حميد العنبر الخويلدي - تسليح البنية النصية.. نصاب قوة الشكل ... نصاب قوة المضمون.. نص شعري للشيخ ستار الزهيري....العراق

نص شعري للشيخ ستار الزهيري....العراق


استهلالا من عنونة النص ، هناك نظرة وعي ذاتية لم يفوّتها المبدع. فكان قد اتاها بعينٍ اقتباسية ، استوقف فيها رصد الفكرة مجمعاً عليها بآلية التبعيض وا ستخدامه حرف الجر /من / ..والّا باستطاعته ان يقول
/كبرياء المعركة/ دون/ من/ وهو معنى لايُحَد ، فضلاً عن انّ العمل النّصّي يدور حول عنصر جمالي متعالٍ ، هو الامام الحسين عليه السلام،
اذاً/ من /هذا الحرف الجامد لولا اعطاه حاصلا حركيا حين عبّأه
الفنان وجعل منه بابا لماورائيات المعاني التي
استدرجها الجدل التصيّري الى حيث روح النص ومقاصده الكلية..
من /كان مفتاحاً سحرياً لمعمارية جوهرية تدفع بضرورات قدرها ،
من/ كان استشعارَ لزم وضبط ،
هكذا تبتكر المرونة والفنّية اللتان تتبعهما الصيغ في صناعة
الصور والمركّبات ذات السعة..
هذا في العنوان...
اما في المضمون وبطاناته .فالفنان اخذ على عاتقه
الغور في العدمي ليستجلب لنا خامات البنية النصّية المساهمة في خلق التراكيب وتوالداتها.
وقد يكون منها المختزن في جيوب المستتر الاقرب لانكشافات الوجودي او من كتله المادية التي يتم هدمها ، فبها مودعات تكميل وتجميل الصورة النصية،
ومن خلال هذا تستحضر احاسيس الذات واستشعاراتها ومجسّات المَلَكات والحِرْفة ليتزود منها ما يضيفه للمخلوق المستحدث في الموقف ذاته .
او نقول انها عملية تسليح البنية بما يقوّمها ويقوّيها لتملك الهيكل والجسدية لو كانت من هذا النوع
فكثير من الصور تدخل النص دون كتل او مادة انما صور قيمية او نفسية..كالحب والاخلاق والايمان واليقين . نعم يرصّن المبدع بناه بمثل هذي التحديثات .فالحياة بها الكوني من الطبيعة كالحجر وبها التاريخي كالاحداث والملاحم والحاكميات التي تركت اثرا بالوقت واصبح موروثاً وطاقة حيويةً .
ومنها النفسي المبني على مزاج الشيئيات والموجودات العاطفية ومنها بمثل ماذكرنا اعلاه بالقيمي .
هذي الوجوه هي دائرة جنى المبدع اول مشاويره في الابتكار.
او هي سِلال المعرفة التي تلاقيه في هجرته وهو يجوب ظلمة العدمي باحثا عن ممكور الصنعة..
(اكبرتُ يومك لايوم يماثله...
تهوي له الشمس اجلالا واكبارا...)
هنا حصر وتشخيص ليوم البطل
واعلان جلالته وتوقيره
اعلان تفرّد وتميّز انك ذو التاج ذو الصولجان والغلبة
المسدّد بالبرهان والكرامات المعطاة للاولياء.فلاتخف ولاتحزن فانك من الاولياء
ومعدل يومك اكبار في نفسي اولا. وقدسية وجلالة في المحيط.
او هي الهية سماوية لما تتصف ايامك ياسيدي ايها المغوار بانك من اهل الكساء وابن بيت النبوات..
فيومك يوم فرد يفسر كل ايام الطبيعة وتعجز ايامنا عن ترجمته
هذا تقدير قيمة يوم الحسين عند الشاعر .
وهذا مسحوب من جملة افهام نوعية تراكمت بفاكرة البشرية والحضارة ..واخذت تمثل العصب المركزي..
من ان الامام ثقل نوعي له تحوّلاته في الوقت وله مآلاته.
وهذي حقائق اثبتها الزمن واثبتها الوجود .ولاحاجة ان نخوض بها الان .فالبحث نقدي
فني وتفسيري لنص من الشعر اخترناه..
وهذا من جمال الحال ان الامام طاقة كونية تصلح لكل الاتجاهات والتوجهات..
( الهاشميون كلٌّ باسل انف
مدجج من سلاح الكون اقدارا)
فلعل تلك الصورة ./اكبرتُ يومك/
في خاص البطل وتواصيفه
امّا صورة الهاشميون...فقل عنها هي عام وكلية البطل الجامعة
لذا اشاد المبدع بانه المنهل والمعصوم لازلل ولاتثريب بحقيقته انه النور المتعالي من رب العزة . جعله ذا ميزة سامية مترفعة عن العادي والرث .
وكان بيّن انّ منظور /الجذور الافاق./ يحصر انّ البطل مصان
من جذوره .التي هي عند ابيه علي ابن ابي طالب . ع . وعند جده المصطفى ص وعند امه البتول وعند كلية البنى الموحدة
في شخصية جده عبد المطلب وعظمة واصالة اسرته. التي سدد الله خطاها ومااعطاها من الحظوظ الرفيعة المجيدة..
ولانتخطى فلابد من ان نذكر اخاه الحسن ع كصنو مثله . وانه ونعني الحسين ع كان خاض مخاض الثورة الكبرى الثورة الكونية في كربلاء التاريخ
وتسجيل معراج الصعود الى قيمة سيد شباب اهل الجنة التى بُشِّر بها على لسان النبوة
و/شعار هيهات منا الذلة / الذي يمثل اليوم نظرية جديرة لم تبيد ابدا..لكل الثوار والمجاهدين واحرار العالم
هكذا شاء الفنان وكان يبتكر صورَه الاعتبارية وذهنياته المليئة بالسمو والفخر
اذاً . هذا انّ متلقّى الخامات نظيفة زكية
فلابد من انها تنتج مركّبات نظيفة..
فضلا عن كتابة المبدعين العباقرة خاصةً العراقيين منهم كالشاعر الكبير الجواهري والشاعرعبد الرزاق عبد الواحد الذين كتبوا له شعرا عظيما بحق شخصية الامام البطل الكوني..
وما علق منها وتعلّق بجدران الذاكرة الجمعية او جدران مقام الحضرات القدسية والذي خُط بماء الذهب
نقول ان الشعر الذي يرقى لهذا النمط المتعالي يعتمد الفنية والموهبة العبقرية والخبرة والذات السامية.
ولعل من نكص عن هذا المستوى
اكيد هناك علل واسباب... ولسنا بصدد البحث بهذا ٠
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الناقد الاعتباري
ا٠حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى