منى فتحي حامد - طفولتي المتأرجحة على شراع المدنية و الـحضارة

المدنيّة من وجهة النظر الغربية أدرجوا سياقتها و سردها تحت مفهوما واحدا لإقناع المجتمعات العربية للأخذ بحضارة الغرب ..
المدنية تعبير عن النجاحات و الاكتشافات و الاختراعات العلمية و انجازات البشر ..
المدنيّة عامة وشاملة لجميع الأمم و الشعوب
، لأنّها تعبير عن المنجزات العلمية عامة ...

فالخطورة كامنة بالغزو الفكري الحضاري ، و ليس باتباع العلوم الدنيوية ..

أما الحضارة فتعتبر إنعكاسا لمفاهيم و معتقدات و عقائد الأمة و أفكارها و علاقتهم مع الله سبحانه و تعالى ..
لها مظاهر فكرية و عقائدية متنوعة ، تختص بها كل أمة على حدا من حيث النظرة إلى الله و البشر و الدنيا ، فالحضارة دائمآٓ تهتم و تعانق الثقافة و المعرفة و العلم ، و مفهومها بالفكر الإسلامي يتقيد بمعايير الحلال و الحرام و الإيمان و التقوى ..

الدمج بين المدنية و الحضارة بمفهوم واحد ، هذا رأي أصحاب الرأسمالية و الشيوعية ، و هذا منافيا لحضارة وعقيدة التوحيد و الإيمان للأمة ، فالـحُكمُ لله وحده و السيادة للشرع ، ولا فصل بين الدِّين والسياسة ..

الأمة الرأسمالية لها حضارة عبادة الله مع عبودية آلهة أخرى، و تفضل الدِّين و تستبعده عن الدولة و السياسة، أما الأمة الشيوعية لها حضارتها بالإلحاد و بالنكران لوجود الله ، و عدم الإعتراف بالدِّين ..

حضارة الرأسمالية والشيوعية قد أساءت إلى الله من خلال نظرتها إلى الكون و المادة ، وبأن الحياة أزلية ولا خالق لها ، والكون يسير من تلقاء نفسه .....

يجب علينا أن لا نأخذ إلا بما يتناسب مع حضارتنا و عقائدنا و عاداتنا و تقاليدنا بما هو نافع لنا ..

من بعد هذه الرؤى نتطلع إلى أن الحياة برعاية الله سبحانه و تعالى ، و يجب أن نتوج حياتنا
بالصّفاء و النّقاء و العطاء و الروح الطيبة ، و التفاني و العمل على إسعاد البشرية ، و العيش في ظل الأمان والسلام و المؤاخاة و العزة والكرامة ، كي ننعم بالشّموخ و الإزدهار و الإستقرار الأبدي ...

أن نهتم بمراعاة حقوق الأطفال ، و حمايتهم من الجوع و الفقر ، و نهتم بالعلم و التّعليم و الثّقافة و الأدب مع بذل كل ما في وسعنا لتعليم الطّفل وتثقيفه بالقواعد الأدبية و النحوية ..
مع تحفيزهم و تشجيعهم باستمرار ، خاصة الأيتام والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة و تعليمهم أساليب كيفية التعامل مع الأسرة و المجتمع والمدرسة ...

هذا بجانب الإهتمام بالمعلّم ماديا و معنويا و تثقيفيا و ارشاديا ، كي يتم التّوجيه والتعلم و الإرشاد النّفسيّ الجيد للطفل على أكمل وجه...


منى فتحي حامد _ مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى