جوانا إحسان أبلحد - مِنْ كينونة العِطْر..

كنتُ ذرَّة بزُجاجةِ عِطرِكَ..
وشاءتْ البخَّاتُ مِنْ يدِكَ اللاهيَة أنْ ألتصقَ على ياقتِكَ..
ها قَدْ وصلنا معاً إلى الحفلِ السَّاهر
أنا الذرَّة الفارَّة مِنْ سجنِ القنينةِ العطريَّة
أنتَ مجموعُ الذرَّاتِ الأكبر بسجنٍ أكبر
أنا الذرَّة اللامرئيَّة..
حاسَّةُ الشَّمِ عندَ الآخرين لو اِشتغلتْ عليَّ، هي الدليلُ الأقوى على وجودِي العابق،
وسيظلُّ النكرة بالعِطرِ عندكَ..
أنتَ الكيانُ المرئيُّ..
حاسَّةُ اللَّمْسِ عندَ الأُخريات لو اِشتغلتْ عليكَ، هي الدليلُ الأضعف على وجودِكَ الرائق،
وسيظلُّ المُعرَّف بالشِّعر عندي..
:
أراكَ تسحلُ نفسَكَ بحبلِ التظارُفِ - لإضحاكِ النواهد -
والحبلُ اِلتفَّ فوقَ الرُكبةِ بشبريْن،
بالتناص مَعَ الظاهرِ مِنْ سيقانِهنَّ..
أراكَ تشنقُ نفسكَ بحبلِ المُجاملات الأغلظ
والحبلُ اِلتفَّ تحتَ العُنقِ بنظرتيْن،
بالتناص مَعَ الظاهرِ مِنْ صدورهِنَّ..
تذكَّرْ..
شريطُ المُجاملات سَجَّلَ مشهديْن إضافييْن :
ضرورة إعادة السيلفي مَعَ ذواتِ الفلاتر
وقـهْـقـتُـكَ المُصطنعة على نكتة قالتْها ذات السيليكون الوافر
حتَّامَ الوشمُ الجريء على زندِها، ينفردُ بتركيزِكَ ؟!
حتَّامَ يبقى شذايَ على ياقتِكَ ؟!
وظلَّ دبَّورُ هذيْن السؤاليْن يزنُّ على تأمُّلي طوالَ السَّهرة..
:
وبالتزامُن مَعَ إيقاعِ كعوبِهنَّ على أغنية سي لا في
وبالتزامُن مَعَ طـقَّـةِ الشمبانيا وماتراذَذَ مِنْها على كليْنا..
أنتَ/ كُنْتَ تُحدِّدُ طبيعة العلاقة -مَعَ إحداهنَّ- بخطِّ الكونتور العريض !
أنا/ كُنْتُ أختلجُ على حريرِ ياقتِكَ مِنْ فوضى العطور !
اِحْذَرْ !
اختلاطُ عطورِهنَّ عليكَ.. يغتصبُ وجودي عليكَ..
لَمْ تسمعْنِي..
بَلْ لَمْ يَكُنْ عندكَ أُذنٌ تلتقطُ الهمسَ مِنْ ذرَّةِ عِطر !
أجَلْ، هذا جَعَلَنِي أتلاشى بـ الأسرع.. أو بـ الأحزن..
تذكَّرْ..
بالقصيدة فقط أقوى أنْ أكُونَكَ.. وعلى سريرِ الدلالاتِ الكائنة بالشِّعر..
هكذا كُنْتُ ذرَّة مِنْ عِطركَ الثمين ليسَ إلَّا..
وما كانَ مِنْي..
لَمْ أُصَدِّقْ حتَّى اللحظة، أنَّهُ ( فعلٌ ماضٍ ناقص ) لامَحَلَ لهُ مِنْ العِطر..
:
:
30 / شباط / ألفين وَ كينونة العِطْر
:
جوانا إحسان أبلحد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى