أ. د. يحيى جبر - الأضحى... من أين جاءت

في توجيه العلاقة بين اللفظ ومعناه أسرار وأخبار، وحبال ظاهرة وباطنة، تخطر بالبال ولا تخطر، وهي لا تخضع لقانون ولا حصر،
ذبح الأضاحي يكون في العرف الإسلامي ابتداء من بعيد صلاة العيد والخطبتين، وهذا هو وقت الضحى، وقد سميت الذبيحة بأضحيّة( بتشديد الياء) ولا بأس في تخفيفها، لعلاقة بذلك، وكذلك يوم عيد الأضحى
والأصل اللغوي ( ضحو) ينصرف لدلالة تقع على ارتفاع الشمس وسطوعها ابتداء من قدر ذراع إلى ما قبل الزوال.
ويقول بنو شهر من أهل السراة: فلان يضحّي أغنامه أي يخرج بها للمرعى ضحًى، لأن العرب لا يُسرّحون الانعام إلا بعد تبخر الندا، ولا يكون ذلك إلا ضحى، لأن الندا (الطلة) يفسد بطونها.
وقوله تعالى (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) أي لا تتأذى بحر الشمس ضحى، وقد نقول: تضحّى فلان اذا اكل ضحى مثل تعشّى اذا أكل عشية أو عشاء
اذن؛ الضحى لعلاقة بالشمس، وهي في لغة التجراي ( في الحبشة وارتريا) تسحاي، أي الضحى، ويناظرها في العربية الصحو، وهو أن تسفر السماء فلا غيم ولا كدر.
وأضحى فلان معافى، كأصبح من الصبح، وأمسى من المساء، أي دخل في وقتهما، كأعرق اذا دخل في العراق، هذا للمكان وذلك للزمان.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى