هي، والسياقة، والنايّ، وعيون حزينة، رباعيةُ لوحة ٍ جُمعتْ بقدر على جدارِ السماء، أشرقت عليها نفسي المثقلة بالعتب من طحن الدنيا، والهاربة إلى فضاءِ الرحابة والهدوءِ العميقْ، الذي انهارت معه قوائمي ، ورمى بجسدي المنهكِ على اخضرار السكينة ،...ذبلت جفوني،....وتثلجت أوتاري، ودخلتْ مستسلما في مقدمات السبات ،وقبل أن أوغر إلى عمق سباتي، شق الأثير إلي صوت نايِّ حزين،أعاد إلى توتري الموروث،جلست ، وحدقت صوب الأفق،فإذا بها في ريعان العمر تتوشح بالسواد، تجلس فوق الساقية، ترخي روحها مع انسياب الماء،تقطع بأناملها الراقصة على قصبة الناي اللحن الحزين وتعجنه بزفرات الروح،شدني الصوت المثير للشجن، فتقدمت بهدوء، واقتربت أكثر فأكثر ، فسكتت بعد أن أبصرتني وقالت بصوت تخالطه البحة :من تكون؟؟
قلت : أنا المنساق بخيوط اللحن ايتها الكريمة .
قالت : ماذا تريد ؟؟قلت (وأنا أبصر بحر من الحزن الكربلائي يتماوج في عينيها):من أغرق هذه العيون ببحرالاحزان؟؟
من لوع الروح وأخرج هذه الأشجان؟؟؟ من قتل ذبالة العمر، وأطفأ في الوجه الغض ضوء الاكون؟؟ تنهدت، وصمت ثم قالت: إنه الموت، الذي نزع روحي من روحي،وقطع وريد أملي وأثخن جروحي..
قلت : من يكون؟؟
قالت : بضعة مني.....وظلي....وفرحي وحزني ....أولي وآخري...وكل أحلامي ...
قلت : اوجلست هنا لترثينه بالالحان ؟؟
قالت : بل لأعمقَ الكمدْ ، وأفَطرَ الكَبَدْ ، وأستعجلَ خروج ما بقي من الروح في الجسد، فقد سئمت الحياة دونه.
قلت : هل أدلك على خير من ذلك ايتها الوفية.
قالت : وهل ما هو خير وأوفى من لحاق شطر الروح بشطره الراحل؟!
قلت : هي فكرة أغترفتها من عمق الإيمان، أسوقها اليك مدفوعا بخلاص النية.
قالت :قل قلت : لقد خلق الله الخلائق، وهو ارحم بها من إلام بطفلها،وهذه الخلائق تمر في ثلاث مراحل من البعث، الأول قبل خلق الدنيا، وكانت الخلائق أروحا منيرة، يتآلف منها من تآلف،وتبقى الأرواح المتآلفة تعيش عشقا إلهيا في ظل الرحمن، وعندما توضع هذه الأرواح في الأجساد وتخلق في الأصلاب والأرحام، وتخرج للدنيا وتلتقي، تستكمل المرحلة الثانية من التعارف والمودة،تمهيدا للمرحلة الثالثة وهي دار البقاء، تلك الدار التي كتب للمحسنين فيها نعيما لا يستذكر معه عذاب قط مهما عظم ، والتي يكون فيها اللقاء السرمدي بين الأرواح المتحابة والمتآلفة ،فبدل أن تستحضري الوجد والكمد للحاق بتوأم الروح، اقنطي لله ، واهدي لروحه الصدقات الجاريات ، وأدعي له في عمق الصلوات، واستحضري روحه باطمئنان وإيمان بقدر الله بين التسبيحات، يكون ذلك أفضل تحضير للقاء به عندما تتعانق الأرواح الطاهرة على بوابات الجنان..........
قالت بانبهار: أو حاصل هذا سيدي؟؟!!
قلت : أولم تؤمني بما سمعتي ؟؟
قالت ، بلى ، ولكن ليطمأن قلبي
قلت : حاصل بوعد الله، الله خالق الروح والوجد والفراق والنايّ واللسان والكلام والنور والماء والحزن ، والأمل المتحفز على الجفون، ليحمل ابتسامة الرضى للعيون.
قالت :رحماك ربي، ما أعظمك ، أنت إن شأت تجعل الحزن سهلا، لقد تفجرت في داخلي ينابع الأمل، التي اشعر بها تطفأ نارا وأوقدت في جوفي مذ رحل، سيدي .... أهديت إلي الحياة مرة أخرى ، ما ذا أجزيك سيدي؟؟؟
قلت بحروف مبتسمة : الدعاء
قالت : دعاء وكفى ؟
قلت : كثير فقامت وهامت عائدة إلى المدينة وهي تقول ، اقسم أني سأكون مخلصة لوعدي ...فعدت أدراجي إلى بساطي المخضر راضيا ، امضي ما بقي لي من إجازة قبل أن تغيب الشمس...
قلت : أنا المنساق بخيوط اللحن ايتها الكريمة .
قالت : ماذا تريد ؟؟قلت (وأنا أبصر بحر من الحزن الكربلائي يتماوج في عينيها):من أغرق هذه العيون ببحرالاحزان؟؟
من لوع الروح وأخرج هذه الأشجان؟؟؟ من قتل ذبالة العمر، وأطفأ في الوجه الغض ضوء الاكون؟؟ تنهدت، وصمت ثم قالت: إنه الموت، الذي نزع روحي من روحي،وقطع وريد أملي وأثخن جروحي..
قلت : من يكون؟؟
قالت : بضعة مني.....وظلي....وفرحي وحزني ....أولي وآخري...وكل أحلامي ...
قلت : اوجلست هنا لترثينه بالالحان ؟؟
قالت : بل لأعمقَ الكمدْ ، وأفَطرَ الكَبَدْ ، وأستعجلَ خروج ما بقي من الروح في الجسد، فقد سئمت الحياة دونه.
قلت : هل أدلك على خير من ذلك ايتها الوفية.
قالت : وهل ما هو خير وأوفى من لحاق شطر الروح بشطره الراحل؟!
قلت : هي فكرة أغترفتها من عمق الإيمان، أسوقها اليك مدفوعا بخلاص النية.
قالت :قل قلت : لقد خلق الله الخلائق، وهو ارحم بها من إلام بطفلها،وهذه الخلائق تمر في ثلاث مراحل من البعث، الأول قبل خلق الدنيا، وكانت الخلائق أروحا منيرة، يتآلف منها من تآلف،وتبقى الأرواح المتآلفة تعيش عشقا إلهيا في ظل الرحمن، وعندما توضع هذه الأرواح في الأجساد وتخلق في الأصلاب والأرحام، وتخرج للدنيا وتلتقي، تستكمل المرحلة الثانية من التعارف والمودة،تمهيدا للمرحلة الثالثة وهي دار البقاء، تلك الدار التي كتب للمحسنين فيها نعيما لا يستذكر معه عذاب قط مهما عظم ، والتي يكون فيها اللقاء السرمدي بين الأرواح المتحابة والمتآلفة ،فبدل أن تستحضري الوجد والكمد للحاق بتوأم الروح، اقنطي لله ، واهدي لروحه الصدقات الجاريات ، وأدعي له في عمق الصلوات، واستحضري روحه باطمئنان وإيمان بقدر الله بين التسبيحات، يكون ذلك أفضل تحضير للقاء به عندما تتعانق الأرواح الطاهرة على بوابات الجنان..........
قالت بانبهار: أو حاصل هذا سيدي؟؟!!
قلت : أولم تؤمني بما سمعتي ؟؟
قالت ، بلى ، ولكن ليطمأن قلبي
قلت : حاصل بوعد الله، الله خالق الروح والوجد والفراق والنايّ واللسان والكلام والنور والماء والحزن ، والأمل المتحفز على الجفون، ليحمل ابتسامة الرضى للعيون.
قالت :رحماك ربي، ما أعظمك ، أنت إن شأت تجعل الحزن سهلا، لقد تفجرت في داخلي ينابع الأمل، التي اشعر بها تطفأ نارا وأوقدت في جوفي مذ رحل، سيدي .... أهديت إلي الحياة مرة أخرى ، ما ذا أجزيك سيدي؟؟؟
قلت بحروف مبتسمة : الدعاء
قالت : دعاء وكفى ؟
قلت : كثير فقامت وهامت عائدة إلى المدينة وهي تقول ، اقسم أني سأكون مخلصة لوعدي ...فعدت أدراجي إلى بساطي المخضر راضيا ، امضي ما بقي لي من إجازة قبل أن تغيب الشمس...