سمير بية

يا واخزا فيّ دمي هذا وجهك على بلوّر الحكاياتِ ينجلي في اللّيل المخنوق بالبكاء هذا حلمُك وارفُ الشّجر يبزُغُ من أرض تُحرقُ في الغيم هذا نبضُك حارقُ الصّوت يدقّ في حناجر البنادق هذه أسجادُ الرّفاق غيماتٌ توزّعك في الجرح البهيّ مطرا مفتوح الأيادي هذه كفّك اليمنى تضخّ القلق في شريان الصّمت...
أشرقتْ غيمة ماطرة أعلى رأسي مدّتْ أصابعها في جيبي أمسكت جوالي أرسلت طلب صداقة لمدينتي، لي وللنهر اشتكى جوالي مغصا إلكترونيا ألقته جانبا ليموت في صمت بعد انقطاع الأنترنت دعتنا أنا و مدينتي للركض نحو النّهر لبستْ أشجار الرّصيف البيكيني إتّكأت على كتفيْ الرّيح استلقتْ الأرصفة على ظهورها...
النّهر مهوُوسٌ بساقيْه اليمنى يتركها للريح تارة أغنية تارة أخرى يرسلها جدولا يسيل بعزلة مجنونة أو يركل بها ليلا سكران نحو النجمات تدحرج القمر إلى حديقة في أصابعي اليانعة تراقص ظلالا في عيون الشمس تسبح على ضفاف شتائي عكس تيّار القصيدة تراوغ دببة جائعة كسمكة سالمون عاشقة تداعب طحالب الإيقاع...
وجهُكَ مُرٌّ أيّها النّهر وأنت تعبر صوتي نحو طاولتي الضّاجّة بالأشجار شفتاك الحمراوان يابستان تشربان عصافير الصّباح من فنجاني الصّامت أنفك الحادّ وحيدٌ يدقّ مساميره في دمعاتي الدّافئة وجنتاك السّمراوان جافّتان تلمعان في كفّيّ جبينكَ الصّدِئ مبتسمٌ يقصّ خبر الماء على كرسيّيّ الخالي ملامحكَ...
مجرّد إيغال في التّفكير أفكار تقشّر عقلي فكرة أولى تحتفي بفقس دودة القزّ تحت أظافري فكرة ثانية تخيط معطفها من أوراق التوت فكرة ثالثة بعد الألف تذكّرت نسيانها الحريريّ فكرة أخرى تنبش سباتي الشتويّ كوعل نبذه القطيع في العراء مجرّد خطإ في الطبيعة أصاب العالم بدوار برنزيّ هو ضحك أشبه بثقب أسود يبتلع...
ليل المقهى نرجيلاتٌ تحتفل بعيد ميلادها ثرثرتها أغنياتٌ تحتاجها الرّوح الكسلى الرّوح الكسلى دخانٌ يكتظُّ بالحبّ الحبُّ كؤوس يفيض منها قمر الحديث قمر الحديث دهشة تجرح اللّيل بنايات الحكايا الحكايا غابة من الحنين ترتع فيها أيائل الفرح حكاية أولى تضخّ الحلم في رئة الوقت حكاية ثانية تدسّ الألفة في...
أنا باردة يضيء قامتي ظلام جافّ يدقّ رأسي انتظار أخير يستدرجني موت شهيّ إليكِ أستلقي قيلا ينقرني خوف بهيّ يشطرني صداع طيّب ظهركِ بارد كفكرة بالية ظهري المثقوب هجره نقار الخشب ركبتاكِ المغلّفتان بالرّيش دافئتان كقلوب عصافير ركبتاي تحلّقان نحو دفء أعلى الأجنحة حِجركِ يعضّني كما تعضّ ذاكرة الغابة...
وأنت تجلس تحت الشجرة تحدّثها عن جرحك تغرس أحلامك في أصص الوردات تراقب صفّا من تسعة عصافير على نافذتها قد ترغب أن تكون العصفور العاشر تنتظر غيمتيْن بمساحة جناحيْك إذا ما جرحهما البرق تضمّهما إلى جرحك السّاخن تفرّ العصافير التّسعة من دمائهما اللاّمعة من ألمك العالق في سياج الحديقة أنت الوحيد من...
استرسل الوقت في ضحكاته السّاخرة وفي إشارات ابتدعها لتستوعب كلّ نرجسيّته، فانزعجت السّاعات وتسرّب الاشمئزاز إلى بنيّاتها الدّقائق بعد أن تصاعدت رائحة الخمر من فم الوقت المترنّح. فخافت الدّقائق على أجنّتها الثواني، وانزوت في ركن بعيد عن الضّجيج والأضواء، وطلبت تعويض الكوكا كولا بالمياه المعدنيّة...
عتمة قلبها خريف يجرّ عربة الغيْم صدرها الأعلى قليلا من ظلّ اللّقالق غابة تحضن الشمس رقبتها الطريّة مسافات من الارتعاش في قلوب الأيائل شفاها القاسيتان غفوة الوقت في ظلّ الغواية وجنتاها اللّامعتان مرايا العالم المبلّلة بالبرق أنفها العالق في الهواء خلية نحل تقتات سباتًا شتويًّا عيْناها الغامضتان...
لستُ... لستُ مرفأً نائيًا ينتظر رسوّ سفن العابرين فغربتي ليستْ زرقاء كفاية كيْ تكون موجة عابرةً للنّسيان لستُ شجرةً بكامل أناقتها تنتظر آلاف السيقان و المناقير فعزلتي ليست يابسة كفاية كيْ تكون أعشاشا مبلّلةً بالزّقزقات لستُ عصفورا مقرورًا ينتظر شمس الرّبيع فبرودتي ليستْ متجمّدة كفاية كيْ تكون...
السّواد قبّرات تطير من عينيكِ تفاجئ مناخات القصيدة برياح الرمز بمياه الإيحاء شفاكِ تدحرج تفاحات النشوة على أرض المشاعر أغنيات ساخنة عن رقبتك البياض نوارس تطير تباغت توتة القلب بثلج المفاجأة كفّاكٍ سرير الذاكرة المملوء بتفاح الغواية و نعاس الشمس أناملكِ ضوء حلم سرياليّ ينثر ندى فجر ضاحك على زنبقة...
رفعت السكرتيرة سمّاعة الهاتف فجاءها صوت الوزير: استدعي لي مدير دواني حالا" _ حاضر سيّدي - سيّدي الوزير يطلب حضورك في مكتبه حالا - حسنا أنا قادم دخل مدير الديوان مكتب المدير مسرعا وعلامات الخضوع بادية عليه: - صباح الخير سيّدي خير إن شاء الله؟ - من أين يأتي الخير؟ أتجلس؟ انهض اسمعني جيدا، إنّ كلب...
رقصت الناقة فرحا قائلة: "أخيرا وافقوا على استنساخي ستصبح فصيلتي الأكثر انتشارا بعد تحسين سلالتي وجعلها خارقة للعادة سيحقنونني بدم أمركيّ و يزرعون في دماغي ذكاء صهيونيّا" ولجت الناقة المصعد في الطابق العشرين بعد المائة من البرج الزجاجيّ وضرعها يكاد ينفحر، فنزل بها إلى الطّابق التّحت أرضيّ، هرولت...
ركض "رامبو" شاقّا الغابة المطيرة وهو يحمل الأربيجي على كتفه، بينما لمع سكّينه المسنّن في حزامه وبرزت عضلاته المفتولة وشعّت عيناه الضيّقتان ببريق غمر وجهه البرنزيّ الجهم. تحرّك المشهد فإذا هو أمام مشهد مختلف تماما، أكوام الركام في كلّ مكان تصله العين بل تصله الكاميرا، وأعمدة الدّخان والغبار...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى