حميد العنبر الخويلدي - قراءة في نص "ابناء الالهة" للشاعر علي الوائلي

ابناء الالهة.. نص حداثوي للشاعر علي الوائلي ،، العراق

شارفت اطراف الرواية
على نهاية مفاصلها
ومازلت افتش
عن سرها الضائع
بين متاهات الفصول
وتشابك الادوار
صولجان ٌ فاقد ٌ وعيه
ورماح ٌ بلا اسنّة
تتكئ على دروعها البالية
تطلب الهدنة من الموتى

اصوات العويل
تهز جدار الصمت
تنتفض على نفسها
بأفواه ٍ مقيدة
منذ صرخات الولادة
ادمنت ابتلاع الكلام
واعتلاء المقصلة
باقدام تسوق راكبها
راقصة على شفاه الموت

إرهاصات لا تنتهي
تحطم تماثيل الخلود
على اثارها العجوز
وشوم اسماء صعاليك
رضعوا اثداء الآلهة
وتغنوا بعشق ِارض
لم يجنوا منها
سوى عذاب وتراب

علي الوائلي ،،،العراق



**************************

انّ للمكان والحدث ،،، قيمةً ووزناً في النص
======================


المبدع هو المخوّل والقادر ان يحصر الوجود المترابط معه دون سواه ، وبالتحديد فأنّ للمكان قيمةً ووزناً لهما تاثير بما يفكر به ،
فقد تكون اطروحة الفنان بنت عشّها ورقادة الحضن الذي فرخت به وكبرت وزقزقت عصافيرها ، وقد تكون الرؤيا اكبر واجدر ، وهذا مربوط بأُسٍّ من العبقرية فذ لابد ، لديه القدرة
على الاشتمال والعبور ،
كبار الفنانيين عبروا وعبّروا عن مهمات خارج حدود
مكثهم وانتمائهم وهويتهم الوطنية ،
عاشوا وتجيّروا للانسانية اتوها برؤى مبصرة رؤى اعتبارية متعالية المصير والجهة ، ك شكسبير
والمتنبي وغيرهم من عظماء الادب والارض،
ولعل هذا التقديم انطوى على فكرة وتصور فرضته
قصيدة الشاعر ( الوائلي علي ) /ابناء الآلهة/
حين تلقْيناها والتقتْنا خليقتها النصية استطاعت
ان تفترض من معطياتها على مالنا من بغية عندها
وهذا غرض النقد وعلميته، اذاً ، للنص ارادة تدخل عليك مباشرة
تجعلك في طور مرن غير طورك قبل التلقي منها تسلّمُكَ فتستلم ،
تفتح بابها كانك ضيف محبوب ، وهنا يبدأ دور المكاشفة وحسب المرام ،
النص وهّاب كالوجود ، به ما اشتمل عليه الوجود من
ظاهر ومن باطن ، من محسوس وغير محسوس ومدرك،
فالمتحري مهما اختلف غرضه يحصل عليه ،
مؤرخاً كان ام رسّاما ام اعلامياً ام موسيقياً ام سياسياً وغيره ، كانوا حتماً يحصلون على مرادهم ،
الشاعر الوائلي ،،،
هنا تطالعك رؤاه انه كان قد حصر واحتاط بشؤون
وقته زماناً ومكاناً ، وكان ناقش واثار الجدل بلهجة
وروحية مبدع ممارس وعارف كيف يدير الاسباب والنتائج ،
فالموضوع عنده في النتاج هو ازمة سياسية هي ازمة الوقت ، كان حمل العراق الوطن ،
واضعه بميزان العدل والمحاكمة ، لينصف ويميّز
ليعطي الحريات ويكسر الاسوار ،
هذي وظيفة يعتقدها كل مبدع ،
خذ اليك هذي النبوءة ٠
( شارفت اطراف الرواية،،،
على نهاية مفاصلها ،،،
ومازلت افتش،،،
عن سرّها الضائع ،،،
بين متاهات الفصول ،،،
وتشابك الادوار ،،،)
تلميح عارفٌ راءٍ ، حصر وقته وشخّص الازمة ووضع يده على العقدة الاساس ، فالشاعر مالك للغته والالفاظ افراد عنده ، اذا ما قلنا جنوده المخلصون له، الحاملون همَّه ومطامحه حيثما شاء وحيثما مكث بفكرة تصيب يعتقدها ، اللغة بديلك كلك ،في اللحظة الابداعية،
فبمفردة / شارفت /معنى ناطق بلسان حال امر ، مخبر عن معاض حملته اللغه وحصرته ،
شارفت انتهت على الخلاص او تكاد تنتهي ،،،
اطراف الرواية ،،حلو هذا الفعل التحوْلي من الاستعارات والبدائل بالدلالات ،
اطراف وكأنّ القضية ممسوكة بحبال تنتهي بحد ،
ومفردة الرواية ما هي الا كناية عن خضم من التقاطعات والاهوال والحوادث والرموز والشرعي واللاشرعي الذي جثم على صدر وطن ، ما تكفّله الا شاعر مسؤول يحس بذاته اولاً قبل غيره ،
( شارفت اطراف الرواية )، اخبار عن حال معلن وغامض ،
( اصوات العويل تهز جدار الموت ،،
تنتفض على نفسها بافواه مقيدة ،،
منذ صرخات الولادة ،
ادمنت ابتلاع الكلام ،
واعتلاء المقصلة ،،)
ردة فعل رسمها الفنان على حائط الحزن والقلق
ليتسلل الى الحل وزحزحة الكتل الجاثمة بطريق
ماكان مألوفاً لها ،
كان ينظر الى مسار يعتقده ، ويؤمن به انه طريق خلاص ،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ا٠حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري
،،العراق ،،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى