أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٩١ : نهاية عصر الكمامات والإثارة وبداية الروتين والملل

في ألمانيا بدأت الحكومة تدعو إلى نهاية عهد الكمامات ، فقد تلقى ٤٠ مليون مواطن الجرعة الأولى من اللقاح وتلقى ٢٠ مليونا منهم الجرعة الثانية ، وعليه فلم يعد ثمة ضرورة إلا للكمامات الطبية ، فماذا ستفعل الحكومة الألمانية بفائض الكمامات لديها ؟
آخر شريط فيديو ساخر شاهدته كانت مدته ١٥ ثانية ، وفيه يسأل مواطن خليجي صغيرته السؤال الآتي :
- لنفرض دخلنا إلى الجنة وتزوجنا الحور العين ، دخلك نساؤنا ماذا نفعل بهن ؟
والصغيرة تجيب :
- نعطيهن للكفار دفع بلاء عنا .
فهل ستتبرع ألمانيا بفائض الكمامات للعرب دفع كورونا عن الألمان ؟ أم ستتبرع بها لإعمار قطاع غزة أسوة ب ( ألتر ليفي ) الذي كتبت عنه قبل يومين ؟
عموما فإن كثيرين منا ألقوا بالكمامة في الزبالة قبل إعلان الحكومة الألمانية عن انتهاء مفعولها ، وكنا بذلك السباقين ف" شمس العرب تسطع على الغرب " ، وحين تداولت وسائل الإعلام العالمية ردة فعل القضاء الفرنسي على صفع مواطن فرنسي رئيس فرنسا لعدم التزامه بوضع الكمامة ، وأصبنا ، نحن العرب ، بنزعة مازوخية تحتقر الذات العربية ، إذ ماذا سيكون مصير مواطن عربي يصفع رئيس دولته على الملأ ؟ وجدتني صرت ملكيا بطريقة عفوية لا إرادية وقلت :
- إن الملك الأردني عبد الله بن الحسين كان أسبق من القضاء الفرنسي ، فلم يعدم المرأة الأردنية حين قالت إنها تحب أباها أكثر مما تحب الملك ، بل إنه اتصل بها وطمأنها وأخبرها أن ما قالته من حقها .
ولولا أن والده المرحوم الملك حسين كان يسلك مثل سلوكه مع معارضيه ومحاولي الانقلاب عليه ، فيعينهم وزراء ، لرددت المثل " ثلثا الابن لأخواله " .
هل حقا أعدم الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين ، كما أقرأ في أخبار الفيس بوك ويوتيوبوهاتها ، المواطنة العراقية التي انتقدت ملابسه التي يرتديها ؟ ومؤخرا شاهدت ما فعله برفاقه من أعضاء اللجنة المركزية لحزب البعث العراقي في قاعة الخلد يوم تولى رئاسة الجمهورية . لقد أعدمهم بحجة التآمر مع الرئيس حافظ الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري .
في زمن انتشار الوباء والحث على ارتداء الكمامة ربط كثيرون بين الكمامة والحمامة " كمامتك تحمي حمامتك " ولقد ظلت الحمامات سالمات استعدادا لموقعة الحور العين القادمة .نجا العرب والمسلمون والألمان وغير الألمان ونجت الحمامات و ... .
وأنا أسير أمس في السوق الشرقي التقيت بصديق قديم لي سألني إن كنت تطعمت ، وأخبرني أنه تطعم للتو وكانت أمس أسعار الكرز بانخفاض ، وكان البائعون يصرخون :
- جولاني يا كرز
و
- لبناني يا كرز
ويبدو أننا مع تراجع حدة الوباء ومع هدوء جبهة الحرب ، يبدو أننا عدنا إلى حياتنا الرتيبة المملة التي ستفتقد عنصر الإثارة ، ويبدو أنني يجب أن أتحرر من لازمة " ذاكرة أمس " فقط ، لا من الكتابة .
صباح الخير
خربشات
١٥ حزيران ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى