حميد العنبر الخويلدي - احداثيات المطلبي في تعيين خامات الحِسن.. قراءة في نص عمود للشاعر عبد الفتاح المطلبي

نص عمود للشاعر عبد الفتاح المطلبي..العراق


اعيذك بالذي اجرى فراتك
منَ النارِ التي سَفَعَتْ حياتَكْ

أعيذك من ضِباعٍ سالَ منها
لعابُ الغدرِوانتحلتْ صِفاتَك

رأيتُكَ والحرابُ تلــــوذُ خوفاً
بلحمِكَ وهي تستعدي قُلاتَكْ

رأيتُكَ والرصاصُ أتى هلوعاً
يوفرُ موتَهُ مـــنْ حيث فاتَكْ

فديتُكَ خيرَ مُعتــَـــــــدٍّ بجرحٍ
إذا نزفَ الدِما أدّى صَلاتـَكْ

صَفوحاً عنْ مُـدىً لاذتْ لتَبقى
بظهرِكَ وهيَ تستجدي فُتاتَكْ

وكم بغتِ المسوخُ عليكَ ظـلماً
فكنتَ تذودُ مســـــتلاًّ أناتـــَك

وكمْ منْ آهةٍ تبغـــــي خروجاً
ظَفـَرْتَ بها ولـمْ تجتزْ لهاتـَك

لمَمْتَ شتاتهم مــــــن كلِّ فَجٍّ
وقد غدَروا ليرتكــبوا شتاتـَك

أعيذُك مــــن خؤونٍ قد تمادى
وظنّ بأنهُ يلـــــــــوي قَناتــَك

وراح لسانـُه المشـــــطوربغياً
يبثّ السّمَّ عــــلَّ بــــهِ مماتك

أراك وقد أحاطــــــتكَ المنايا
فهل حصّنتَ من خللٍ أداتَك

وأينَ بنوكَ هل ناموا بكهفٍ؟
و أبقى الدهرُ من جهلٍ عُداتك

قطيعُكَ والضِباع عليهِ دارَتْ
فهل من فادحٍ أعمى رعاتك

ألا يا أيها الوطـــــن المُسجى
دع المأفونَ واستصرخْ عُراتَك

ولا تركــنْ لذي تَرَفٍ تباكى
عليكَ ورمحهُ يهـوى رُماتك

أرى بين الرصافةِ بعضَ حزنٍ
وبين الجسر قد يُؤسي مهاتك

و نخلٌ بالعراقِ اصطفَّ جنداً
يضارعُ مـِـــنْ مثابتهِ حُماتَكْ

فمِنْ سعَفِ وعرجونٍ سلاحٌ
لعلّ رصاصَةٌ فيـــــهِ نواتَك

وصبرا ياعـــــراق فِداكَ قلبي
سأُحييَ مـن شراييني مواتك

رويداً والدوائــــــــرُ دائراتٌ
أرى في الجو قد حامتْ بُزاتَك

فحسبُكَ أن رملَ الأرضِ جندٌ
تُقاتلهم وتحصبُــــهم حصاتكْ

يمرُّ الدهرُ والأيــــــــامُ تترى.
وتبقى شامخا نرجو غداتك

....................... ............................

النص النقدي المقابل....اعتباريا

احداثيات المطلبي في تعين خامات الحِسن

============================

وكالعادة يجذبني الشعرُ.. صوتُ الاوّلينَ والمعاصرينَ..وكان الوقع ياخذني امتاعا ..ولكني افلتُ منه الى بُرْجي.. فلعلّ الغايصَ تحت جلدة الوجود يقلّبُ اوراقا دفتريةً
من الضوء..اشهدني عليها..
واوقفني عند عنوان..بارز بدايته بالكوفي الطَّلِس.. نظرتُ له ماكانت له وشماتُ تنقيطٍ..وذي صفة البدايات البكر ..او قل هي الجذور...ولاتجعلني كاذبا..انما هي هي بمثل ماعبّرتُ من فحوايَ..
نعم وجدتُ ثيمتَكَ الاصلَ ..وقفت عليها.. لمستُها تلمعُ تشعُ كالنجمة..لها تدوير وحواش مقرمطات ..لم ياكلْها العتق..انما طبعها الاشْرِئبابُ..
حين لمستُها ..سمعتُ همسَها مَنْ ادخلَكَ.....؟ كيف وصلتَ .....؟ قلتُ لها اُصْمُتِ ..فلعل صاحبَكِ بخير..كانت تعرفكَ
قالت عبدالفتاح..
هززتُ حنكي.. قالت مبروك لكما..
واخذها عشقُكَ..
حد ان اهملتْني ولم احزنْ فلعلها روحُك اخرجت صورتَك نعم نراه حزينا ملتاعا موجوعا
تكوّرَ الهمُّ في قلبه كالمدن العواصم..كُلّفَ عبد الفتاح..ان يمسك خيزرانته..ويعس ويجس
على طريقة بن الخطاب رض..
ولكن الغربة والوحشة والتيه
اوسع من ممكنات ذاته..ندري تلتحف الوطن كالبوم المشؤوم..
كظلمة الخفافيش...ارخبيلاتٌ من القرف المهرول كل حين..
ولكننا نامل اليقين بالمخلصين...
ابشروا حتى وان قلَّ قليلُكم فانتم الاعلَوْنَ...
المبدع سيد الوقت..يُكاشَفُ وجوديا ، يستشعرُ ولايعرفُ.تجدُه يعيشُ ظنونه، يستنجدُ بمَلَكَتِهِ من قلقه، يُكثِرُ التلفّتَ، والهذيان..
حد لو راقبتَهُ تراه خائفا جدا..فلعله في تفسيرنا يستلم هزهزات وحسيس الاتي من القدري
اقساطا اقساطاً تاتي روحا وتوزعات تعي تركيباتها حين تختلط بالمُشتَرِك وما يوجب عليه اعطاءه...للصورة المبتدعة احداثا..
فحين تجهز الحضورات هنا تحل الذات السامية..لتجتهد وباذن قدرية التناسب..
وتبدي الاشياء مبهورة بالحسن كل شيء مضيء كالقارورة ظاهرها يكشف باطنها..تدخل العشق والحب..فلعل من دخل استسر ظنونه وسلَّمَ وديعته لمن احب..كلها اي كل مادخل بنص المطلبي ضمناً سلم وهجه تسليما
عن رضىً واقتناع..ان الحياة سوف تسد نقصها الان وان تاخرت
بقيت مثلومة...وهل يقبل مبدع مثل المطلبي ثيمته من الجذور ان نعيش وقتنا مثلوما...
طبعا لا..وليس متفضلا علينا انما هو اسير /ارادة واختيار ومكاشفة/
.....فالصيد هذا في راي اصحابنا الاعتباريين ، جاء نتيجة عن نظم روحية مكاشفاتيه يدخل بها المطلبي حلوليته الخاصة..ويتلبس الكون الوجود ويتلبسه وتبدو عملية تعاطي وعملية تخارج وتخالط الممكنات في الهيكل وااروح..اذ تخلق الصور حية فاعلة...
النص هذا عرض لنا ان المطلبي ليس شاعر عشق وغزل انما شاعر تنويعي موسوعي الاغراض..
بذات النفس الذي يكتب به عن الحبيب ، يكتب به عن الوطن..وعن اي غرض...ينبوع نضاخ ساخن الحواف والقرار...
...................

رد الشاعر.......

.......حميد العنبرالخويلدي إن قالةً مثل ((النص يعرف قارءَهُ)) ويختاره اختيارا أجد فيها اليوم نموذجا لصدقها وعميق حجاجها بالمثل الحي ، يدخلُ أستاذنا الناقد أبو فجر دخول العارفين الهيّامين وكأنني أراه في دكةِ درويش من دراويش الإستبصار والعرفان ، جمهورهُ الكلمات ومريدوه المعاني وعصاه لغته الصافية وهو يروي لنا قصة تكررت آلاف المرّات لكنها لم تُسمع في هذه الآلاف مرةً على مقام الخويلدي أبي فجر فهذا المقام وإن تشابهت القصص ، هذا المقام لا يجيد التدويم به إلا رأسُ نفيضةٍ عرفانية ، النظم هو ذاته لكن هذا العارف الخويلدي لا يسكر إلا بالحقيقة وتطربه ويهيم بكلمة الوطن ، لا أدعيَ أنني أعرفه عن قرب لكنني أجزم أنه كلما كبا الوطن يشهق لكبوته وربم يغمى عليه حبا بهذا الوطن ، شكرا لك أستاذنا أبا فجر على طريقتك التي جعلتني أعرفك ساردا فذا وناقدا كبيرا وعرفانيا يجيد تدويم رأسه في فلك التطريب والغُنا الروحي ويذوبُ شهدا في حب الوطن ، تحياتي إليك وامتناني .

رد الناقد....
. تحياتي مع الاماني العريضة استاذنا الفذ الشاعر الفتاح المطلبي.. او ابو الفتوح المطلبي. فنصوصك فتوح....لاتحسبني مادحا
ماارتجي منك شيءا ابدا ...انما المبدعون اخوة...نعمتك نعمتي كلنا من اصل الغمام قالوها ولم يحضرني البيتان المثل قبلُ...
كنتُ اشكّكُ بمنهجيتي اقولُ اين مَنْ ابحثُ عنهم....؟ اين الاعتباريون الاعلون او الاعتباريون العالون او دونهم من الاعتبارية البنّاءة.......؟ ..انا لا اريد ان استخوذ على فنّكَ انما فنونك هي ملك الحياة حين خرجت من ارحام ذاتك النَّيّرةِ الطينة..وهذا حقي في البحث ..
لايمنعني مَن كان..اياً كان
انما هي حلقات مفتوحة للوقت وتجليات وبمثل ماقلت سلفا ...
لعل النص يختار متلقيه...
نعم لعلني اجد نفسي في اي كان
مادام دخل العرض الكوني وقال هذا ابداعي...
فانا اعين..من الان ان ابا الفتوح المطلبي بالنسبة لي غاية ردّتْ وحشتي طوال سنوات ماخلا التراثيين وكبار المعاصرين كالجواهري والسياب والقافلة ضعون وسُرى الى الان..ولكنَّ ابن وقتي وانيّتي الراهنة مَن هو اسال نفسي ....؟ ..وجدتُ ولم يسمح لي فرحي ان افصح.. جاءوا على تركاب صدري وماطفحتُ بهم...لعلهم من الاعتبار البنّاء اذخرتُهم..كوني ابوّبُ للمنظور عاشقا له..
اما حكايتي مع ابي الفتوح المطلبي ..عساه تاريخيا يُسمّى هكذا ...وتزدان به بغداد في فتراتها الحزينة مصباحا وفنارا يرشد العابريين نحو الجادة...او رابطا بين اولاءك وهؤلاء القادمين
نعم شعرك انموذج مرتبته فوق البنّاء عند اصحابنا الاجلاء..اشّروا عليك..وقالوا لاتقل له باي المراتب الفوقية هو ...اسكت ولاتجب حتى وان سالوك.. لانه عزوم ويرقى الى مانراه من ذروة تنتظره...نعم تنتظره..بشّرْهُ فقط
وابتسم ..ابو الفتوح المطلبي باب
ورابط واتجاه..
فليعلم الجمع ممن ضمَّ مجلسُنا
...بانه خير من يسعى به وقتُ...
استاذي هذا حدّي ولااجتاز...
لك الطالعة لك اللامعة
من الله
لك المنى مني...فلعلنا من غمام واحد...
...............الخويلدي...
.......... ..

رد الشاعر......
حميد العنبر الخويلدي ليس لي أن أعقب على نهرٍ جارٍ ، أيكون ذلك مناسبا ، هو نهرٌ جارٍ فبمَ أعقّب وقد سد علي الكوى وأنار مصابيحه فبهرني رحم الله الدكتور عبد الجبار المطلبي كان إذا يريد أن يعبر عن إعجابه وانبهاره بشخص ما يقول له (بهراً بهراً) وها أنا أردد ما قاله الدكتور رحمه الله ( بهراً بهراً) أخي الطيب وأستاذنا المبجل حميد العنبر الخويلدي، شكرا لك سيدي المفضال..

الاستاذ حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري
،،العراق،،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى