نظرت في الواجهة البلّوريّة لأحد البنوك فرأيت سماء العاصمة المتجهّمة وصورتي منعكستيْن عليها. ما هذا التجهّم الذي يعلو محيّايْ؟ كيف صرت رماديَّ الملامحِ؟ هل هناك ترابط بين السّماء و وجهي؟ انتابني شعور بالضّيق و خطرت على ذهني فكرة أنّ روحي قد غطّتها طبقة سميكة من التجهّم ما يجعلها تنقبض انقباضا خانقا فصحت بها : »كيف أصبتِ بهذه الحال؟ «
هل أذكّركَ بعودتك صباح اليوم إلى البيت دون العثور على علبة حليب لأطفالك الثلاثة ؟ هل قبّلتهم ؟ هل ابتسمت في وجه زوجتك و قبّلتها قبل مغادرتك؟ تساءلت محتجّة.
هل يشغلكِ هذا؟ أضيفي إلى كلّ ما ذكرتِ ثمن علبة الحفّاظات الذي ارتفع أربع مرّات في أقلّ من شهر. قلتها بحنق واضح.
هل وجدتَ دار نشر لمخطوطاتك القصصيّة و الشعريّة أم هذا غير كاف لأتجهّم؟ قالتها بحدّة واضحة.
أَبلغَ انشغالكِ بي هذا الحدّ؟
فقط روتين يوميّ مضطرّة لممارسته. قالتها مبتسمة
ألا تعتقدين أنّ هذا التجهّم عرضيّ لا يقدر على محو لمعان الواجهة البلّوريّة؟
أنت قلتها واجهة إذا مجرّد واجهة لا غير ابحث عميقا و لا تقف عند ذاك الحدّ.
لكن هل من الضّروريّ أن تكون ملامحي واجهة لك؟ ألا يعتبر ذلك تبادلا للأدوار بين السطح و العمق؟
هل عليّ أن أذكّركَ أنّني لم أكن فاقدة لتوازني إلى وقت قريب؟ فقد اعتراني ذاك الشعور الزوربيّ بعد غوصك في رواية زوربا، فكيف أقدر على تحقيق توازني بعد أن أبحرت بي في عوالم رواية العشق الأربعين ثمّ قذفتني في يمّ من الضحك والنسيان تلك الرواية الرائعة لميلان كونديرا؟
لم أكن أعلم حقيقة شغفك الأدبيّ ما رأيكِ لو رحلتُ بكِ إلى الأدب الرّوسيّ من جديد؟
دعني أتجاوز صدمة الجريمة و العقاب ببعض الروايات الرومانسيّة أوْ لمَ لا نغير الوجهة تماما نحو الشّعر النثريّ؟
هل عدتِ إلى غوايتك الأولى أم أسميه ضلالك القديم؟
أجل لقد عقدت صداقات حقيقيّة بل ممتعة مع روح محمّد الماغوط و تعودت على غموض أدونيس و دغدغتني سياقان هشّة في قصائد عبد الفتاح بن حمودة وأدهشتني جرأة صابر العبسي و فاجأتني نصوص ناظم بن ابراهيم و انتشيت مع صور محمّد العربي وباغتتني نصوص خالد الهدّاجي بتفكيرها في المسكوت عنه فعلا أصبحت قصيدة النثر كحُبٍّ لا أريد أن أشفى منه. هل تدرك ذلك؟
أجل أرى ذلك على وجهكِ.
أجل و كذلك على وجهِكَ
حينها تماما تحسّست وجهي، فانتبهت أنّني في غرفتي ولم أغادرها أبدا، بل كنت أنظر عبر النّافذة إلى سماء سيدي حسين المتجهّمة تجهّما يوحي بانفجار مائيّ قريب قد يفتّت الصّفحة الرّماديّة الدّاكنة في أيّة لحظة. و تذكّرت أنّني لا أملك حسابا بنكيّا في أيّ بنك فمن أين جاءت صورة الواجهة البلوريّة؟ و تفطّنت إلى أنّني لست في بيتي فأنا أنتظر نهاية الأسبوع لأرى زوجتي و أطفالي إذن سأنتظر حتى يُشحن جوالي وأهاتفهم. كما لاحظت بعض الروايات و الكتب الشعريّة مبعثرة هنا و هناك على سريري و بجانبه و فوق مكتبي فشرعت ألتقطها وأعيدها إلى الرفّ في انتظار فوضى أخرى مع قهوة المساء.
هل أذكّركَ بعودتك صباح اليوم إلى البيت دون العثور على علبة حليب لأطفالك الثلاثة ؟ هل قبّلتهم ؟ هل ابتسمت في وجه زوجتك و قبّلتها قبل مغادرتك؟ تساءلت محتجّة.
هل يشغلكِ هذا؟ أضيفي إلى كلّ ما ذكرتِ ثمن علبة الحفّاظات الذي ارتفع أربع مرّات في أقلّ من شهر. قلتها بحنق واضح.
هل وجدتَ دار نشر لمخطوطاتك القصصيّة و الشعريّة أم هذا غير كاف لأتجهّم؟ قالتها بحدّة واضحة.
أَبلغَ انشغالكِ بي هذا الحدّ؟
فقط روتين يوميّ مضطرّة لممارسته. قالتها مبتسمة
ألا تعتقدين أنّ هذا التجهّم عرضيّ لا يقدر على محو لمعان الواجهة البلّوريّة؟
أنت قلتها واجهة إذا مجرّد واجهة لا غير ابحث عميقا و لا تقف عند ذاك الحدّ.
لكن هل من الضّروريّ أن تكون ملامحي واجهة لك؟ ألا يعتبر ذلك تبادلا للأدوار بين السطح و العمق؟
هل عليّ أن أذكّركَ أنّني لم أكن فاقدة لتوازني إلى وقت قريب؟ فقد اعتراني ذاك الشعور الزوربيّ بعد غوصك في رواية زوربا، فكيف أقدر على تحقيق توازني بعد أن أبحرت بي في عوالم رواية العشق الأربعين ثمّ قذفتني في يمّ من الضحك والنسيان تلك الرواية الرائعة لميلان كونديرا؟
لم أكن أعلم حقيقة شغفك الأدبيّ ما رأيكِ لو رحلتُ بكِ إلى الأدب الرّوسيّ من جديد؟
دعني أتجاوز صدمة الجريمة و العقاب ببعض الروايات الرومانسيّة أوْ لمَ لا نغير الوجهة تماما نحو الشّعر النثريّ؟
هل عدتِ إلى غوايتك الأولى أم أسميه ضلالك القديم؟
أجل لقد عقدت صداقات حقيقيّة بل ممتعة مع روح محمّد الماغوط و تعودت على غموض أدونيس و دغدغتني سياقان هشّة في قصائد عبد الفتاح بن حمودة وأدهشتني جرأة صابر العبسي و فاجأتني نصوص ناظم بن ابراهيم و انتشيت مع صور محمّد العربي وباغتتني نصوص خالد الهدّاجي بتفكيرها في المسكوت عنه فعلا أصبحت قصيدة النثر كحُبٍّ لا أريد أن أشفى منه. هل تدرك ذلك؟
أجل أرى ذلك على وجهكِ.
أجل و كذلك على وجهِكَ
حينها تماما تحسّست وجهي، فانتبهت أنّني في غرفتي ولم أغادرها أبدا، بل كنت أنظر عبر النّافذة إلى سماء سيدي حسين المتجهّمة تجهّما يوحي بانفجار مائيّ قريب قد يفتّت الصّفحة الرّماديّة الدّاكنة في أيّة لحظة. و تذكّرت أنّني لا أملك حسابا بنكيّا في أيّ بنك فمن أين جاءت صورة الواجهة البلوريّة؟ و تفطّنت إلى أنّني لست في بيتي فأنا أنتظر نهاية الأسبوع لأرى زوجتي و أطفالي إذن سأنتظر حتى يُشحن جوالي وأهاتفهم. كما لاحظت بعض الروايات و الكتب الشعريّة مبعثرة هنا و هناك على سريري و بجانبه و فوق مكتبي فشرعت ألتقطها وأعيدها إلى الرفّ في انتظار فوضى أخرى مع قهوة المساء.