مجدي جعفر - من الأدب الضاحك ( 5 ) مع الضاحكين : صابر والحسين

القصيدة التاسعة : قبل وبعد
دعانا الصديق ذو الكرم الوافر، إلى فطور باهر في منزله العامر، فكتبنا ( نحن صابر والحسين )، قصيدة في مقطعين : أحدهما قبل الأكل، والثاني بعد نهاية الحفل
1 – قبل :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن / كلانا – في الورى – رجل أكولُ
لنا في كل مأدبة نزال / وفي أكل الخراف غدا نصول
أيا سامي غدا يأتيك قوم / تحبُّهم الحمائم لا البقولُ !
فحاذر أن تُقدم غير شاة / بها الأسنانُ في كبد تجولُ
ولا تُبد اعتذارا إن هجمنا / عليك وأنت مفزوع خجول
تجولُ مغمغما في كل ركن / تحوقل حائرا – ماذا تقول ؟
وتسألُ : يا إلهي كيف أنجو / ففي داري أتي شر وبيل !
2 – بعد
لقد جئنا إليك ففاجأتنا / على الأطباق عذراء بتولُ
مزججةُ الحواجب مثل " بوسي " / لها في العُهر مشوار طويل
تراودني : ألا أقبل حبيبي .. / ومُد يدا .. فأثماري تميلُ
وخذ ما شئت من لحم مصفّى / ومن صدر نأى عنه الذبولُ
.....
......


القصيدة العاشرة : سفر وأوبة

.. وسافرتُ والآلامُ في القلب تنزف / ومصرُ لها في النفس ذكر مرفرفُ
وسافرتُ ظهرا للرياض لعلها / تُزيلُ عن القلب الغُبار فأعرفُ
فهذي هي الدارُ التي كان حلمُنا / يتوقُ إليها في الخيال فتعطفُ
سألنا عن الخلان فيها، فدلنا / عليهم ظريف، مُستهام، مُفلسفُ
يُحلقُ في دنيا الصحائف ناقدا / يفاوضُنا في الأكل حينا ويُصحفُ
يقولُ لنا : هل حان وقت زيارة / وألفاظه في رقة تتقصّفُ !
يٌصادقُنا في كل آن حديثُه / وفي دعوة الأحباب يمضي ويُلحفُ
يقول لنا : يا سحسُ هيا لأكلة / صداها مع الأبناء يسري يُطوّفُ
ويا صابر اسمع للصدى واتلُ بعدها / من الشعر ألحانا لسمعي تُشنّفُ
فذا مجلسُ الأمن المهزّأ ذكره / يناقشُ ما يحوي الخوانُ فيخطفُ !
صبرنا ولكن ما عدمنا عزومة / دعانا إليها المحصُ .. لا يتخوّفُ
وكيف ؟ وإن الجود بعض صفاته / ويُدعى جوادا في الأنام، ويُعرفُ
يقولُ ويُبدي أيّ لفظ يُعيدهُ / متى ياكريم القول تحنو وتنصفُ ؟
ويُلحف في الدعوى زمانا ولا يرى / سواهُ كريما في الرياض ويُسرفُ
فصابرتُ يوما بعد يوم مجاهدا / نداء وشهر الصوم كاد يُنصّفُ
أصبرني والقلبُ يحرقُهُ / وأكتم حزنا يحتويه التأسفُ
وأضحكُ من نفسي وغيظي يعضني / وما أشنع الجوع الذي لا يُكقكفُ
أهذا هو " المحصُ " المماطلُ دعوة / سنأكله في الحال .. لا نترأفُ
فقد حان وقت للرحيل لمصرنا / ولم تصدق الدعوى فهل يتلّطفُ
فاقسمت بالله العظيم ثلاثة / ولم أر نفسي في اليمين ستضغفُ
سأبحثُ عنه الآن في كل حارة / أمحّصُ كلّ العابرين، وأوقفُ
أسائلهم : أين العزومة يا ترى / ففي كل نار بالعزومة مُرجفُ
فقالوا : تولّى صاحب الدار طائرا / إلى أرض وادي النيل أمسى يرفرفُ
وإنا سنمضي للكنانة خلفه / سراعا كنور الشمس لا نتخلُفُ !
= القصيدة مداعبة للدكنور عبدالجواد المحص
.......
يقول الراحل الدكتور حسين علي محمد :
( هذه عشر قصائد كتبت في تسعة أيام من رمضان عام 1413ه، مداعبة لبعض الخلان من جامعة الأزهر، ومنهم الدكاترة : حسن ذكري حسن، محمد عارف، سامي الشيخ ... وغيرهم.
وكنا ننوي أن نكتب خمس عشرة قصيدة في ذلك العام حتى نعود إلى مصر في منتصف الشهر، ولكننا توقفنا وقفة جبرية فقد مرض أيامها الصديق الدكتور فؤاد الحطاب ثم مات وهذا ما أوقف المشروع .
أسمعنا قصائدنا هذه لمجموعة كبيرة من زملائنا، منهم الدكاترة : محمد بن سعد بن حسين، عبدالقدوس أبو صالح، حلمي القاعود، عبده زايد، أحمد زلط ... وغيرهم.)
.....
يتبع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى