْعَثونَ في أجسادِ أَبنائِهِمْ باستهزاءٍ ينظرونَ إلينا جُثَثاً هائمةً على سطحِ الموتِ أتابعُ اِخلاصي بجدٍ إلى...

هذا الملف

نصوص
16
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى