حميد العنبر الخويلدي - للخجل ملوحة... نص حداثة للشاعر مازن جميل المناف

للخجل ملوحة...
نص حداثة للشاعر مازن جميل المناف ،،،من العراق

ايها الوجع المكبل بقيد اللون
أهكذا ينتهي درسنا في تحليق دوار الفراغ
وتزدحم رؤوسنا بصور مهرولة
الضجر الفارق في ثقب جسدي
يزحف بثقله على مواسمي
بسراب صمته الهزيل
من قال .. ان الحزن خرافة ؟؟
وأن الخجل ليس له ملوحة
من قال .. ؟؟
الحاني لم تجتاح ليلي الكئيب
أول مرة اضج عن كآبتي
مع اصابعي النبيلة
جرحي يصفعني
تمردي مازال عالق
على اسيجة ذاكرتي
في تيه الأمسيات نعشق الأرتواء في قبو الصمت
التحف اسئلتي بتوتر المعاني
وعفوية الغباء
فأنا قتيل لا اعرف لون ضميري
لا اعرف لغة الليل
لا لون للرحيل
قصائدي عارية إلا من متاعبي
شذوذي
وبعض من طيبتي
ورائحة بارود الضجر
يلسعني ذلك الدفء في دوار مقيت
مبتذل جرحي
برائحة العقاقير
تتكهن فيه الالوان
والأسماء والارقام
وجدٌ ذبيح يدثر ليلا
ينتحر في عقده الطويل
لينشد الصوت سلاما عابراً
في جداول الارتعاش قسراً

#مازن جميل المناف



----------------------



( التخاطر الظاهراتي اولاً،،،
ومن ثم الترابط معنىً وصورةً وفلسفةً )

/نص نقدي مقابل/

النص كائن حي ، كائن آخر لايقتنع ولا يستسلم حين تلتقيه ، حتى تنتمي له وتصبح هويتك من هويته في اللحظة ، اذ لابد ان تكون جزءًا منه ، وتتنصّل عنك طوعاً ، عندها نقول انك متلقٍ حقيقي فعلًا ،
حَلَلْتَ به وحلَّ بكَ بالنتيجة ، وهذا الشوط اوْلى لنا ان نسميه /بالتخاطر الظاهراتي /بدءًا، ايْ تخاطرُ ظاهرتين تنشطان بالمجاذبة وجودياً وبالتقارب المباشر ،
لتنشئتها مداراً للتحوّلات المحدثة من عالمٍ تصيّريٍّ ينشب جديداً على الوسط، يتمُّ به استيعاب المخلوق نفسه وجميع كائناته بحيثياتها الجدلية الفاعلة، ورموزها المتضامّة اليها ، واستيعاب مُرَكّب الذات بكل ارتباطاته وسعته الانوية بثوابتها النوعية الكاملة واجتهادات الصورة ،
فلو سألنا مَنْ يدفع للتقارب بين كتلتين موجودتين كما وصّفناهما اعلاه،،،،،،؟ - النص والذات ، -، وهل هو اشبه بغزل غير مبرمج غزل بوهيمي ،،،؟
نعم ، الموجودات في الطبيعة ، اينما كانت وبهذا الكون الوسيع وابعد منه ، فهي مترابطة ترابطاً
حثيثاً على كافة الاصعدة التكوينية العامة ،يحكمها رابط مستمكِنٌ كُلِيٌّ لِدْني الامكان والصفات ، ندعوه بمصطلح /الاعتبار الوجودي المتعالي /يمتد اينما يمتد هناك وجود واكوان، تندمج به الاشياء على هيئة وحدةٍ متلازمة من الخلق والوجودات لا تنفك الا بالغرض المطلوب ،فيما اذا لو حانَ بشكل عام عند الابداع والهجرة بالرمز الى موقف الصيرورة والابتكار . وهذا في الخاص وفق نُظُم النشأة في وحدات خلق و كتل مادية خاصة بتكويناتها تمثّل الخليقة جمعاء بصغيرها وكبيرها ، مرئيها ومخفيها،تامِّها وما لم يتم ،وهكذا هو الكون ، في ديناميكية مستمرة من الحركة الاعتبارية ،وتقسم الى ٠٠
١-صيرورةٌ في كمال تكوينها في الفهرس الختامي ومنها الى العرض، ٢- واخرى في نمطها الوسطي من تكوينها ، ٣- وغيرها بدأت تواً ، ٤- واخرى تجري في مستويات العدمي آيلة للظهور ، ٥- واخرى فُنيتْ ،وكان قد ادّت الدور َوالوظيفة ، ومن هنا يتم دخول المبدع ، فبالاعتبار ووحدته الوجودية العليا ، ومن خلال وحدات الجزء في الكتل ، والتي تنحاز اساساً لبنية النص في تكوينه وحريته ومآلاته ، وفي استدعاء لها طبعاً ، من قبل الفنان وعلى مرامه وغرضه الابداعي لابد ولايوجد هناك عبث ، انما هو حكم الضرورات فالوجود مُحْكَم،
وطاقته التي هي ، ارادة ، واختيار، ومكاشفة، تتوزع سواءً في اللدني منه او بهيولى الفيض الروحي المستبصر في الذات السامية ، وعلى منوال النوعي ،. ارادة ،اختيار ، مكاشفة ، حبال من مسدٍ تمسكهما بتوازن نسبي متعادل،اشبه بالمشيمة التي تغذي من ارتبط فيها ،
فلعل هذا الصدور من ذات الشاعر والحامل للمحتوى ، وعلى ذات الترابط في اللدنية الكونية ،يتم املاء الاشارات والشفرات الحافلة بالنص ، حيث التنامي والتصعيد المدفوع بها في خطوط الصورة الفنية تَصَيُّراً مَشَجيّاً في الموقف الحاصل ،من الصفر الى مستوى بلوغ تمليه المعادلة ، وهذا اول الشروع ،
ذكرنا هذا الحال لتبيان الكيفية الفلسفية والجدلية الجمالية للفن كناموس ينطبق على كافة الخليقة ، وحتى على اعتبارات الفكر والتطبيق ، كالثورات والتغيّرات المجتمعية التى لاترى ، ولاتقاس كمادة وتحديد ،
وبما إنّنا الآن مع نص ( للخجل ملوحة ) للمبدع مازن جميل مناف
والذي نعتبر انه خط لنفسه خصوصيةً فنيةً ،،جامعاً بها بين الواقعي وهذا لابد منه ، فالواقع رَحِم
ومهد تترعرع به القصيدة او اي نتاج ابداعي ، وبين مساحة وامتهان الغرائبي اللفظي ، والتشكيلي التراكبي من التوالدات على مستوى الجمل والعبارة المحشودة بطاقة النص ، والمنجذبة اليه ،،
فالكلمة او اللفظة نعتبرها اشبه بفرد مستعد كالجندي ، يستدعى بطريقة ناموسية ما يشاء من توارد ليساهم في بناء النتاج ،
يقرر ذلك عوامل مشتركة مابين الذات السامية وبين اعتبار الوجود الكلي في نسبيِّ قوّة الموضوع
المقترح على الحياة ، وضمن الحاجة الماسة وحيثياتها ،
كل كلمة لها واجب خاص وظيفي تقوم به ، تدخل بطوع وقبول قدرة ،
ان كان المعنى يدعو للفرح او للحزن او للعويل او للهرج والمرج او للاضطراب او للهيجان او للحلم الرومانسي او للزغرودة او للحماس وكل افعال الوقت واللحظة ، فإنَّ اللغة مستعدة استعداد الكتيبة المجندة ، تنزّل افرادها حسب المهمة والغرض ، ذاتيا ما امتلكت قابلياتها الفيزيائية والميكانيكية وكل تقنيات التصريف النحوي وتخارجاته ،
وحسب منظور القدري حتماً نحن ايمانيون ، فكل نص يحمل خلوده وجمال تكوينه لابد به من
نفخة من هناك سرت بمفاصله مع لمسات ذهنية وحواس للذاتي الابداعي والحامل رؤى واقعه المستأنف وحسب معايير النقص والعوز الحاصلين،،
( ايها الوجع المكبّل بقيد اللون،،،
اهكذا ينتهي درسنا في تحليق دوار الفراغ ،،،؟
وتزدحم رؤوسنا بصور مهرولة
الضجر الفارغ في ثقب جسدي
يزحف بثقله على مواسمي
بسراب صمته الهزيل
من قال ان الحزن خرافة ،،،،؟
وان الخجل ليس له ملوحة ،،،ا
من قال ،،،،؟ )
هذا النسيج التعبيري بصوره واسلوبياته الفنية ، مرَّ بديهيا بفلسفة تصيّره والتي ثبّتْنا مدلولها
الفكري اعلاه ، كناموس للخلق وكمحور للبنية تقنياً،
فلعل الفن عامةً والادب والشعر خاصةً تمر مركّباته جميعاً من هنا ، وهذي دراية نقد وناقد
وما يجزم به اصحابنا الذين اسّسوا في المكاشفة ووحدة الاعتبار الوجودي من عوامل فكر تحمل المعنى المراد ،
وقالوا لعلّ العالم بتفاصيله الطبيعية والصناعية وحتى المعاني في خلق صورة لها حتما تمر من خلال هذا الميزان ومن خلال النظرية التي آمنوا بها وامّنوا بعضاً من قيم الحياة بها ،
( فانا قتيل لااعرف لون ضميري ،،،
لا اعرف لغة الليل ،،
لا لون للرحيل ،،
قصائدي عارية الا من متاعبي ،،
شذوذي
وبعض من طيبتي ،،،)
هذي التداعيات التي راصفها الفعل عبر نظرة وفكرة المبدع الباطنيتين في لحظته الكثيفة ، هي بحد ذاتها
لو حللناها وفككنا نظمها ،وارجعنا كلَّ معنى لأُسّه، لوجدناها وقائعاً واحداثاً اخذت دورها في الوقت وتحوّلت الى مختصرات منها وثّقها التاريخ ومنها نفاه ومنها تضايف مع غيره ، واصبح صورةً اخرى ،حينما جاء المبدع وفق اجراء الضرورة ،تجاذبت الظواهر ، وكان حثيث الذاتي هو الاقوى والابلغ، اذ كان جامعاً ومانعاً لما يلائم المباني والمعاني المقترحة ،
( فانا قتيل لا اعرف لون ضميري ) كم تداخل وتخارج بهذا المتراص الجمالي للعبارة ، ومثل ما ذكرنا كان هذا متضايفاً مع غيره في خلق سبق ، وصيرورة جرت ، وهكذا جاء مبدعنا مستخلصاً شيئاً ليضيف جديده ، وهذي دالة الفن ، الفن قديم كائن وجديد مستدعى اثيري ،،
وفي النهاية اشير الى العنوان ،،والعنوان معادل للنص لابد ان يختاره مبدعه ،،
ولابد من تغطية شاملة للنتاج وزيادة ،،،فللخجل ملوحة ، اختيار فني باهر ، ويجب على كل فنان ان يعتني ويحسن التصرف بالعنونة ،، العنوان لابد ان يكون نجمةً لامعةً ،،
مازن هنا اجاد الضربة ،،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نقد اعتباري
ا٠حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى