بادرة صباحية

و لأن معظم المحادثات في حياتنا اليومية تبقى في حدود المحادثات العابرة و اللوجستية التي ترتكز على تسيير أمور المعيشة اليومية و تحسين ظروف الواقع الشخصي و تنظيمه انطلاقاً من المصلحة الفردية.
ما زالت الرغبة الطفولية العميقة تطفو على سطح اللغو الجمعي و الثرثرة اللانهائية الفارهة لتثبت مجدداً الدور الأساسي لمدى الفهم الجمعي لتفاصيل و عثرات بشرية ما زالت تتكرر و تُستنفَذ دون نقد و تفنيد المغالطات المنطقية ودون إرساء سطوة المنطق و الخوض في منهجه .
يقبع التفكر و التمحص في المفاهيم و تقليبها في مرتبة الفعل الأساسي المؤدي إلى يقين جزئي يحاول تغطية أكبر قدر ممكن من المحاججات و بلورة أوضح انعكاس لما ترصده جمل المقارنة المختلفة ، فيكون تنميط الأفكار و قولبتها هو خطيئة الجمود الأزلية و تتمثل النزعة المتحررة إذاً في محاولة التوجه إلى حيز يفضي إلى محادثات حقيقية ،صادقة، ينساب إليها وعي أصيل متملص من خوف رثيث ، ممتلئ بدوافع نبيلة داخلية في البحث عن حقيقة هاربة أو تسليط الضوء على خلل قاتل في جسم الجماعة .
لأجل ذلك كله و لأن الكلمة ليست حكراً على أي جهة و لأن الأدب برأيي متجاوز لحق " براءة الاختراع "و "حقوق الملكية " و" الحفاظ على الخصوصية" ، أورد لكم بضعة مختارات فردية خطوة على طريق طويل في محاولة إحياء روح المبادرة الذاتية و تعميق الرغبة الشخصية في التوغل خلال معادلات ارتباط اللغة بنمط التفكير القائم و الواجب التاريخي لتحديث الدلالات و معانيها دورها في رفد الوعي الجمعي و تقليم تناقضاته و سلوكياته.

***
" لا يبدو لي أن هناك تفسيراً أفضل لوجودنا من أنه نتيجة خطوةٍ متعثرةٍ ما ، خطيئةً ما، ندفع ثمنها"
*
«لو أنكم تُخلّصون أنفسكم أولاً من الأمل والخوف، تكونون قد أمنتُم أنفسكم. أما الذي يرتجف خوفاً أو أملاً ويفقد الثبات والسيطرة، فإنه يكون قد ألقي عنه درعه، واقتُلع من مكانه، وأوثق بنفسه الأغلال التي سوف يُزَجُ بها»
*
المجتمع عادة يعمل على شيء واحد وهو تدمير ثقة الإنسان بنفسه ،لذلك نجد أغلب البشر في تقييمهم لذواتهم وأنفسهم يربطون مجموعة من الحوادث والمشاعر التي كونوها عن أنفسهم بناء على ما قيل عنهم من الآخرين ..وليس صورتهم الجوهرية النبيلة..والتي هي في الأصل متحررة من كل شكل مادي وفيزيائي.
*
ليس لديه ما يتذوّقه في الحياة، ذاك الذي فقد براءة الابتهاج بالتّفاهة."
*
يخلّص الإعجاب الأشياء من عاديتها ويجعلها قابلة للدهشة
أمّا الحُب فـيُبقي على عاديّة الأشياء كما هي، ويحبها في عاديتها، لجوهرها و علّة وجودها..
*
من السهل عند الشعور بالخوف الذهاب نحو التدين ،ولكن ليس من السهل الذهاب نحو الفكر، فليس مغرياً أن تتخلى عن وعود بالجنة والحياة الأبدية من أجل لحظة تحرر تام من كل ما يمكن أن يعيق التفكير.
العالم يعج بالمتدينين ، ولكنه في حاجة إلى المفكرين ،
فهذا التصدع والجنون مخيفان، فالكل على حافة هاوية خطرة من صنع يديه
*
" العالم ، بداهةً، لا يبدو خيراً ولا شريراً، لا يبدو أنه هو الأفضل أو الأسوأ، وأن مفاهيم خيّر وشرير لا معنى لهما إلا بالنسبة للإنسان، بل أكثر من ذلك، أنهما ربما لا يكونان مبررين هنا إذا أخذنا بعين الاعتبار الطريقة التي بها يتم استعمالهما عادةً، وسواء كان ذلك ذماً أو تمجيداً فإنه يجب علينا التخلص من هذا التصور للعالم على أي حال"
*
في هذه الحياة ستتعلم كل شيءٍ وحدك
إلا القسوة سيقوم شخص آخر بتعليمها لك
*
لا يُعجبنا الجيد عندما لا نكون في مستواه .
*
ان مُعظم الاشخاص لا يجيدون في الحياة شيء سوى إهانة الاخرين، ولا سيما الشرفاء الجيدون، بل ويغتابونهم ويشوهون صورتهم، لا لشيء كُل هذا، بل بدافع الحسد والغيرة والعجز عن ان يكونو مثلهم.
*
لم تجلب لي عيوبي ذلك المقدار من الاضطهاد الذي جلبتهُ لي خصالي الحميدة.
*
الإنسان البطيء في إعطاء الوعود أكثر مصداقية في الحفاظ عليها.!
*
‏"عندَ أصحابِ العقولِ العظيمة، فلا شيءَ يُمكن اعتبارهُ صغيرًا أو تافهًا".
*
لو كان بالإمكان تحويل الكراهيّة بداخلنا إلى طاقة كهربائية، لتمكنا من إنارة العالم بأسره.
*
كما أن الأشياء الصغيرة عندما تكون قريبة جداً تُقلّص وتحد من مجال الرؤية، وتُخفي العالم عن الإنسان. كذلك الناس والأشياء المحيطة به والأقرب إليه، فقد تتحول إلى شغله الشاغل رغم تفاهتها الواضحة وعدم جدارتها بأي إهتمام فتقف حاجزاً بينه وبين الإهتمام بالأمور الأهم، أي بالأفكار والخواطر والقضايا الجوهرية. لذلك لا مناص من وقوف المرء بحزم في وجه هذه الميولات التافهة والانشغالات الصغيرة"
*
"أحياناً ندفع أعمارنا ثمناً لكلمة نعم، كانت يجب أن تكون لا."
*
'الإنسحابُ من الفوضى، راحةٌ لا تُقدّر بثَمن."
*
الغائبون في الأوقات الصعبة، يجب أن يظلوا غائبين إلى الأبد.
*
" الدّرجة العَالية مِن التَفكير تَميل إلِى جَعل الإنسان إِنطوائي لا إجِتماعي."
*
"جسدٌ هنا ، وقلبٌ هناك ، وبالٌ بعيدٌ جداً"
*
"يحدثُ أن تمر بك فترة صمت، لا مزيد من الكلام، لا مزيد من الشعور، لا مزيد من الأشخاص."
*
"إبتعد عن كلّ شيء لا يشبهك."
*
"عندما لا نعيش حياة واقعية جيدة، يبدأ المرء في خلق عالم آخر وهمي بداخل عقله، فذلك العالم أفضل من لا شيء."
*
"من يصنع السعادة بداخلك هو من يستحقك."
*
"لا دخان في الأجواء، كيف أفسر إحتراقي."
*
"عندما تصل مُراعاة مشاعر الأخرين إلى إيذاء نفسك، توقف فوراً."
*
"أفضل طريقة لتجنب خيبات الأمل، هي ألا تتوقع شيئاً من أي أحد."
*
"كم سيستغرق من الوقت كي يفهم الناس ان هناك أياماً تمرّ بالإنسان، حتى الإيماء بالرأس يصبح ثقيلاً عليه؟"
*
"المشاعر التي تغيرت بسبب الإدراك لا تعود، المُدرك ليس كالغاضب، المُدرك لا يعود، لا يعود أبدًا."
*
أجمل ما في الحياة ، قلباً تحكي له ما تشاء.
*
" لطالما حسدت بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على النسيان ويرون أن الماضي ما هو إلا تبدُّل الفصول، أو حذاء قديم يكفي أن يُزَجَّ به في قعر الخزانة لجعله عاجزاً عن استئناف الخطوات الضائعة. أما أنا فقد ابتليتُ بلعنة الذكرى: أتذكر كل شيء، وكل شيء يتذكرني بدوره"
*
"تموت الأفعى اذا لم تغير جلدها .
والعقول التي تُمنع من تغيير آرائها تتوقف عن أن تكون عقولاً"
*
" لا يوجد مسار موصوف يهدي الإنسان إلى خلاصه، بل يجب عليه اختراع مساره دائماً. وأن يخترع مساره معناه أنه حر ومسؤول ولا أعذار له في هذا، فكل أمل يكمن بداخله"
*
" إن الإنسان الذي يتظاهر بأنه يتمتع بصفات حسنة أكثر مما لديه بالفعل، فهو لهذا الغرض وحده يبدو خسيساً، لأنه لولا ذلك ما كان ليجد سعادته في الكذب، لكنه يبدو شخصاً أحمق بلا داعٍ أكثر من كونه شريراً"
*
"حاول أن تخفي نقطة ضعفك قدر ما أستطعت، هي ليست نقطة، هي أشبه بثقب أو نفق يقود العالم للعبث بداخلك."
*
" إن مشاهد حياتنا مثل صورٍ مصنوعة من فسيفساء خشنة، فإذا ما نظرنا إليها عن قرب لا يكون لها تأثير، ولا شيء جميل فيها، إلا إذا وقفت على بعد مسافة ما. ولذلك، فإن حصولنا على أي شيء نتوق إليه ينتهي بإكتشافنا كم هو فارغ وبلا فائدة.
وعلى الرغم من أننا نعيش دوماً متوقعين أشياء أفضل، فإننا كثيراً ما نندم ونتوق إلى إستعادة الماضي مجدداً. إننا ننظر إلى الحاضر بصفته شيئاً يجب تحمله في أثناء استمراره، وعلى إنه ليس إلا طريقاً نحو هدف.
ولذلك فإن معظم الناس، إذا نظروا إلى الوراء بعد وصولهم إلى نهاية الحياة، يكتشفون أنهم كانوا دوماً يعيشون مؤقتاً، وسيتفاجؤون إذ يكتشفون أن الشئ ذاته الذي تجاهلوه، وتركوه يمر من دون أن يستمتعوا به، كان هو الحياة التي قضوا كل وقتهم يتوقعونها.
كم إنسانٍ لا نستطيع القول عنه أن الأمل جعله أحمق حتى وصل راقصاً إلى يدى الموت !"
*
" إن الحضارة التي تدع عدداً كبيراً إلى هذا الحد من المشاركين فيها غير راضين وبلا تلبية لرغابتهم ومهمشين، الأمر الذي لا يترك لهم من منفذ سوى الفتنة، هي حضارة لا أمل لها البتة في الإستمرار ولا تستأهل ذلك أصلاً "
*
ليس العلم وهماً، وإنما الوهم أن نتصور أنه في وسعنا أن نجد لدى شيء غير العلم ما لا يستطيع العلم نفسه أن يقدمه لنا»
*
المستحيل أوجده الضعفاء
لأن المستحيل لا وجود له عند الحالمين و أصحاب الإرادة
*
يجد الأطفال كل شيء في لا شيء، ولا يجد الكبار شيئا في كل شيء
*
عيون الآخرين هي سجوننا.. أفكارهم هي أقفاصنا
*
« يجب أن نقف على أقدامنا وننظر إلى هذا العالم وحقائقه السيئة، جماله وقبحه، أن نرى العالم كما هو وألا نخاف منه. نفتح العالم بالعقل وليس بمجرد الخضوع بعبودية للمخاوف التي تأتينا منه. كل فكرة الله أتت من الطغيان الشرقي القديم. إنها فكرة غير صالحة أبداً للفرد الحر. عندما تسمع الناس في الكنيسة يذلون أنفسهم ويقولون أنهم خطاة بائسون وما إلى ذلك، يبدو الأمر جديراً بالإزدراء، ولا يستحق إحترام النفس البشرية. يجب أن نقف وننظر إلى العالم بصراحة ووجهاً لوجه»
*
"الندم لا يعتبر فضيلة لأنه نتيجة الجهل الذي يجعلنا نعتقد بأننا كان بإمكاننا أن نفعل غير ما فعلنا"
*
يموت ببطء من لا يسافر، من لا يقرأ، من لا يعرف كيف يستخدم عينيه."
*
«إن الحياة الإنسانية لابد أن تكون نوعاً ما من الخطأ، تبدو حقيقة ذلك واضحة بما يكفي إذا ما تذكرنا ببساطة أن الإنسان مُركب من حاجات وضرورات صعبة الاشباع، وإنها حتى عندما تُشبع فكل ما تحصل عليه هو حالة اللألم، حيث لا يتبقي شئ أمامه سوى الوقوع في الضجر، هذا دليل مباشر على أن الوجود لا قيمة له بحد ذاته، إذ ما هو الملل إن لم يكن شعور بفراغ الحياة؟ لو أن الحياة - التي يشكل توقُنا إليها جوهر وجودنا- تمتلك أي قيمة إيجابية بحد ذاتها، لما وُجِد شيء كالملل أصلاً، لكان مجرد الوجود يرضينا بحد ذاته، فلا نحتاج شيئاً. ولكن والحال كما هي، فإننا لا نجد متعة في الوجود إلا عندما نصارع من أجل شيء ومن ثم تجعلنا المسافات والصعوبات التي ينبغي تجاوزها نظن أن هدفنا سيتم إشباعه، وهو وهم يتبخر عندما نصل إلى الهدف، أو عندما نكون مشغولين بقضية فكرية بحتة، وفي الواقع نكون عندها قد خرجنا من الحياة لنراقبها من الخارج، كما يفعل المشاهدون في مسرحية»
*
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻤﻪ.
ﻫﻮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺫﺍﺗﻪ .
*
وجهتك ليست مكانا تصل إليه إنما هي طريقة جديدة ترى بها الأشياء
*
"كُل أنواع المُعاناة تنبُع من الحنين، ومن التعلٌّق، ومن الرغبة
*
نحن نخاف الناس اكثر من الله ؛ إن الرب يغفر الخطيئة والبشر يعاقبوننا حتى على طيبتنا
*
أنت حر تماما فقط عندما لا تكون هناك هوية متبقية
*
"الأجسادُ تختزن التَّاريخ. وجسدُكِ هُو تَارِيخك فِي نهَاية المطاف لأن كُلَّ شيء مُتَضَمَّن فِيه."
***
ما هي الحياة؟!!
هي ما يحدث لك وأنت مشغول بوضع الخطط لمواجهته !

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى