سمير بية - وجهُكَ المُرّ كوجْهِي

وجهُكَ مُرٌّ أيّها النّهر
وأنت تعبر صوتي
نحو طاولتي الضّاجّة بالأشجار
شفتاك الحمراوان يابستان
تشربان عصافير الصّباح
من فنجاني الصّامت
أنفك الحادّ وحيدٌ
يدقّ مساميره
في دمعاتي الدّافئة
وجنتاك السّمراوان جافّتان
تلمعان في كفّيّ
جبينكَ الصّدِئ مبتسمٌ
يقصّ خبر الماء على كرسيّيّ الخالي
ملامحكَ الباردة عطشى
تلتقط صوتي المُرَّ
تشرب ضجيج الظلال من جدول طاولتي
تقبّل زقزقات صباحية حمراء
تتحدّث إلى أجنحة فنجاني
تطرق دمعاتي بمطرقة الشّمس
تغسل كفّيّ بلمعان أسمر
تنثر ابتسامات مبلّلة على كرسيّّ صدئٍ
تعبر بوجهكَ إلى الأصوات المُرّة
المُظلّلة
اليابسة
الصّامتة
الوحيدة
الدّافئة
الجافّة
المبتسمة
الخالية
العطشى
كَوَجهي

سمير بية /تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى