حميد العنبر الخويلدي - تلويحة من باب الاعتبار

نص حداثة للشاعر غازي احمد ابو طبيخ

على ساحل العشق النووي..
*
غدًا
سوف أُطلِقُ
أزمّةَ الكلمِ
أعني
جيادَ الكلمِ الحيِّ
الذي يمشي( الهوينى) على قدمٍ مستحيلةٍ واحدة !!..

وبعدَ غدٍ
أحتاجُ إلى برهةٍ
من الصّمْتِ
ثمَّ أطلقُ أعِنّةَ الخطواتِ
خطوةً فخطوة
باتجاهِ الصيرورةِ

أعلمُ
أنَّ السلوكَ اليكِ
بحاجةٍ الى نوعِ جديدٍ من الحبّ
حبّ
لا يخضعُ لأعرافِ البردِ الكهنوتيةِ

وأعلمُ
أن جمالَكِ
يسكنُ هنا
بين أضلاعِ التكوينِ
وروحُكِ التي طالما أدهشتني
هي وجهُ المرآةِ الثاني

انتِ صنوي وحدَكِ
وقرينتي وحدَكِ
أنتِ
ومن دون مناورةٍ
حقيقة الاماني الكبار
بل انتِ
ما يجب انْ تكونَ عليه حياتي

إذْ لا يقدرُ على طاقتي
غيرُكِ أبدًا
ولا يطيقُ موجتيَ الصهباءَ
غيرُ مُتّسعتِكِ الباهرةِ المرونة!

مرةً
سالتُ نفسيَ:
يا تُرى بعد ألفٍ
كيف سيكونُ
هذا العشق النووي؟! ..
وكانَ الجوابُ مذهلًا:
-أيّها المشبوبُ الازليّ
بعدَ ألفٍ
سيزيدُ النبضُ
على عدد سنواتِ الحبّ
وسيكبرُ الحبُّ
على قدر مساحةِ هذا العالم! ..

كيف كان آدمُ يتحقّقُ
من خِلْقَتِهِ
أنا هو الآن !!..
فردوسيًا مُرتابًا
في رأسي أسئلةٌ لانهاية لها أبدا
لستُ مَعنيًا
بالهزيعِ الباردِ قَطْ
للسكونيّةِ شريحتُها الخامدة!
والمتسائلون أحبابُ الله

مافتئت أتحقّقُ
مفترعًا
كلَّ ما يُحيطني
من الأطُر الضيقةِ
من جبال الصدأ الخانقةْ
أشهقُ برأسي كوكبًا
الى حيثُ السّدرةِ العتيقةِ
وأرفعُ عقيرتي بالغناءِ

هناك
هناك.....

أغنّي بحريّةٍ مطلقةِ البهجةِ
لم يعهدْها العالمُ
حدَّ النشوةِ
حدَّ الغَشوةِ
بل حدّ الانعتاقِ البهي!!…

هل من طائرٍ
يطيرُ معي
غيرُكِ؟!…

أنا من يجيب
على هذا السؤال..

-كلا وألفُ كلا

فلا تُقصْقصي قوادِمَ الصقرِ النبيلِ
ولا تنتِشي خَوافيَهُ السادرةَ هُيامًا
لا يحقُّ لكِ ذلك أبدًا
واعلمي
أنَّ الغيابَ
يُسبِّبُ الإرتياب
والإرتيابَ يسبِّبُ الخيبةَ
والخيبةُ
تسببُ فشلَ دولةِ الإنسان ..

يا سيدةَ البحارِ السبعةِ
والآفاقِ السبعةِ
تعلمينَ جيدًا
أنّ الحبَّ روحُ الجمالِ

فيا أيّتها الجميلةُ المفردةُ
والمفردةُ الجميلةُ
لا نهايةَ لهذا الرّعافِ المجيد!!!
ولو أطلقتُ عنانَ الرياحِ
لما توقّفَ الغَمامُ الثِّقالُ
عن المطرِ
ولما توقّفتْ أعشابُ الصفحاتِ
عن الأِخضرار....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

.. الموسوي ..غازي ابو طبيخ
العراق
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تلويحةٌ من باب الاعتبار
،،===============
نص نقدي مقابل

انه الوقار بعينه ،حين تساوره خيلاء الرمز المستهام وفي الوقت المستدام ، وكذلك الحركي بحاصل ذي الجهات المتعددة الزوايا والزلفات ، فلم يترك ولو انملة قياس صغرى اذا ما شملها المسح الروحي بصيرةً وبصراً، في آنٍ واحد ،
فمَنْ هذه التي وقفت على منصّة الحظ في ذات عاشق ،،،،؟. والذي لايريد ان يتوقف ولا يشعر انه مرهقٌ من مسافات جابها اوسع من قارات الكوكب السبع ومن بعدها خرج
لمجاهيل الاستشعار ومراصد الفيوض القدرية ،
نعم هذا الانشاد مزموم من هناك ،فلعل فهمنا في مثل هذي الصفائح التنويرية وهذا التوثيق من الخلق الاعتباري المتعالي ، انّ به دافعاً واشارةً اول ما استحوذت على ذات المبدع ، وهذا من الحظوظ ان الشاعر تاتيه اشارةٌ ، حيث السيطرة في نفسه ونظمه ، طاقة الكون والوجود اكثر سيطرةً من طاقة الذات واجدر مآلاً نسبياً ، هذا يعني ان لافوضى في هجرته والتي يطلق عليها اصحابنا بعد ان تاتي الاشارة ، ياتي حثيث الاغارة ، لجني البروق حيث الملازمة ، فارواح خليقة النص متجمهرة داخلة في انذارات موقفها ، مضيئةمشعّة كالعقيق الصافي تنتظرك،
وبلحظة ان يصل اشعاع ذي الاغارة -ولنقول عنه المُغِير بعينه - من وجود الممكنات الى مساحة التناص البنيوي والذي لو اردت طبيعته ، تجده في اطر الخامة والتفكيك ، ريثما تحل روح الجامع
الحافلة بتنوير العوز والنقوصات ونعني بها روح الموهوب
المبدع حين يتجهز للخلق يتجهز بحاجة واقعه حسب عصره وحداثات الفكر المطروح ،في حينه من فلسفات ، باعتبارها القوى الحاملة والفاعلة والحاملة طبعة العصرنة حتماً،. فمبدعنا الموسوي ، اغار بعد ان استلم الاشارة وهذا نيشان انه مبدع محسوب ،
خصه غيب وقدر هناك ، وعيّن له خبير ان يشغل حيّزاً ما في زمانية ومكانية حقبة محجوزة له ، في خانات الحداثة ومراتب حضارة تابع لها ،
المبدعون صناع وبناة يرون بعين الغيبي
قبل ان يرى السياسي ، السياسي يرى امامه المحسوس المباشر اغلبهم ، وان كان سياسياً عظيما مثلا كذلك يرى بعين الاشراقي المُلهِم ولكنهم قلّة ، لذا تجد زماننا عقيماً منهم لولا الشذر المحاصر ، حتى لانخلي المشهد ،
الموسوي نال البطاقة ، واول ماضجت بخلجاته هيولى تاريخية عارمة ، تفيض تارات ، فتقتل كائنات حيوية مشرئبة، كان عاصماً لها بالتأمل طوال فترة مكثه ، قبل حث اشارةالنص هذه ،
وهذا علل اشخْصه بالموسوي وبتجربته ، سونامي الموروث طاغ دائماً، بل يستسلم له ، وهو عشق ممدوح من نوع خاص تتمنى المبدعون هذا الاستحضار ، لولا موازنة يبدونها على هذا الريح والنشاط الذي لايُصَد ولايُحَد في روح شاعرنا ،
ولو حظى غيره بهذا وهو مالك لاداة التسكين والترويض للموجة واخذ ما يمت بالحاجة منها ، ولاضافتها او ترفيد عزومه التصويرية بها ، في اللحظة لكان برع من استطاع وسيطر ،
روح الجدل الجمالي غالبة على كل تقانات النتاج منذ الوهلة البكر حتى المختتم ، كونه نص جدلي ونص اثار الجدل والمماحكة العابرة على عوالم واستمكانات المتلقي عند تضايفه في التتبع لموجودات النوع والكم في البنية ،
و نعني به تفاصيل المباني وانعكاس الواقع المستأنف من بوح المعاني ،
فالنتاج أيّما نتاج مخلوق فهو مخلوق من نصفين مستتر من جهة العدم آت مستنيراً، ومستأنف من جهة الوجود القائم كذلك مستنيرا الوجود مليء بالنور ، وهي جهة الهجرة ، واخبار مانقل المبدع من نقوصات الامكنة ،علماً ان ازمنته في روح ومشج الخامة المتصيرة سلفا والمختزلة من قبل الفنان لتتضام من القرين الاعتباري الوافد ، فعدميٌّ زائد
وجودياً مكاشفاً من قبل وعي خاص ، وعي خلّاق ، تكتمل المعادلة وتعطي فلسفة النص ثمراتها خلقاً وصورا واضافات مرصودة لاتقبل الخلل ،
هكذا بنى شاعرنا نصه ،
ولضيق مساحة الماسنجر لاكملنا البحث المقتضب ، مع العذر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ا٠حميد العنبر الخويلدي
،،العراق ،،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى