سمير بية - هوسٌ نهريٌّ

النّهر مهوُوسٌ بساقيْه
اليمنى يتركها للريح تارة أغنية
تارة أخرى يرسلها جدولا يسيل بعزلة مجنونة
أو يركل بها ليلا سكران نحو النجمات
تدحرج القمر إلى حديقة
في أصابعي اليانعة
تراقص ظلالا في عيون الشمس
تسبح على ضفاف شتائي
عكس تيّار القصيدة
تراوغ دببة جائعة
كسمكة سالمون عاشقة
تداعب طحالب الإيقاع الرّاكدة
في قاع الرّوح النّائمة
تنبش أصابعها الخمسة طمي القلق
في رأسي المشتعل
تدوس قدمها الملساء بحيرة ساكنة
تحت لساني المالح
تطفو زنبقة عاشقة
على سطح قلبي اللاّمع
هذا النّهر قد يكون قطع ساقه اليسرى
علّقها بعشّ الكوندور
لتصطاد الرّيح بأنشوطة أغنية
أو جدولا أصابته العزلة بالجنون
لتدحرج النجمات إلى حانة الليل
أو قمرا قطعت جزّازة العشب أصابعه
لتحرس الشمس من ظلال باردة
أو القصيدة من برد الشتاء
لتطعم الدّببة آخر أسماك السالمون
لترتّب إيقاع الطّحالب
أو نوم الرّوح الرّاقصة
لتغمر طميا مشتعلا في رأسي بالقلق
أو بحيرة تحت لساني بسكون أملس
لتغريَ قلبي بالطّفوِ على سطح العشق
أو زنبقة باللّمعان
الآن يتدلّى نهري
من ساقيّ
ريحًا
جدولا
ليلا
قمرا
ظلالا
شتاء
دببة
أسماكا
طحالب
طميا
بحيرة
سكونا
زنبقة
لمعانا
هوسا جديدا

سمير بية/تونس
28/04/2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى