حميد العنبر الخويلدي - طفرة عجولة ام مخزون مؤجل.. قراءة في نص "مواعيد مؤجلة".. للشاعر علي السيد

مواعيد مؤجلة.. نص للشاعر علي السيد.. من العراق


لا أعرف
هل كنت عاقلا
حين قبلت ذات مرة
دعوة حضور مراسيم
حفلة زفاف امرأة
مجنونة٠٠؟
في محرابها السري
تحيطه مواقد حطب الشمس
وأكوام أبخرة أعشاب
تطرد النحس
من ثقوب نوافذ مغلقه بمسامير عاجيه
ومخالب صقور هجينة
٠٠في صباح ثلجي
تبخر الدفء
تطاير زغب العصافير
صار فراش
لمواعيد مؤجلة
إلهة البوح
تعلن هطول زخات مطر
بشارة غرق بساتين الوله
تعثرت خطوات الأمنيات ٠٠
بأطراف لحظة التوهج
مواويل صمت أبجدية
الجنون٠٠٠
لم تكتمل المراسيم
انشغل المدعوون
بمراسيم تشييع
عريف الحفل
هو
أنا ٠٠٠٠٠
علي السيد


***************************************

الصفة الغالبة في الن
طفرة عجولة ام مخزون مؤجل
====================


ايَّ نص مادامت له معمارية بناء ، اذاً ، له باب بيّنٌ
يدخل منه المتلقي ليرى ويستجم ، كما يدخل الزائر بيتاً ليستأنس ،
فحين تدخل مكاناً ، نعم تعملُ عندك الحواس ، من السمع والبصر والشم والتذوق واللمس وحتى الحدس فنّيّاً ، وهذي حتميةُ طبعٍ
يقدّرها العقل وادراكاته وحسب المقام والنصاب في الحال،
فاوْل ما يلاقيك انّ نَفَساً من ريحِ ادبٍ غربي ضج في لحظة الخلق عند علي السيد ، درى ام لم يدر ، هذا مااشبع تخاطرات النقد والتمحيص ونحن مارّون بعوالم النص،،
فصورة ،،( في صباح ثلجي
تبخر الدفء
تطاير زغب العصافير
صار فراشا
لمواعيد مؤجلة )
هذا النمط هنا له شبهٌ كمثل نمطيات الصنعة عند ادباء الغرب اغلبهم وخاصةً المدرسة الكلاسيكية القديمة ،
الشاعر فيها يهتم بالخطوط المكانية يرسم اطراً والواناً وهيئات على ما يحمل الوجود من شفرات ، وكأنْك ترى ارواحا وكتلاً مادية
امامك وحولك تلازمك ملازمة البصر وتلامسك كأنّ يداً مسكت يدك او مسكت شيئاً
منها ناعماً كان ام خشناً مقززاً ام ترْفاً رقيقاً ، وهكذا هي مرامي حاسة اللمس وغيرها في الذوق شرباً وأكلاً
وكل معطيات الحاسة وترابطها بالمكان والحدث،،
فشاعرهم يصنع ترابط بين الذات والموجود، فلعلهم يظنون ان النص عمارة
ترتقي وتهبط بمبناها وريادتها حسب هندسة الذات الخبيرة في البناء النصي ،
وهذا لايمكن ان نقول افتقار ابدا ، انما سعة جمالية ، لكون الجمال ولد بحضن الطبيعة وكذاك المبدع واحاسيسه،
الطبيعة قوة ومرتع للنبش والتفكّر والهجرة ،
فهل علي السيد تصفح قبل الخلق ديواناً على غرار حرفيتهم المونقة ، فطبع الفن يتاثر بغيره من الفنون ، وهنا مرونة حاصلة نطلق عليها الاستجابة في خلجات واستشعار الاخر ،
ام حلقة حوار ادبي كان يخوضها السيد بشارع المتنبي الثقافي قد ،،
فَتَأيّن بايونات الغربين وبمطارحات الابتكار عندهم ، فضلاً عن تقدم مدارسهم
بالتجربة والمراس، من عصر النهضة الى اليوم ،
ام كان السيد يمر بمرحلة نضوب ، والشاعر الماهر لو مر بشح الموهبة والاستعسار ، حرّك امواج بحوره بالقراءة
المتمعنة لغيره ، ينجلي بها صيهود روحيته ويستبدله بغضير مندّى مستعار من قرائته ،
( آلهة البوح
تعلن هطول زخات المطر )
هذا افق بحد ذاته مرفوع للاعلان عن تشوفات مبدع يطارد مرامه الفني،
انما النزعة الوجودية جلبت انتباه المتلقي ، كون الفنان على تلازم من دس رؤاه في خانات لهاحسابها وتاثيرها الكوني المنظور،
(لم تكتمل المراسيم
انشغل المدعوون
بمراسم تشييع عريف الحفل
الذي هو انا،،)
وبهذا المعدل من الصياغة يختتم علي السيد نتاجه المرموق والصافي صورةً ، والمنساب كساقية متصلة السلسال والنبع ،
نص عرض ارادة صفاته فتغلب عليها نمط تقانة نمط حرفي
عامل وله لمسة اصبع انه من تجريب منقول وسلوك متحول ، نقول هو نزوع ادب غربي ،، وليس غلطا ان نكشف هذا العالمي ، حيث الاجادة في الفعل والاجتياز
ذي الرفعة ،،انما هي طفرة مستقاة وعجولة او مخزون مؤجْل،


ا٠حميد العنبر الخويلدي
نقد اعتباري اعتباري ،،
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى