سمير بية - لا شيء يخرج منّي

مجرّد إيغال في التّفكير
أفكار تقشّر عقلي
فكرة أولى تحتفي بفقس دودة القزّ تحت أظافري
فكرة ثانية تخيط معطفها من أوراق التوت
فكرة ثالثة بعد الألف تذكّرت نسيانها الحريريّ
فكرة أخرى تنبش سباتي الشتويّ كوعل نبذه القطيع في العراء
مجرّد خطإ في الطبيعة أصاب العالم بدوار برنزيّ
هو ضحك أشبه بثقب أسود يبتلع الشمس
هي الشمس تجمع خيباتها الذهبية في حصّالة الغيم
هو الغيم يستجيب لصلاة الغراب المعلّم
هو الغراب يتدرب على دفن أفكاره في قرية النّمل
هو النمل يخبئ أغاني صرّار ضرير تحت لحاء الأسرار
هي بومة مينيرفا الوقفة على غصن الريبة تراقب فأر وحدتها
مجرّد هزائم مقدسة ترقص على إيقاع الفأس
كشجرة الدّهشة أصابها الوجد
هي فاكهة مسنّنة تقضم صوتي
هي سيقان عالقة في حنجرتي
هي أجنحة تنبت أعلى كتفيّ
هي مناقير تنقر شفتيّ
هو الهواء يغسل رئتيه بثرثرة الفراشات
هي الفراشات تبحث عن أحمر شفاه في جيوب حطّاب فقير
مجرّد حروب أعلنها هدهد حكيم على الشتاء
هو الشتاء يقلّم أظافره بفأس ذهبي أمام دهشة الشجرة
ينزع معطفه الحريري تحت أنظار دود القزّ
تسقط عن رأسه ذاكرة بحجم النسيان
تزحف فوق ظهره أفكار كيرقات على قيد الوجود
تطير عن كتفيه فراشات بطعم التوت
يقتفي دموع وعل في عيون الغابة
يكسر الغيم بعكّازه كي تسيل الشمس من ثقبها الأسود
يعظ الغراب بأفكار خضراء
يُنصت لترانيم النمل السريّة
يباغته نعيق الريبة بعينين لامعتين ترصد وحدته
يراقص دهشته بساق واحدة
فيسّاقط صوتي فاكهة
تركض حنجرتي بلا سيقان
تطير كتفاي بلا أجنحة
تزقزق شفتاي بلا مناقير
تثرثر شفتاي بلا هواء
أصير حطّابا فقيرا على قيد الألوان

سمير بية/تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى