سمير بية - "ناقة F35"

رقصت الناقة فرحا قائلة: "أخيرا وافقوا على استنساخي ستصبح فصيلتي الأكثر انتشارا بعد تحسين سلالتي وجعلها خارقة للعادة سيحقنونني بدم أمركيّ و يزرعون في دماغي ذكاء صهيونيّا"
ولجت الناقة المصعد في الطابق العشرين بعد المائة من البرج الزجاجيّ وضرعها يكاد ينفحر، فنزل بها إلى الطّابق التّحت أرضيّ، هرولت نحو سيارة الهامر فألْفت السّائق يفتح لها الباب الخلفيّ لتصعد، فأشارتْ عليه بالانطلاق مباشرة نحو المبنى الجديد لسفارة الكيان الصّهيونيّ فهي تريد حضور حفل التدشين. اعترضتها رائحة نتنة وهي تلج بهْو السّفارة فرحّب بها أحد الصّهاينة الجدد ورائحة كريهة تسبق ابتسامته الصفراء، وقادها إلى غرفة وُضعتْ فيها آلة الحلْب بستّة رؤوس رُكّبت الخراطيم فشرعت تمتصّ الضّرع المملوء إلى أن فرغ، ثم تمّ الاحتفاظ بنسخة من حمضها النوويّ، بعدها وقع حقن الضّرع ببوْل أشدّ نجاسة وطُبع عليه نجمة داوود(الآن صِرْتٍ ناقة من فئة F35) هكذا أضاف أحد الأفواه النتنة.
وقدّم لها زجاجة خمر امتنانا لصنيعها فشربتها دفعة واحدة والتحقتْ بحفل التّدشين فرقصتْ وغنّتْ و شربتْ حدّ الثمالة، فتمّ جرّها خارج مبنى السّفارة بعد تقييدها بينما تعالى صوت من الخلف : اذبحوها و ألقوا لحمها لكلابنا الجائعة.


سمير بية / تونس


- "ناقة F35" من مجموعتي القصصية سأعيدها سيرتها الأولى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى