أَرمي إليهم بورقةٍ تأخذها الريح، كتبتُ (اتركوني معها أرجوكم).. وحدَكِ، وحدَك من يدركُ أهميةَ القلمَ بيدي، وأنني أصبحت قادرا على الكتابة.
أنظر إليهم إلى أسفل، أعناقهم مشرئبة إليّ، لابد أنهم يظنون بأن مسا قد أصاب عقلي، أو أنني سأقدم على الانتحار...
قالوا لك يوما: ما تقومين به انتحارٌ، وكنتِ تصمّين أذنيك عنهم. تتركين طلابك ووظيفتك رغم حاجتك الماسة لها، وتتفرغين لي لأكون تلميذَك الوحيدَ، وشاغَلك الأوحدَ.
نعم كنتُ وحيدا، كما أنت الآن، لكنك كنت تختبئين في حمامات المشفى، مخافة أن يطرودك و يحرموك من مرافقتي،
كنت تهمسين لي أحيانا من تحت السرير.. راحوا؟ وكنت وحدي من اسمعك.أقهقه: راحوا( فتّح)
ليتني الآن اختبئَ تحت سريرِك، ونتبادلَ الأدوارَ بلعبة الغميضة... وليتك تستطيعين أن تخبريني إذا راحوا.. يدي تخترقُ الزجاجَ كخيطٍ من نور،ٍ لأمسحَ عن وجهكِ قطراتِ الوحدةِ، أخففُ آلامَك، وأسوّي أنانبيبَ الاوكسجينِ على فمِك، ليتني ألمسُ رأسَك، كما كنت تلمسينَ رأسي الحليق،َ تمسكين بيدي لأتلمس وبرَ رأسِك، تنزعين قبعتك، وتضحكين: انظر .. صرنا نشبه بعضَنا البعض،َ كلُّنا بلا شعرٍ.. وكنت أصدقُك، نعم صدقتُك بأنني سأُشفى وشُفيتُ، ليتك تصدقينني الآن..
أراك تبتسمينَ، أجل فأنا لا أرى فمَك خلفَ الكمامةِ لكنني أرى عينيك وتشرقُ بقلبي ابتسامتهما ، يكفي نظراتُك الخائفة عليّ ،أفهمُ بأنك تخافين أن أقعَ، اُطمئِنُكِ بأن حافةَ النافذةِ عريضةٌ، وأنني مربوطٌ بكِ فلن يصيبَني مكروهٌ. ...كيف أقنعُ ذاكَ الذي يصرخُ من الأسفلِ، كي أنزِلَ أن شراييِننا متصلةٌ.. هم لا يَرَونَ الحبلَ السّري َالممتد إليك،
اشرحُ لك بتلويحِ ذراعيّ.. بقسماتِ وجهي. أطمئنك بلغة الإشارة بأنني لم أعد ذاك الطفلُ الهزيلُ فقد أصبحت شابا ويمكنني تسلقُ النوافذَ العاليةَ... أتذكرين، كنتِ تجيديْنَ التمثيلَ.. في كلّ صباحٍ تحضّرين لي مسرحيةً من تأليفِك واخراجِك وتمثيِلك .. وتبالغين بالدور الكوميدي كي تنثري السعادة بقلبي.. بدايةً كنتُ جمهورَك الوحيدَ ...ثم ازداد العدد مع رفاقي المرضى، ننتظر عرضَك المفرح،َ وهأنا أحاولُ أن أعزفَ لكِ بأنامِلِي على الزجاجِ المجحفِ بحقِك.
كنتِ تحيّرينَ الأطباءُ بإصرارِكِ على مرافقة حياتي، .. و أنا أحيّرهم بإصراري على مرافقة موتِك ...صرتِ نصفَ طبيبة،ٍ كما قالت لك إحدى الممرضاتِ يوما .. وهي تؤمّنُ مخبأك بغرفتِها اذ جاءت لجنة تفتيش طارئة .. وقالت أيضا بتنا لا نستغني عنك .. فكنت لا تبخلين بجهدك ولا بضحكاتك للأطفال من حولي ... أصبحت حكاياتُك مسكّنةً لآلامهم، أغنياتُك عبيرُ أيامِهم . حنانُك نهرٌ يصعدبهم إلى جبال الأمل، .. كنت ألمح دموعا مكابرة تسكن مقلتيك، أسألك فتقولين قذى بعيني.. لا عليك.
..قلت لي يوماً سرطانُ الأطفالِ عابر..ٌ لا تخف، سيتركك لي كي أتنفسَ بوجودِك. ولكن لا أستطيع الكذب الآن لأكتب لك بخط كبير وألصقه على زجاج النافذة .. (الكورونا عابرةٌ) .. عبرت القاراتِ كي تدهَس قلبيَ.
سقطَ قلمي إليهم وطارت أوراقي، وأنا أتوسلُ إليكِ ...تنفسي ... أنا موجود.
صديقة علي
أنظر إليهم إلى أسفل، أعناقهم مشرئبة إليّ، لابد أنهم يظنون بأن مسا قد أصاب عقلي، أو أنني سأقدم على الانتحار...
قالوا لك يوما: ما تقومين به انتحارٌ، وكنتِ تصمّين أذنيك عنهم. تتركين طلابك ووظيفتك رغم حاجتك الماسة لها، وتتفرغين لي لأكون تلميذَك الوحيدَ، وشاغَلك الأوحدَ.
نعم كنتُ وحيدا، كما أنت الآن، لكنك كنت تختبئين في حمامات المشفى، مخافة أن يطرودك و يحرموك من مرافقتي،
كنت تهمسين لي أحيانا من تحت السرير.. راحوا؟ وكنت وحدي من اسمعك.أقهقه: راحوا( فتّح)
ليتني الآن اختبئَ تحت سريرِك، ونتبادلَ الأدوارَ بلعبة الغميضة... وليتك تستطيعين أن تخبريني إذا راحوا.. يدي تخترقُ الزجاجَ كخيطٍ من نور،ٍ لأمسحَ عن وجهكِ قطراتِ الوحدةِ، أخففُ آلامَك، وأسوّي أنانبيبَ الاوكسجينِ على فمِك، ليتني ألمسُ رأسَك، كما كنت تلمسينَ رأسي الحليق،َ تمسكين بيدي لأتلمس وبرَ رأسِك، تنزعين قبعتك، وتضحكين: انظر .. صرنا نشبه بعضَنا البعض،َ كلُّنا بلا شعرٍ.. وكنت أصدقُك، نعم صدقتُك بأنني سأُشفى وشُفيتُ، ليتك تصدقينني الآن..
أراك تبتسمينَ، أجل فأنا لا أرى فمَك خلفَ الكمامةِ لكنني أرى عينيك وتشرقُ بقلبي ابتسامتهما ، يكفي نظراتُك الخائفة عليّ ،أفهمُ بأنك تخافين أن أقعَ، اُطمئِنُكِ بأن حافةَ النافذةِ عريضةٌ، وأنني مربوطٌ بكِ فلن يصيبَني مكروهٌ. ...كيف أقنعُ ذاكَ الذي يصرخُ من الأسفلِ، كي أنزِلَ أن شراييِننا متصلةٌ.. هم لا يَرَونَ الحبلَ السّري َالممتد إليك،
اشرحُ لك بتلويحِ ذراعيّ.. بقسماتِ وجهي. أطمئنك بلغة الإشارة بأنني لم أعد ذاك الطفلُ الهزيلُ فقد أصبحت شابا ويمكنني تسلقُ النوافذَ العاليةَ... أتذكرين، كنتِ تجيديْنَ التمثيلَ.. في كلّ صباحٍ تحضّرين لي مسرحيةً من تأليفِك واخراجِك وتمثيِلك .. وتبالغين بالدور الكوميدي كي تنثري السعادة بقلبي.. بدايةً كنتُ جمهورَك الوحيدَ ...ثم ازداد العدد مع رفاقي المرضى، ننتظر عرضَك المفرح،َ وهأنا أحاولُ أن أعزفَ لكِ بأنامِلِي على الزجاجِ المجحفِ بحقِك.
كنتِ تحيّرينَ الأطباءُ بإصرارِكِ على مرافقة حياتي، .. و أنا أحيّرهم بإصراري على مرافقة موتِك ...صرتِ نصفَ طبيبة،ٍ كما قالت لك إحدى الممرضاتِ يوما .. وهي تؤمّنُ مخبأك بغرفتِها اذ جاءت لجنة تفتيش طارئة .. وقالت أيضا بتنا لا نستغني عنك .. فكنت لا تبخلين بجهدك ولا بضحكاتك للأطفال من حولي ... أصبحت حكاياتُك مسكّنةً لآلامهم، أغنياتُك عبيرُ أيامِهم . حنانُك نهرٌ يصعدبهم إلى جبال الأمل، .. كنت ألمح دموعا مكابرة تسكن مقلتيك، أسألك فتقولين قذى بعيني.. لا عليك.
..قلت لي يوماً سرطانُ الأطفالِ عابر..ٌ لا تخف، سيتركك لي كي أتنفسَ بوجودِك. ولكن لا أستطيع الكذب الآن لأكتب لك بخط كبير وألصقه على زجاج النافذة .. (الكورونا عابرةٌ) .. عبرت القاراتِ كي تدهَس قلبيَ.
سقطَ قلمي إليهم وطارت أوراقي، وأنا أتوسلُ إليكِ ...تنفسي ... أنا موجود.
صديقة علي
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com