الهادي عبد الحفيظ - الفولكلوري أس للهوية أم رافد لها؟

معنى الهوية :
السؤال عن الهوية وان ولد من رحم الفلسفة اليونانية إلا انه ولد ولادة منطقية فقد كان سؤال الهوية هو سؤال المنطق عند أرسطو قبل أن يصبح سؤال الفلسفة وعلم الاجتماع ثم علم الأنثربولوجيا.
ومعنى الهوية لفظا من هو أو هوهو وتعني هو الوجود المشار إليه الحاضر والمرادف لماهية الشيء أو الوجود المنفرد كما يرى الفارابي (1) أي ما تكون خصوصية ذاته غير موقوفة على غيره بل مستفادة منه .وتعني أيضا هوي وهو الجب العميق الذي لا قرار له ويعني النفس أو الذات من حيث هي جوهر عميق .وهي معاني على وصال بمفاهيم أخرى ذات قرابة مثل الأنا والإنية وذات النفس ...الخ غير أن الهوية تتحد اليوم من معاني مختلفة قد نحصرها في معنيين :
هوية الأنا وهوية الذات .وهي التحديدات التي أعرب عنها اريك فروم (2) حين ميز بين هوية ال "الما أوجد" ويعني هوية الأنا وهي هوية فردية شخصية ذات طابع فردي نفسي ينظر لها من منظور سيكولوجي وهو ما يسميه جون لوك (3) "هوية شخصية "وهوية ثانية يسميها فروم هوية ال " ما املك" وتعني ما سماه هوية الذات وهي هوية مفتوحة على الخارج أو هوية اجتماعية أو ثقافية أو "هوية مركبة" كما سماها ادغار موران (4).
إن الفضل يعود – إن كان ثمة فضل –للأبحاث والدراسات الأنثربولوجية في الاهتمام بالهوية من جهة ما هي مطلب الذات الجماعية ووحدتها ومن جهة وعي هذه الذات بخصوصيتها في عالم أصبح الانفتاح والتنوع فيه واقعا حيا,لم يعد بالإمكان إنكاره أو تجاهله منذ الاستعمار.واليوم يتزايد الاهتمام بمعاني الخصوصية الثقافية (5)بعد التحولات الجيو-سياسية التي عرفها العالم بنهاية الحرب الباردة وظهور طرف استقطاب عالمي أحادي أسس لمقولات جديدة للهيمنة بعد " مركزية الثقافة" مثل "العولمة "و"القرية الكونية "و"صدام الحضارات" و..." العيش معا".
فإذا كان الصراع الدولي اليوم لم تعد تحسمه شعوب أو دول بل حضارات كما يبين صامويل هتنغتون فان " الهوية الثقافية التي هي في أوسع معانيها الهوية الحضارية تشكل نماذج للتماسك والتفكك والصراع "(6) .

ما الفولكلوري ؟

أصل تسمية فلكلور- كما جاء في موسوعة وايكبيديا " من اللغة الألمانية(Volkskunde) ومعناها بالعربية (علم الشعوب) وكلمة فلكلور يقابلها باللغة العربية (التراث) وهو إرثنا عن أسلافنا من الثقافة.
ظهر المصطلح الإنجليزي فولكلور عام 1846 حيث استخدمه لأول مرة عالم الأثريات الإنجليزي سيرجون وليام تومز حيث كان مستكملا و محددا به الجهود العلمية و القومية التي سبقته في إنجلترا و ألمانيا و فنلندا و غيرها من بلدان أوروبا و قد شاع مصطلح فولكلور بعد ذلك بمعنى حكمة الشعب و مأثوراته كمصطلح يدل على موضوعات الإبداع الشعبي ثم تطورت و تقدمت مناهج علم الفولكلور و اتسع مجال بحثه ليشمل مختلف أوجه النشاط الخلاق للإنسان في بيئته و ارتباطه بالثقافة الإنسانية ككل."فاللفظ راج مع دخول الاستعمار للبلاد العربية وكان الانكليز يفهمونه على انه "حكمة الشعب" والفرنسيين على انه" المأثور الشعبي" وهي التسمية الأقرب للمعنى لان ما اصطلح عليه بفلكلور هو مجموع التراث الشفوي الذي قام جمعه على الذاكرة والحفظ دون التدوين أما إذا سجل أو دوّن فمعنى ذلك أن النص المدون وثيقة تحقق فترة تسجيله وتدوينه لا تاريخ إبداعه.وإذا اعتقدنا أن كل الثقافات إنما بدأت شفاهية قبل أن تدون وهو الحال لثقافتنا العربية وإذا اعتقدنا مع "والتر اونج أن " التعبير الشفاهي يمكن أن يوجد بل وجد في معظم الأحيان دون كتابة على الإطلاق أما الكتابة فلم توجد قط دون شفاهية " (7).فإننا سنميل إلى الاعتقاد بان معين هويتنا الأصيل يوجد في الشفوي قبل تقعيده مكتوبا في اللغة الرسمية.وهو ما نجد للدكتور محمد الجويلي الجرأة على طرحه اليوم حين قال "نعلم أن كل ما وصل إلينا من تراث عربي سواء قبل الإسلام أو بعده كان في الأصل شفويا ودون في الفترة التي نشطت فيها حركة التدوين هذا التدوين الذي ابتدأ منذ منتصف القرن الثاني للهجرة لابد انه غير قليلا أو كثيرا من هذا التراث .فالمتأمل في كتب المؤرخين المسلمين كالطبري والمسعودي على سبيل المثال يلاحظ حضور الشفوي فيهما رغم تدوينه .الشفوي وان دون يقاوم ويحضر بطريقة أو بأخرى فيما كتب منه وقد يطرح إشكالات متعددة تصل إلى تقبل النص القرآني ذاته فتثير جدلا كلاميا "(8).اليس هذا والكلام يعقب به الأستاذ جلال الربعي على كلام الدكتور الجويلي "إن جوهر الثقافة الإنسانية وقد تأسست على اللسان وحفظت في الصدور قبل أن تقيد في ألواح من طين أو على أوراق البردي أو في لحاف النخل ...ويبدو أن حضارة الإسلام لا تحيد عن هذه القاعدة بل لعلها الثقافة الواضحة المبنية على المشافهة "(9).

الموقف السلبي من التراث الشفوي؟

إذن من أين أتى الموقف السالب لجزء من تراثنا وهويتنا المسمى فولكلوري أو شعبي أو شفوي ؟
يبين لنا الدكتور عبد الرحمن أيوب أن هناك اليوم فرقا بين فولكلور و فاكلور وتعني عبارة فكلور fakelore ذلك "الإنتاج المروي الشعبي المزيف الذي سرعان ما تفتح له دور النشر أبوابها فينشر دون تحقيق علمي كما تروجه وسائل الإعلام ...وباختصار فإن هذا الصنف من الإنتاج عبارة عن وسيلة دعائية تبوّب وتحفظ مناقب "شخصية سياسية "ما " والتعريف للدكتور عبد الرحمن أيوب(10) في مقاله عن الفولكلوري العربي.وهو المعنى نفسه تقريبا الذي تعرض له موسوعة وايكبيديا ,فهو ضرب من التقليد الخاطئ والغير الأصيل الذي قد يؤسطر بشكل ما أو يقاس على مقاس التراث الحقيقي ولكن لغاية ما عادة ما تكون إما تجارية أو إيديولوجية .وهذا هو مربط الفرس في موضوعنا .
فالظاهرة الفولكلورية ( الشفوية) لم تكن أبدا مدار اهتمام دولة الاستقلال العربي لأسباب سنأتي عليها بل كانت في الأصل موضوع دراسات استشراقية ربما لان الاستعمار ذاته الذي شجع مثل هذا الاستشراق إنما كان يفعله لغايات الهيمنة والإخضاع من خلال الاهتمام بثقافات الأقليات الاثنية ( مثل البربر أو الزنوج في شمال إفريقيا) والدليل على ذلك تقلص الاهتمام بها بعد الاستقلال كما يكشف عند الدكتور أيوب حين يقول " أن المستشرقين الفرنسيين والايطاليين والألمان والانكليز على الأقل كانوا دائبي السعي خلال الفترة الاستعمارية وقبيلها لجمع مادة المأثور الشعبي في الأقطار المحتلة ولم يتقلص دأبهم إلا في الستينات (1962) مع استقلال الجزائر "(11).ومن دون شك لا يعني هذا إن الاهتمام بهذا الفولكلور انتهى بل ربما انتقل إلى دول المركز في عملية استقطاب جديدة للمثقفين العرب وخاصة لأولئك المعنيين بثقافة الأقليات الاثنية .وفي المقابل لم تعنى دولة الاستقلال بمثل هذا الموروث لأسباب يمكن تعدادها في ما يلي :
• أن هذا الموروث اعتبر ثقافة المهمشين أو الأقليات وتشجيعه من شأنه أن يؤدي إلى انفصام المجتمع وتفتته ودولة الاستقلال تعمل على صيانة هذه الوحدة بالتأكيد .( خاصة تلك الدول التي قامت أصلا على إيديولوجية الوحدة العربية ).
• لغته لغة عاربة ( دارجة بلكنة هجينة )وهي لغة شعبية لغة الشارع اليومي ودولة الاستقلال ترفع في بنود دستورها الجديد أن لغتها العربية ومن ثم فإن الدفاع عن اللغة العربية هو دفاع عن مقومات الهوية للدولة ذاتها.
• إن برامج بعض الدول – شأن تونس البورقيبية - كانت لا تتورع عن إخفاء توجهها الفرانكفوني في الاختيارات التعليمية والثقافية والفرنسية لغة الحضر ( البلدية) ضد النازحين من أهل الريف ( الآفاقيين) وهو ما كان يكشف صراحة عن نزعة تحقيرية للثقافات النائية.(كانت الفرق المسرحية الناشئة آنذاك في قفصة أو الكاف لا تتورع عن نقد هذه الظاهرة بأسلوب ساخر).
• إن مواد هذا الموروث لا يمكن أن تخضع لمقاييس بحث علمي موضوعي لطبيعة مواضيعه وخصوصيتها لكونها شفوية تعتمد شهادة ثقات ربما تذهب الشهادة بذهابهم – أو لكون الموروث متحول حسب ظرفية المجتمع – أو لكون المادة التي قيل بها أي اللغة ( اللهجة) مختلفة من جهة لأخرى ومن بلد لآخر .
• إن بعض هذا الموروث إن لم يكن أغلبه كانت له مواقف متباينة مع السلطة السياسية الرسمية إبان الاستعمار وبعدها (وقد عمل شعراء شعبيون كثيرون على فضح المخزن والقوادة بل والتصادم مع السلطان نفسه بعد ذلك.)

نستنتج :

إن هناك نوعان اليوم من الموروث يوزع بحسب تنويع الثقافة ذاتها داخل نفس المركز : بين ثقافة عالمة هي ثقافة أهل الحضر وثقافة شعبية أو فولكلورية هي ثقافة البدو .الأولى هي المركز والثانية هي الهامش ثم حتى هذه الثانية تم شطرها إلى قسمين :
Ø واحد مسكوت عنه بقي شفويا محفوظا في الذاكرة الشعبية وهو الذي تتناقله الألسن على انه التراث الصحيح نبع من مشاعر ووجدان الشاعر أو الأديب أو الراوي للحظة تاريخية صرنا اليوم نؤرخ انطلاقا منها لإحداث مضت نأت عنها الذاكرة الرسمية ( انظر مثلا في هذا السياق مجهودات محمد المرزوقي في اغلب كتاباته التي حاول فيها اعتماد المشافهة منهجا للبحث العلمي كما في "ثورة المرازيق" من خلال ما قيل شعرا في انتفاضة المرازيق أو في" دماء على الحدود" من خلال ما قيل عن أبطال الثورة ضد المستعمر وعلى الرغم من كون المرزوقي كان مقربا من أعلى هرم السلطة إلا أن أعماله الشخصية أو حتى في ديوان الأدب الشعبي التابع لوزارة الثقافة لم يكن بمنأى عن تدخلات السلطة بل وإجهاضه أو تحويره مثلما وقع مع مسرحية "المجاهد الأول" التي كان يتحدث فيها عن شخصية العربي زروق .(12).
Ø والثاني الفولكلور الرسمي كما يتم التسويق له لمجرد الفرجة والصناعة السياحية وهو ما سميناه ب الفاكلور fakelore كالذي تظهره بعض المهرجانات أو مؤسسات الإعلام الرسمي .(13).
والسؤال الموجه لهذا المبحث لماذا ننأى عن تراثنا الحقيقي بآخر هجين مركب ومزيف نحوله إلى مجرد فرجه ونجعل قائله اليوم مجرد مشهد فلكلوري نتحول إليه للتسلية أو للسخرية أو لمتعة آنية يكون محرارها ليس بالتأكيد إبداعا و قد تكون عانقت الإبداع فعلا ( في السبعينات في تونس تم منع أغاني المزود الشعبية في المناسبات الرسمية وفي الإعلام الرسمي فغنى بعضهم : أرضى علينا يا لميمه رانا مضامين ...تستنوا في العفو يجينا من ستة وسبعين ..وبعد نجاح عرض النوبة أوائل التسعينات اختيرت مجموعة النوبة لتمثيل تونس في المحافل الدولية ومن ثم بدأت المصالحة مع هذا اللون من الفن ؟؟ )..

المشافهة أس الهوية :

من خلال نماذج من الحكاية الشعبية والشعر الشعبي .
1/ الحكاية الشعبية :

بعض الموسوعات العلمية – مثل موسوعة انكارتا الرقمية ENCARTA - ذهبت إلى أن الحكاية الشعبية تعني مختلف أنماط القول الحاملة أو الناقلة للفكر سواء عن طريق اللفظ (الشفوي) أو الخط (المكتوب).بينما تذهب الموسوعة الكونية Encyclǽpedia universalis - إلى اعتبار أن الحكاية الشعبية تتحدد ب "الشفوية والثبات النسبي في بنيتها وأخيرا بقيامها على التخيل " .فما نعنيه بالحكاية الشعبية إذن كل أنماط القول من حكي وأسطورة ونادرة وقصائد مغناة وخرافات والحكايات الممثلة بالحيوان والتي كانت أساسا تنتقل انتقالا شفويا "من الفم إلى الإذن " والتي تقوم في بنائها القصصي على الخيال fiction والعجيب merveilleux , والخارق fantaisie ,والميثولوجي واللامعقول irrationnel, والمعقول plausible أحيانا أخرى .

ولعلنا لا نختلف أن نحن اعتبرنا الحكاية الشعبية في شكلها المكتوب قد مثلته حكايات شهرزاد في "ألف ليلة وليلة " و "كليلة ودمنة " وربما أيضا في "رسائل الجاحظ" و "رسالة الغفران " للمعري وسيرة ابن هشام ..وصولا ربما إلى سيرة الجازية الهلالية كما رواها وقدمها محمد المرزوقي .. علما وان هذه الحكاية تروى من السلف إلى الخلف مشافهة قد لاتصل أبدا بنفس الصورة الأولى فهناك دائما الراوي أو من نسميه في لهجتنا "الفداوي " الذي يتحكم في بنية الحكاية وفق مقتضيات المجتمع الذي يعيشه ووفق مقتضيات بناء الحكاية ( مثلا يورد الجويلي حكاية سبع صبايا في قصباية بطريقتين مختلفتين تماما واحدة يرددها أهل الجنوب والأخرى لأهل الشمال في تونس ) فالراوي هو مركز الرواية ومصدرها بعد أن نكون نسينا مصدرها الأول – لان اغلب الروايات أو الحكايات مجهولة المصدر ولا يعرف لها قائل حتى إننا نعتبر إلى اليوم جداتنا مصدر هذه الروايات التي نحفظها منذ الصغر . فالحكاية الشعبية إذن بهذا المعنى هي من "الأدب الحي و المتحرك " حسب عبارة Bernadette Bricout في الموسوعة الكونية . مع أن بها عناصر ثابتة أو شبه ثابتة في كل الأجيال أو حتى على اختلاف المجتمعات خاصة تلك التي تحمل ذات الموروث مثل المجتمع العربي ( مثل حكايات علي بن السلطان وراس الغول التي تروى في أكثر من جهة عربية أو بطولات سيدنا علي بن أبي طالب وسيفه المفروق ذو الفقار أو ذو الذوأبتين ).كما يروي لنا المرزوقي في الأدب الشعبي روايات أو أساطير كما يسميها قد تكون وردت في التراث العربي القديم وتتكرر في موروثنا بمسميات أخرى مع أن مضمونها يضل واحدا مثل حكاية " ولد قليع النجع " التي هي ترجمة شعبية لحكاية" شن وطبقة " أو حكاية "سبق السيف العذل " التي تروى بعنوان "اللي ما يسمع رأي كبيرو الهم تدبيرو" ...

ويمكن تصنيف الحكاية الشعبية إلى :
· حكايات الحيوان - الحكايات العجيبة أو الدينية - حكايات الهزل
ولا تخلو هذه الحكايات من وظائف تعمل من خلالها الذات الجماعية على نحت مكونات شخصيتها :

الوظيفة النفسية : إذ تقدم صورة عالم الخيال والفنطازيا فان الحكاية تعمل على نحت شخصية الطفل بتشكيل جانب كبير من لاوعيه فيسقط ما بداخله على إحداث وأشخاص الحكايات التي يسمعها ويتقمص بعضها وربما كبت مشاهد أرعبته فحلم بها أو سعى إلى تجسيدها في الواقع في ألعابه اليومية كأن يعمد إلى إخافة إخوته مقلدا مثلا صورة الغول في "حكاية سبعة صبايا " بترديده جملة الغول الشهيرة "سبعة صبايا في قصبايا يطيح الليل وناكلهم " أو في حكاية ابن ادم ترديد الجملة " رد بالك تظهر ابن ادم تقعد على فعلك نادم " (14) . فتظهر هذه الحكايات أول نافذة للطفل على العالم الخارجي وعلى قيم هذا العالم الذي سيطالب لاحقا بالامتثال لها كشرط للانخراط والاندماج الاجتماعي.

* الوظيفة التربوية : لا نعدم وسيلة لبيان ما تلعبه الحكاية من دور تربوي تعمل على نحت كيان الطفل في مجتمع له قيمه ومبادؤه فتصبح هذه الحكايات أول ما يعرفنا معنى الشر وواجب التنبه له وقيم الخير وواجب الدفاع عنه ونبذ الخبث والحقد والمكائد والكسل والحث على العمل والاجتهاد والإصغاء لنصائح الوالدين وحبهم وتعليم البنت معاني الحفاظ على العرض والولد معاني الشجاعة والذكاء ( في حكايات علي بالسلطان واليداس والعزوزة والشيطان ووديعة اللي متلفة السبيعة وابن ادم وهي تتقارب في مضمونها من حكايات عالمية تفتحت نفوسنا عليها مثل ذات الطرطور الأحمر أو النملة والصرار أو العنزات والذئب ..) .

الوظيفة الترفيهية : كل حكاية تحمل جانبا من المتعة يعيشها المتلقي وهو يحلق بخياله في أجواء تنسيه هموم الواقع الآسن .ترفيه في ظاهره لا يخلو من مقاصد تعليمية نبيلة في باطنه كما سبق ..حتى إن المتلقي كان يصغي بشغف كبير للحكاية على أن لاتعكرها أيه انقطاعات وأسلوب الراوي قد يزيد المتعة والتشويق كما أن زمن الحكي الذي عادة ما يكون بالليل يزيد المستمع شوقا في لحظة يحتاج فيها الذهن إلى جموح الخيال قبل أن يستسلم لعالم الخيال الحقيقي في النوم بل ربما هي حاجة نفسية لتنقية الذهن من شوائب يوم كامل قبل أن يخلد للراحة أو ربما قد نفسر هذا الشوق بالرغبة في متعة الطفولة ذاتها أليس الكبير الذي يروي الحكاية ويحفظها وينقلها أو الذي يسمعها هل تعبير نفسي عن رغبة في العودة للطفولة التي لاتعود ( انظر تفسيرات فرويد للأحلام وماركس للفن ).

الوظيفة التأريخية : بعض الحكايات تؤرخ لاحداث وقعت فعلا في زمن ما من تاريخنا رواها الناس مشافهة اما بطريقة "الخرّاف " أي الحكي أو الفداوي – الزجل – أو بطريقة غنائية تطرب السامع وتشده مثلما نسمع عن قصص الجازية الهلالية كما نظمها احمد ملاك :

يحكوا قبل ع الجازية العصرانة ** هي حرة وناسها محارير

نجع هلال كيف صوذبت فرسانه ** لشور توني على خيول تسير

على مجردة حطوا على وديانه *** يلقوا الربيع مفتق نواوير ...الخ

أو قصة حسونة الليلي مع بنت دريد التي نظمها سالم العيدودي :

يا عوم الغيد *** مانحساب تديريلي

زي بنت دريد *** غرّت بحسونة الليلي

أو كما يرويها احمد ملاك :

المظلومة يا زهوة بالي ***نا صغّير عدّيلي هبالي

انت عديلي ***اسمعني واصغ تاويلي

سمعتوشي بحسونة الليلي ***هكاكة نا مثيله جرالي​

أو مرثية البطل غومة المحمودي الذي ثار على الحكومة التركية واحتمى بقبائل الجنوب ومن اجله تم ما صار يعرف ب "خراب قبلي " وكانت كما قيل ترددها خادمته في المناسبات وهي ترثيه حتى صارت من الاغاني .

يا طار غومة طار ***نقلوه في مشوار

يا طار سيد خليفة ***في النجع لا من كيفه

بعده قعدنا عيفه ***قعاد الحطب في الدار​

وهذا جزء من قصيدة للشاعر محمد بن الطاهر يصور فيها جانبا من مأساة خراب قبلي عام 1274 هجري الموافق ل1857 ميلادي .

رسم سوق ردة قبلة البيازي **زعاقير لا وين الذليل يزازي
زعاقير لا وين الذليل يولي** نال الخزي المغزي واللي غازي
عام أربعة وسبعين يا**عين تاريخها نزل في السفاير
قبلي وبني زيد غافلين** جاهم صحيح النذاير
همام وجلاص لثنين** ونفات طاس لخماير
جوا لهلنا مغللين **مثل الجراد نشاير
داروا عليهم دورين** خلخال عالساق داير
ماقطعوا من صبايين **وما هجلوا من حراير
ظهرولهم في القفاطين** أولاد يقدوا الكشاير
لن عاد الضرب في المسالين** خشوا الخنق والقفاير
زعاقير لا وين الذليل يولي **نال الخزي المغزي واللي غازي

أو القصة المشهورة عن الدغباجي القائد المجاهد الذي ثار ضد المستعمر في الحرب العالمية الاولى في معركة "مخزن مطماطة " :

جوا خمسة يقصوا في الجرة *** وملك الموت يراجي

لحقوا مولى العركة المرة *** المشهور الدغباجي​

( غير بعيد عن ذلك حكاية برج دوز واغنيتها المشهورة لعبد الله بن علي : وقع ملطم في برج الدولة أو حكاية عقد المخزن التي دارت احداثها زمن الحرب الاولى بين رمادة وتطاوين لمحمد بورخيص الدغاري واغنيتها المشهورة عقد المخزن ناض بكله وما ندري قداش ).

2 / الشعر الشعبي :

الشعر الشعبي هو ضرب من القول المنظوم بتنغيمة موسيقية رتيبة تعطي الكلام رونقا وجمالية وهو شانه شان الشعر الفصيح له قافية ومضارب وأغراض غير انه غير مقعّد على موازين معلومة وقد نختلف في انه ضرب من الزجل كما يراه الحفناوي عمايرية (15) أو الملحون كما يسميه محمد المرزوقي (16) غير أننا نتفق في أن ما سماه عمايرية زجلا هو ما نعنيه شعرا شعبيا سوى قيل ملحونا ومغنى أو قولا مقفى ففي الحالين لا يستوي إلا بإيقاع موسيقي تطرب له أذن السامع وقد نتفق أكثر مع عمايرية لجهة اهتمامه الأكاديمي بهذا اللون من الأدب حين يشرح لنا أسباب ظهوره فيردد ما يقوله عبد العزيز الأهواني :"صار أدباء العربية لأسباب كثيرة في عزلة أو شبه عزلة عن جموع الشعب .وهنا اتسع المجال أمام الآداب الشعبية فعوضت هذا النقص بما أنتجته من مواهب أصحابها في ميادين القصص والخرافات والشعر بأنواعه المختلفة وأساليبه المتعددة . ". (17)

فغياب النخبة المثقفة أو الانتلجنسيا – أقطاب الثقافة العالمة - عن ميدان الفعل الإبداعي في لحظات تاريخية معينة سمح لأقطاب الثقافة العامية أو الشعبية لتنوب عنها الذود عن هويتها والمحافظة على ذاكرتها من التلف فانبرى الشعراء الشعبيون إلى رواية أساطير الجدود وحفظها وترديدها نغما – الأزجال والموقف في الأفراح والمناسبات العامة مثل حكاية الجازية الهلالية .شفيقة ومتولي ( مصر) أو أزجال احمد بن عروس في تونس (ق9ه/15م) التي يرى عمايرية إنها ذات قرابة كبيرة بما يوجد في مصر ) ونذكر منها على سبيل الذكر أزجال في تصاريف الزمان مثل :

الدنيا مثلها دراعة ***يلبسها كل من يجي شطاح

يلبسها يدور بها ساعة***وينزعها من بعد ما يفراح​

***

وله من الأزجال أيضا ما صار معروف على كل لسان بمثابة أمثال وحكم وان كان اغلبنا لا يعرف مصدرها الأصلي مثل:

لايعجبك نوار دفله *** في الواد عامل ظلايل

ولا يعجبك زين طفله *** حتى تشوف الفعايل​

***

وأيضا :

المصبّط ما درى بالحافي *** والزاهي يضحك على المهموم

اللي راقد على قطيفة دافي *** والعريان كيف يجيه النوم​

( 18). ( وهي تنسب اليوم إلى عبد الرحمن المجذوب من الغرب الجزائري لذا لا نستغرب أن تغنيها أول فرقة ملتزمة في تونس بداية الثمانينات أصحاب الكلمة من الكاف).

وغير بعيد عن هذه الأزجال الشعر الذي كان ضربا من وجع الذات يؤرخ لحظات الغربة عن الوطن والهجر عن الحبيبة والنضال ضد المستعمر ويكتب ملاحم الأمة حين تغيب نخبها أو يزج بها في السجون أو الأسر ويقول الحكمة ويحفظها لذاكرة الأجيال اللاحقة ...فهذا منصور الهوش بعد تمكنه من الفرار من سجنه وعبور الأراضي خلسة نحو الأراضي الليبية زمن بداية الاستعمار يقول :

هاني مشيت يا بلادنا وتهني ***غير اصلحي كانه فسادك مني .

ويقول أيضا منصور الهوش وهو الذي خرج يائسا من ضعف المقاومة :

حني لا فعلنا حاجة *** عمرت قصور الباي خليت باجة

واحد على طول الزمان دجاجة***وواحد مثيل الصل احمر عينه

كلامي معاكم نبعثه رباجه *** فيكمش لا عارف يرد علينا .​

( وهو هنا يفضح تواطؤ الباي مع المستعمر).

و في بعض الأحيان وبسبب المراقبة الاستعمارية يلجأ الشاعر إلى الرمز وما يعرف بشعر العكس هو من هذا الذي قال فيه محمد بنعون الصليعي :

نفد قلبي في الجواجي دوّد *** وريت الدجاجة في الجمل تقوّد (19).

وقال فيه البرغوثي الأب تلك القصيدة الرائعة والمشهورة :

رقي صيت من عمره تعدى سايب **استغفرت تصريف الزمان عجايب

رقت موجته فوق الشقف والصاري **وعاد السمع للوذن كان غرايب

ريت البهيمة راكبة عكاري ** عل ظهر ضبعه منادية بالغايب

الداب كاتب حجة ---** منه الضبوعه هاربة تتلجى

والكبش ريته شد ذيب وقنجه **وجايب اولاده مكتفين غصايب

البدعه الكبيرة الفار رامي سرجه**وراكب على قطوس شارف شايب ...إلى أن يقول

تكوفخت كوفخني العوج والقهره ** وهثرمت من عكس الزمان الخايب .(20)​

ولأحمد ملاك ملزومته المعروفة ب" أليف " التي صاغها على الحروف العربية من الإلف إلى الياء وهي إضافة لكونها فسيفساء من الكلمات مليئة بالعبر والحكم (21) ومن لم يسمع بأشهر ملزومة عدمية لعبد الرحمن الكافي (22).

فالشاعر نبض ضمير أمته وهويتها يعيش الأحداث ويسجلها في ذاكرته شعرا أو زجلا أو غناء ينقل من خلالها للأجيال الأخرى الأمانة التي في عهدته وهي قيم ثقافته بكل خصوصياتها إيمانا منه أن حفظ الذاكرة من حفظ هوية شعبه وتلف الذاكرة الشفوية يهدد الأمة من بعده بالتفتت والذوبان . وقد يتأكد لنا هذا التأصيل للمعنى وهذا الإصرار على حفظ الأمانة ونقلها من خلال مقارعة النصوص الشفوية الحديثة بنصوص قديمة على نحو ما فعل محمد المرزوقي في الأدب الشعبي لنكتشف جسر تواصل ممتد إلى عمق ذاتنا العربية الموغلة في القدم حين نجده يقارن معلقة امرؤ القيس في وصف حصانه حين يقول :

وقد أغتدي والطير في وكناتها *** بمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكر مفر مقبل مدبر معاً *** كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه *** كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذبل جياش كأن اهتزامه *** إذا جاش فيه حميه غلي مرجل
مسح إذا ما السابحات على الونى*** أثرن الغبار بالكديد المركل​

بوصف احمد البرغوثي لحصانه في معلقته الشعبية التي تضاهي الاولى معنى وصورة يقول:

الله لا كوت حمَّاق*** في الجري سبَّاق
غدي سيرته موش قلاق*** مطلوق إيده وساقه
ولد الكحيلي بتحقاق***جابوه سُرَّاق
باعوه بيعان تدراق***قبضو ثلاثين ناقة
أزرق كما صم الامداق***في اللون يُغماق
مرشوش ترشريش الاوجاق***دارة بداره صفاقة
مهدول ريشات الاشداق*** في الصرع لهماق
عيونه كما صُلْ بلحاق***تغلق وتفتح انشاقه
أغذف ووذنيه تلباق***وكرومته اشناق
عرصة جهل بني عملاق***في برج طاحت انطاقه
صدره كما صيد الاخناق***وقوايمه رقاق
وحوافره مثل الاطباق***والعاج أسود حواقه​

كما يقارن المرزوقي بين قول لبشار :

ظمئت وما أظمأ الى برد مشرب **ولكن الى وجه الحبيب ظميت

بهذا القول لشاعر شعبي غير معروف :

عطشان وحذاي الحليب يدومه **عطش عشق ماهوشي عطش قرجومة

والأطرف هذا التشابه بين شاعر فصيح لم يذكر المرزوقي اسمه يقول :

لم يخلق الله خلقا كنت ابغضه ***مثل العجوز وعين الكلب والقمر

هذا يصيح وهذا يستضاء به **وهذه شيخة قوامة السحر​

وبين شاعر شعبي غير معروف أيضا يقول :

ثم ثلاثة يكرهوا جياني *** ضو القمر والكلب والشيباني (23)​

كما لا يفوتنا أن نشيد بما حاول جمعه الأخ الشريف بن محمد في مداخلته عن الشعر النسائي من نماذج تؤكد أن الذاكرة الجماعية لم تكن حكرا على ما قاله فقط الرجال بل إن أمهاتنا كن في أوقات الشدة وأوقات الفرح وفي مناسبات الطرب والشغل اليومي في البيت يعبرن عن خوالج الذات من مخزون جميل يبلسم ما اجترح في ثقوب الذاكرة الجماعية أصوات نسائية تنبعث من ظلمة ركن قصي أو من وجه متسربل في وشاح يصر على أن تظل صاحبتها خارج دائرة الضوء في مجتمع باترياركي لا يعترف بغير إبداع الرجل.وان كانت الذاكرة مازالت تحفظ عند المرازيق تلك المساجلة الشعرية بين مسعودة بنت عبد الملك وعبد الله بن علي المنصوري (24) غير أن ما لا نحفظه كثير أو ما نحفظه و لا نعرف قائلته كتلك التي قالت في زوجها وفي موكب عرس تشكو ضعف باءته وتطلب طلاقها منه :

أني داي ما تـﭭدر جْمَالْ تـﭭلّه *** سحن كبدتي تاسع سِنِي بالهلّة
أني داي موشي داكم *** ومعناي ما جاشي على معناكم
أني داي لا صادف ﭭلوب نساكم *** يرﭭـّـﭫ حْدَاهُمْ لن يصيروا للّه

أو من تشكو الفقر وضيق الحال حين قصدت جارا لها فردها خائبة :

ﭭصَدناكْ ما لـﭭيناك وَﭭتِ الحَزّه *** حفرناك نلـْﭭـُوا ثراك ناشف نزّه​

أو من تشكو فراق أولادها وماعانته من اجلهم :

على الكبد درت الخشم تحت الزّبلة *** نصلّي مْغَرِّبْ والصّلا للـﭭبلة
همين في القلب المشوم احتلـــــوا *** ويشرّقوا ويغرّبوا ويولــّــوا​


والأمثلة عديدة في هذا السياق يمكن مراجعتها في مداخلة الأخ الشريف المذكورة .( 25).

هذه الرحلة القصيرة في مضارب الشعر والحكاية لا تفي بمطلبنا ولكنها تفتح نافذة باتت متأكدة اليوم لضرورة الانتباه لهذا اللون من تراثنا الشفوي الذي صار مهددا بالتلف والنسيان ولئن تجدد الاهتمام به في مناطق وأقطار أخرى مثل مصر أو بعض دول الخليج التي خصته بدوريات ومناسبات ثقافية (26) فإننا نراه – أي هذا الاهتمام – غير كاف لا من جهة التجميع والتوثيق أو من جهة الدراسة ( أقول هذا وفي ذهني معلم من أهم معالم ذاكرتنا يحترق واعني مكتبة الآباء البيض في معقل الزعيم والتي تأسست منذ 1926 واتى الحريق على أكثر من 17 ألف مخطوط نادر يتعلق بتراثنا الشفوي إذا علمنا أن اغلب المؤلفات في هذه المؤسسة من تأليف بحاثة فرنسيين زامنوا الاستعمار وكتبوا عن عاداتنا وأشعارنا وأغانينا ) فلم لا يتم الاهتمام بهذا المخزون وإلحاق نسخ منها إلى الأرشيف الوطني حتى نضمن حفظها كما أتمنى أن تصغي نخبنا وكوادرنا الجامعية لما طالب به الأستاذ العيدي بلغيث في البرنامج المتلفز "الرحلة في التراث الشعبي" إلى ضرورة إحداث كرسي للأدب الشعبي في الجامعة التونسية (27).

انتهى

المراجع:

1) يقول الفارابي :"هوية الشئ وعينيته وتشخصه وخصوصيته ووجوده المنفرد له كل واحد وقولنا انه هو إشارة إلى هويته وخصوصيته ووجوده المنفرد له الذي لا يقع فيه اشتراك " التعليقات ص21 أورده جميل صاليبا في المعجم الفلسفي ج2 ص530.

2) اريك فروم :نحو أنسنة التقنية ورد في كتاب الفلسفة المدرسي - آداب ج1 ص 168 المركز القومي البيداغوجي .

3) جون لوك :الهوية والاختلاف نفس المرجع السابق عن الكتاب المدرسي ص170.

4) ادغار موران :سياسة وحضارة عن الكتاب المدرسي للفلسفة الشعب العلمية ص126 .

5) أنه في نهاية الستينات برزت الأقلية الأمريكية من أصل إفريقي، خصوصاً بظهور منظمة "الفهود السود" سنة 1966. ثم حذت أقليات أخرى حذو حركة السود مطالبة بالاعتراف بخصوصيتها. وهذه الظرفية أنتجت "صحوة هوية حقيقية" في سنوات السبعينات. وكما لاحظ ذلك عالم الاجتماع الأمريكي روجر بروباكر(18)، فإن "تجربة الأمريكيين من أصل إفريقي مع قضية "الإثنية" باعتبارها تصنيفاً يفرض نفسه، وفي الوقت نفسه باعتبارها تحديداً ذاتياً للهوية... هذه التجربة كانت حاسمة ليس فقط لنفسها وفي داخل حدودها الخاصة، بل أيضاً في تقديمها لنموذج الاحتجاج على أساس من الهوية، وهو النموذج الذي استفادت منه جميع أنواع الهويات، بدءاً من تلك التي تتعلق بالجنس أو بالاختيار الجنسي، وانتهاء بتلك التي تتأسس على "الانتماء الإثني أو العرق".وقد انعكس هذا في حقل العلوم الاجتماعية على مستوى الهيكلة بتأسيس أقسام متنوعة بالجامعة الأمريكية مثل الدراسات الأفرو-أمريكية (ويسمى هذا القسم بـ"الدراسات السوداء")، والدراسات النسوية، والدراسات الخاصة بطائفة الشاذين جنسياً، والدراسات عن المكسيكيين المستقرين بالولايات المتحدة(19)، والدراسات اليهودية. وتبدو هوية الأقلية بالنسبة لهذه الحقول الدراسية معطى أوليًّا. كذلك قام مفكرو ما بعد الاستعمار من جانبهم، كإدوارد سعيد وكاياتري سبيفاك، بمساءلة الهويات الهجينة والمختلطة التي صنعها التاريخ الاستعماري. عن مقال: مفهوم الهوية: تاريخه واشكالاته، د. الياس بلكا، بيروت: مجلة الكلمة: تصدر عن منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، العدد 46، السنة الحادية عشرة، يمكن الرجوع لموقع مجلة الكلمة بالذهاب لمحتويات العدد 46.على الموقع التالي http://www.kalema.net/v1/?rpt=587&art .

6) انظر الشواهد في الكتاب المدرسي آداب في تقديم كتاب صدام الحضارات ص 209.

7) شاهد ل والترج اونج أورده جلال الربعي في قراءات انتربولوجية دراسة في كتابات د محمد الجويلي ص86 مطبعة علاء الدين صفاقس 2008.

8) أورده جلال الربعي في قراءات انتربولوجية دراسة في كتابات د محمد الجويلي ص87 مطبعة علاء الدين صفاقس 2008.

9) نفس المرجع السابق لجلال الربعي .ص87.

10) الدكتور عبد الرحمن ايوب : مقاله عن الفولكلوري العربي في مرحلة ما بعد الاستعمار مجلة دراسات عربية عدد4 السنة 21 شباط /فيفري 1985 .

11) الدكتور عبد الرحمن أيوب مقاله عن الفولكلوري العربي في مرحلة ما بعد الاستعمار مجلة دراسات عربية نفس المرجع السابق.

12) رواها نجله الدكتور رياض المرزوقي بمناسبة مداخلته في ملتقى محمد المرزوقي للأدب الشعبي لسنة 2009 بدار الثقافة بدوز.

13) يذكر ان الإذاعة كانت تبث برنامجا أسبوعيا تراثيا "قافلة تسير" كان يشرف عليه المختار حشيشة وينشطها سالم بوذينة والمامغلي وكان الزعيم بورقيبة يروقه أن يسمع كل صباح في الإذاعة الوطنية "مدائح وأذكار" تكتب وتغنى له من كلمات عبد المجيد بن جدوا لتيجاني زليلة الهادي السفاري والحان صالح المهدي ؟ لاجل رص الصفوف من اجل وحدة قومية لدرء خطر الانقسام الداخلي بعد الفتنة اليوسفية ؟؟؟ ) لكن منذ 1983 ظهرت محاولات جادة لتوثيق التراث مع احمد حرزالله في ديوان الفن الشعبي ..ثم في بداية الالفية الثالثة مع علي سعيدان في برنامج الرحلة في التراث الشعبي .

14) راجع في ذلك جلال الربعي المرجع السابق في مستوى متن الحكايات الشعبية من ص164 إلى آخر الكتاب.

15) الحفناوي عمايرية :الشيخ الولي احمد بن عروس أزجاله وأثره في الثقافة الشعبية العربية صدر في مجلة الحياة الثقافية عدد 110 لسنة 24 ديسمبر 1999.

16) محمد المرزوقي : الأدب الشعبي – الباب الثاني الشعر ص 49 عن الدار التونسية للنشر لسنة 1967.

17) أورده حفناوي عمايرية في المرجع السابق ص 10.

18) حفناوي عمايرية نفس المرجع السابق .

19) أورده الأستاذ محي الدين خريف في بحثه عن "الشعر الشعبي والمقاومة الوطنية من الاحتلال الىالحرب العالمية الأولى" ورد في مجلة "الحياة الثقافية " عدد50 لسنة 1988.

20) أورد محمد المرزوقي في الأدب الشعبي بعض أبيات منها ص162 ويمكن قراءتها كاملة على الانترنت في مدونة مرصد الذاكرة الشعبية على الرابط التالي هثرمت من عكس الزمان الخايب: احمد بن سالم البرغوثي.

21) معروفه جدا ومحفوظة في وزارة الثقافة أوردها المرزوقي في الأدب الشعبي ويمكن قراءتها كاملة على الانترنت في مدونة مرصد الذاكرة الشعبية على الرابط التالي رائعة احمد ملاك : أليف الادب.

22) موجودة هنا موقع مطر مطر على الرابط التالي : http://matarmatar.net/vb/t12882-8/

23) انظر محمد المرزوقي :الأدب الشعبي ص60-71 .

24) حوار الشاعرين: المرحوم عبد الله بن عبد العزيز والمرحومة مسعودة عبد الملك يمكن قراءتها كاملة في مدونة نجمة عقاب الليل للشاعر توفيق الصغير على الرابط التالي محاورة مسعودة وعبدالله

الشاعرة : بالفين كيلي ما ملي علاقـــة ةةةةةةةةةةةةةةةة لاحمل جاني عل جمل لانــاقــــــــة

الشاعر : لا حمل وافي كيلــــــــه ةةةةةةةةةةةةةةةة يزهي جميع قرايبك والعيلــــــــــة

من البعد جاباته بنات كحيلـــــــة ةةةةةةةةةةةةةةةة وغندور يرزم في عقاب نياقــــــة

ولا نجع في الظاهر يزين رحيلة ةةةةةةةةةةةةةةةة دراسات عوجة لغوها يزاقـــــــــا

الشاعرة : والله قولك ثـــــــــــابت ةةةةةةةةةةةةةةةة تفهم اوجاع القلب وامك جابـــــت

تاسع سني مليت كبدي طـــــابت ةةةةةةةةةةةةةةةة لا لجت في ظاهر وسيع رقاقـــــة

في حوش مسكر و بابه ضابط ةةةةةةةةةةةةةةةة ودلهس ظلام الليل حط رواقه​

25) يمكن الإطلاع على مداخلة الأستاذ الشريف بن محمد في مدونة مرصد الذاكرة الشعبية على الرابط التالي اول نشاط مربد دوز مداخلة للاستاذ الشريف بن محمد :قراءة في نماذج من الشّعر النّسائي

26) انظر البيبليوغرافيا البحثية التي أوردها عبد الصمد بلكبير (أستاذ جامعي من المغرب) في مقاله العرب المحدثون وتراثهم الثقافي الشعبي صدر بمجلة نزوى الصادرة عن مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان عدد14 افريل 1998 .

27) برنامج "الرحلة في التراث الشعبي" كانت تعرضه منذ سنوات التلفزة التونسية من إعداد علي سعيدان شاعر ومختص بالتراث وإخراج خالد البرصاوي ومن إنتاج شركة فاميليا للإنتاج.



الهادي عبد الحفيظ
قابس/ تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى