حميد العنبر الخويلدي - تحليل وقراءة لنص (القاع الخاوي) لعلي البنفسج

تلافيف العقل تجوب قاع رأسي الخاوية
تبحث عن ركن تستند اليه
عن موطيء تستريح فيه
فيخرج من جلبابه صارخا
بها
ليس للعاجزين مكان هناااااا
أُخرجْ ايها المعتوه

فأهربُ منه مذعورا

إلى اين ؟
إلى وجهة أو متكأ لا أعرفه
أمد له يدي فينشها
صارخا بي
أيها الأحمق
أما كان الأجدر بك أن
تتحسسه وتستأذنه قبل أن ترمي بنفسك بين أنيابه المكشره
وأنت الأن بين ضياع طويل
أو سقوط ليس بعده تستقيم
الأفضل لك أن تنخر بالجهة الآخرى
علك تفلح بزاوية
تأويك
يقينا…
كم كنت أحمقا حين أسندت رأسي لظل صبارة
في صحراء
وجلست اتأمل منها رشفة بلل ترطب ريقي المتصحر
اخيرا خرجتُ مطرودا
ويافطة في عنقي
كتب عليها بالخط العريض
مغلق لايسمح بالتداول
لعدم مطابقته المواصفات

علي البنفسج
26/7/2020


******

((ابداليات الطراز: بين اليوم والأمس))

* نعم النص هذا ، يفترض عليك صفات إدراكية أولًا،،وفي نفس الوقت تهب عليك نسائم الشعرية الحداثوية باعتبار ان المبنى حداثوي معاصر،،وإلا هي ذات الرؤى ذات الصيرورات التي امتطى صهوتَها شاعرٌ في الستينات مثلا وله خصوصية طرازاته ،،وبمثل ما باتت التفعيلة تلعب دورا في مزاج شاعر ،،جالس على حافة رصيف ابي نؤاس وأنسه البغدادي اللطيف ونوارس دجلة ترف تصفق بأجنحتها للفرح الزاهي للمراكب للاشرعة،، فخصائص فعل الشاعر /علي جابر /حتما لها مزاجيتها عن ذاك الستيني الذي كانت جملته غارقةً بالغرائبي والتعتيمي والغموض ، ولا نُخْليهِ من السحرية والجمال ، واستحضر قول ناقد عالمي يقول /دائما الشعر الجميل غامض كالماس ،،/
تجربة علي جابر المعاصرة في آنيتها وراهنيتها تفرض عليه جمالًا آخرًا ،،من ضمنه أداءاتُ فترته ومرحلته وهي الحداثة والاسلوبية التعبيرية والكثير ،،
وبمثل ماسمّاها النقد في منتصف القرن العشرين تسمى بإمكانات الشعر الحر
اليوم نحن في مجايلة للشعر وهذي فروض صلاة افترضها المشوار على المبدع ،،وهو سبب تغيُّر الاطروحة الفكرية عن السابق ، من متناول فرد يتناول الشعر الحر وهو يحتسي الكأس والضوء الأحمر ،، الى متناول جديد كثيف المعياريات عند ذي تجربة ترى عبيط دم ووجوه على ارصفة ساحة التحرير ذُبحت غيلةً،،وساحة السنك ويرى حزن مقهى المربعة ويرى الغرباء وهم يعنفون البغداديات ويطفئون شموع الفرح ،،يشيعون الظلمة من أجل ان لاتراهم العيون ،،وهل غير المقنّعيين حرّاس المصير،، وهل غير عراق ينزف الى الان ،،
هذي مناخات الصيغ الفنية التي تناولها مبدعنا وكانت تضغط عليه ،،مايجعله في حالة أخرى من التحليق وابتكار الصور ،،أين محتس خمرة بطرا،، من واقف على فتى ثائر يشخب وتينه دما قانيا على رصيف شارع الرشيد،،وهويكتب اسم العراق على العمود الرخامي ،،فماذا يقول علي جابر ،،بالتأكيد ان المرحلة فرضت طرازاتها عليه وعلى كل مبدع وليس المبدع فرض إرهاصاته وابتكر الابدالية، وقال علينا بتغيير التفعيلة والنمط الحر بحاصل السرد وحاصل النثر التعبيري ، فلعلنا نتشوف هذا المنظور هنا ومن خلال نص (القاع الخاوي ) وندلي بما نستدرك على الظواهر ،،
فلماذا الطرازات هذي والتي وصلت الى حد الكثرة ،،وهي صبغة جيلها وميزته ، نرجع وندلي ان الاطروحة الفكريةالحالية فرضُ نصاب المآل والاستعمال ،،ونضيف ان المتلقين لها والفاعلين ومنهم أولًا المبدعون حرصوا وحرروا منظومات الزمكان فوجدوا تطابقًا عفويا ديناميا بين ضرورات لابد ان تحصل حتما ويسوقها مبدع في فترته،، ولايمنع كشفنا هذا من ان شاعرا يبدع على طريقة المتنبي او السياب،، كل هذي سبل ومسالك لحمل حاصل حركة أمة وموروث أمين ،،،،
(تلافيف العقل تجوب قاع رأسي الخاوي
تبحث عن ركن تستند عليه ،،
عن موطئ تستريح فيه ،،)
هذا في الصورة أعلاه تلميح ثقل الاطروحة وبمثل ماعيّنا انظر عنصر الخلق كيف لبّسَهُ المبدع تلافيف العقل ، ماذا تعني تلافيف ،،،؟ نعم تعني خانات الذاكرة الجمعية وما بها من جدل يحمل الوقت ومنه اجتهاد الشاعر وعرافته ،
( قاع راسي الخاوي )،،هنا الخاوي تعني المجهد من رؤيا الأهوال والمصائب ،،ففارق كبير بين مبدع من الجيل الأول وتابعيه كان مترفًا ويتغنى بالطرب والترف ، وبين جيل علي جابر ،، هنا المهمة اعظم والمحرج لقضية يريد خلاص مصيرها ، ماعليه الا اتباع اي نوع من السبل والمسالك ، اتباع حتى جادة يسرد بها خطاه سردا ولو كانت مشيا على الأقدام فماش محرج على مهامه ، لايعرف نظما كمالية او تدابير ترف ،،يحمل بها غضونه ،،انما هي التقانة والديناميكية للوصول الى ذروة المطاف ذروة خلاص لتمر الجماهير زرافات يقودها مُبَشِّر مبدع،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ا حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري، العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى