أ. د. عادل الأسطة - الفلسطينيون يستعدون غدا لإشعال الجبهة

وأنا أسير أمس ظهرا في شوارع نابلس أطلق أحد المواطنين بعض الألعاب النارية ، ما جعل مواطنا يعقب :
- يبدو أنهم أعلنوا اسم الأول في امتحان التوجيهي .
في المساء أدرجت إحدى السيدات ممن علمتهن في الماجستير على صفحتها برنامج سير المعارك غدا . إنها السيدة أ. ميس شواهنة
ستبدأ الحرب في الساعة الثامنة وستتواصل حتى الواحدة ظهرا ، لتبدأ هدنة تستمر حتى السادسة مساء ، ثم تشتعل حرب المتفجرات حتى منتصف الليل وبعدها تهدأ الجبهة .
وأنا أسير عصرا مع الدكتور Ahmed Khouli - على اعتبار ما سيكون قريبا ، وأنصح قسم اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية بالتعاقد معه وتعيينه في القسم - أتى على بعض الكوارث التي تحل ببعض المحتفلين غدا بنتائج التوجيهي وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، وتردد قسم منهم على المشافي لمعالجة آثار إطلاق الألعاب النارية ، والمشاكل التي يثيرها أهل المصابين للأطباء :
- يا دكتور أريد أن تعيد أصابع يد إبني إلى سابق عهدها وإلا ... .
- يا دكتور ابني أصيب في عينه وأريد إعادة النظر إليه وإلا ... .
وإلا فأنتم أيها الأطباء المسؤولون عن العاهة الأبدية .
أطرف ما سمعت من أخي هو ما رواه على مسمعه عامل فلسطيني يعمل في مستوطنة " بركان " الإسرائيلية التي تصنع الألعاب النارية .
قال العامل الفلسطيني إن معلمه اليهودي في المستوطنة تمنى أن ينجح غدا الطلبة الفلسطينيون المتقدمون لامتحان التوجيهي كلهم و " الله لا يضيع لهم تعب " ، والمستوطن طبعا حريص على بيع ما أنتجته مستوطنته من ألعاب نارية خلال العام الماضي .
ملايين الشواكل ستنفق غدا على الاحتفالات وستعود الفائدة ، إلا أقلها ، إلى جيوب المستوطنين الذين سيمنون على العمال الفلسطينيين بأنهم يشغلونهم ويعطونهم أجورا مرتفعة قياسا إلى الأجور التي تدفعها البرجوازية الفلسطينية إلى العمال في مصانعها .
غدا سيحتفل الناجحون جميعا ، من حصل على العلامة كاملة ومن حصل على علامة النجاح التي لن تدخله إلى أي جامعة أو أي معهد أو ...
اللهم أدم الأفراح في ديارنا العامرة ولا تحرمنا من مشاهدة الألعاب النارية وهي تنطلق في سماء المدينة معبرة عن الفرح ملبية أمنيات الشاعر سميح صباغ الذي قال بعد هزيمة حزيران :
إني تشهيت زغاريد النساء يحملن
شوق ألف عام للأغاني والفرح
آمين ، واسترنا من حرائق آب اللهاب .
صباح الخير
خربشات
٣ آب ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى